تواصل » صحف ومجلات

قال عفريت من الجن: أنا من أغرق جدة وبريدة..!

في 2015/12/01

خالد السيف- الشرق السعودية-

استبقَ جنيٌّ (عيّار) نتائجَ «اللجان» فأعلنَ تالياً عبر وسيطٍ من: «دجاجلةِ الرّقاة» كاملَ مسؤوليّتِه المباشرة عن الغرق الذي أغطس مدينتي جدة وبريدة على النحو الذي جعل منهما: «مُدناً» ذات أنهارٍ من مطرٍ ملتاثٍ بشيءٍ من مياه التصريف الصحي وكان من شأنِ هذه الأنهار أن جعلت ما بين شرقي المدينتين وغربيهما برزخاً لا يلتقيان.!

وقد أبدى هذا العفريتُ من الجنِّ شهامته إذ حفظ لـ: «المسؤولين» ما تبقّى من مياه وجوههم وحافظ بالتالي على شيءٍ كبيرٍ من مُكتسباتهم، ذلك أنّه لحظة اعترافه قد أخلى «المسؤولين» من كلِّ التبعات التي يُمكن أن تلحق ببعضهم ولا عزاء للمهمّشين.

وبما أنّ هذا العفريت من الجنّ كان قد تلبّس فتاةً عشرينيّة العمر -باذخة الجمال- الأمر الذي مكّن «الراقي» من أن يُطيل معه أمد الحوار في قضيّة غرق جدة وبريدة.. والذي أنقل لكم -هاهنا- بعضاً من مجريات ما دار بينهما:

الراقي: ما الذي حرّضك على أن تفعلَ فعلتك؟

الجني: أولاً نحن الجن نستلذُّ في أذيّتكم.. أما ثانياً فإنّ مثل هذه: «الإنجازات الجنيّة» تمنحنا الهباتٍ.

الراقي: لكن هل يمكن لي أن أعرف -وأنت جنيٌّ مسلم- لِمَ لا تُسخّر طاقتك لأذيّة الكفار وتفسد عليهم شيئاً من مشاريعهم في بلدانهم؟

الجني: هذا سؤال لستُ مخوّلا للإجابةِ عنه ولكن سأفصح لك شيئاً مما أعلمه: إنّ لأذيّة الكفار جنّاً بهم موكّلين، غير أنّ بنيتهم التحتيّة متينة الجودة ما جعلها بالتالي عصيّة على أي محاولةٍ -من قِبلنا- للإفساد، ولطالما خارت قوانا «المسخّرة» عن إلحاق الضرر بمنجزاتهم.!

الراقي: هل أنّ أحداً من الجنّ -الكبار- قد أعانك على القيام بمهمتك؟

الجني: كلا.. فبنيتكم التحتيّة مهترئة ويمكن أن يقوم بمهمة الإضرار بها أيّ صبيٍّ من (رضعاننا).. قهقه بصوتٍ مستفزٍّ وهو يقول: هذا إن كان لديكم بنيةً تحتيّة!! (كأن الجنيَّ قد اطلع على تصريح أمير منطقة القصيم من خلال قناة الإخبارية وهو يكشف حقيقة مشاريع تصاريف السيول في بريدة..!).

الراقي: طيب.. لماذا جدة وبريدة دون غيرهما؟

الجني: ليستا وحدهما بل هناك الرياض وتبوك والدمام والقائمة تطول.. لكن أنا لأسبابي الخاصة قمت بإلحاق الضرر بجدة وبريدة!

الراقي: وما هي أسبابك الخاصة؟

الجني: نبدأ أولاً بـ: «بريدة» فهي دار قومٍ طالما حالوا بكثرة أورادهم -ورقاتهم- عن تحقيق رغباتي بمغازلة بناتهم وكثيراً ما أخرجوني مكرهاً من أجساد «بنات مُزز»! وإنّ منهم مَن لا يأذن لي بالخروج من جسدها قبل أن يحرقني بقراءته إلا بأن يأخذ عليَّ عهداً ألا أعود إليها ثانيةً.. وهذا من أبرز الأسباب التي أغاظتني منهم؛ فكان انتقامي بالطريقة التي رأيتموها في غرق بريدة، والقادم ربما يكون أسوأ ولعله في الأربعاء المقبل؛ إذ ستأتي أمطارٌ هي أكثف من سابقتها!

