لولو الحبيشي- المدينة السعودية-
الرجال يُعرفون بالدين ، وليس الدين الذي يُعرف بالرجال والحق لا يُعرف بالرجال، بل الرجال من يُعرفون بالحق، إن اختل هذا المعيار اضطرب ميزان العدالة ، و بات تعظيم الأشخاص أهم من تعظيم الحق ، ونصرة الأشخاص أولى من نصرة الحق ، وهذا ضرب من «الوثنية» .
إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب، ومن خاض فيما لا يحسن جاء بالمصائب، أكثر من مرة يتورط الدخلاء على الظُرف بضياعهم عن الطريق واصطدام مركبتهم أو تدحرجهم من علِ !
مهما عظمت القوالب والمظاهر يبقى الجوهر في المخابر .
وقار الدعاة للدين يضفي عليهم الهيبة ، فإن أسفُّوا بالحديث استظرافاً وطمعا أن يصفق لهم جهلة العوام ذهبت هيبتهم وخدشت مروءتهم.
بعض الدعاة يأخذهم إغراء الاستظراف بعيداً ويحررهم من قيد العقل والحكمة ، فيأتون بالجرائم حتى يتساءل الناس كيف نفرّق بين حديث - من عرف لاحقاً بـ «المجاهر بالمعصية» - الذي دفع بنا لنصب المشانق له، وحديث داعية يصرح بأنه همَّ بمعصية أكبر تتعارض مع الفطرة السوية وخطط لها ضاحكاً مأخوذاً بنشوة التظرف ؟! وكلاهما «المجاهر» و «الداعية» تلفظا باعترافات تدينهم وتستدعي مقاضاتهم !
الاستظراف الذي يطال ثوابت الدين وعلى شاشات الفضاء يجب ضمه للجرائم الموجبة للمحاسبة ، ويجب أن يتصدى الناس لما يربك القيم لدى أبنائهم ، أفعال كهذه هي تشويه للدين وللبلد وأهله ، ومنح الفرص العظيمة لأعداء الدين والوطن للتشويه والتنفير .
«المنكر منكر في أي قناة كان والقنوات الإسلامية إن لم تميز برامجها بالتزام دينها فإنه لمنكر عظيم أن تزيد رصيدها من السوء باسم الالتزام . « تغريدة للشيخ سعود الشريم» .
«هناك أشياء يستحيي الإنسان أن يفعلها مع ذوي المروءة من قومه فكيف يقبل أن يأتي بها مع الله» ..تغريدة للشـــيخ صالح المغامسي.