الراقي: هذا عن بريدة فما بال جدّة تتأذى منك؟

الجني: «والله بصراحة أهل جدة -بمقاييس الجن- ناس طيبين لكن بحب دائماً أن أطقطق عليهم!!»، ويمكن تُسمي ما قمتُ به من عملٍ في إغراق جدة هو من قبيل: «النذالة»، وهل أنّ جنيّاً يعيّر بنذالته؟!

أكتفي بهذا القدر من الحوار فيما بين الجنيّ/ والراقي وأدوّن هاهنا تعليقاتي بشيءٍ من إيجاز على ما سبق بالآتي:

أولاً: قطع الجنيُّ قول كلّ الجهات الرقابية وأعفى المسؤولين قاطبةً ليس من تبعات الإضرار وحسب بل حتى من مجرد المساءلة.!

ثانياً: ثبت بمثل هذا التصريح الجني -المسؤول- أنّ الإعلام دأبه التجنّي ظلماً وعدواناً على من حمّلتهم الدولة أمانة إدارة شؤون البلد.

ثالثاً: لم نعد بحاجةٍ مطلقاً إلى جملة: «قضاء وقدر»؛ إذ سيحلّ مكانها: (هذا من عمل الجن.. ولتقفل كل الملفات.. واشتغلوا على تحصين مشاريعكم بالمعوذات)!

رابعاً: بات من الظلمِ بمكان سوق الاتهامات جزافاً من مثل القول بأنّ ثمة:

* قصور الرقابة على مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول.

* ضعف وتدني جودة مضخات الأنفاق.

* ضعف كفاءة مديري إدارات المشاريع والمراقبين.

* سوء التخطيط لمشاريع الطرق.

* غياب مشاريع التصريف داخل أحياء المدن.

خامسا: ستبوء محاولات الجهات الرقابية في رصد أسباب غرق المدن السعودية بالفشل، وذلك أنّ ثمّة سبباً خفياً -وهو الجن- من يجب أن تناط بهم الأسباب كلها عن حالات الغرق غير أنّ الإفصاح عنه عالمياً سيكون بالمرّة مخجلاً، ولذا يجب الإبقاء عليه خبراً محلياً فيما يُصدّر للإعلام العالمي خبراً لا يتعارض مع العقل ويبقينا في عداد الدول الحديثة التي تُحارب الفساد بأدوات عصريّة.!

سادساً: أما وإنّ الجنيّ قد اعترف بما لا يدع مجالاً للشك عن قبيح فعلته بأذيّتنا – وبخاصةٍ أن الشعبَ ولله الحمد مؤمن بالجان لا باللجان ولا يخامر الشعب المؤمن الشك في حقيقة التّلبس وجري كلام الجان على لسان الممسوس – فإنّه والحالة هذه قد بات من العبث البحث عن الأسباب – وإشغال الأجهزة الحكومية بما لا نفع فيه -؛ إذ إنه ما من داعٍ للجانٍ ولا لجولاتٍ رقابيّة لا للأمانات ولا لإدارات الطرق والنقل ولا لفروع شركة الكهرباء، ومديريات وفروع المياه والصرف الصحي وشركة المياه الوطنية ابتغاء توفير جهود هذه اللجان بما هو أنفع وأجدى للوطن والمواطن.. وأوفر لموازنة الدولة.

سابعا: لا بدّ من بعث خطاب -عن طريق الراقي- إلى الجن وشهادة تقدير لعفريتهم امتناناً لهم بحل إشكالات الغرق التي من خلالها تؤكد لنا نزاهة المسؤولين وأنّهم على الحقيقة فوق كلّ مساءلة.