تواصل » صحف ومجلات

هذه حقيقة إخوانكم الذين بغوا عليكم

في 2015/12/05

حمود أبو طالب- عكاظ السعودية-

كانت الحلقات الوثائقية التي بثتها قناة العربية عن خلايا القاعدة في المملكة خلال الأيام الثلاثة الماضية عملا إعلاميا بامتياز من حيث مادته وتوقيته، فنحن الآن نمر بمرحلة متطورة من الإرهاب المتوحش تمارسه تنظيمات عدة أبرزها وأخطرها تنظيم داعش الذي سمحت له الفوضى السياسية والانفلات الأمني واختفاء مؤسسات المجتمع المدني في أكثر من دولة، سمحت له بالتمادي إلى حد إعلان نفسه دولة أمام نظر وسمع المجتمع الدولي الذي يدعي أنه يكافحه بتحالف لم يحقق شيئا يذكر حتى الآن.

المملكة على وجه الخصوص أول دولة تضررت من الإرهاب منذ أن دشن تنظيم القاعدة عملياته الإرهابية التي استهدفت مؤسسات أمنية واقتصادية وكادت تصيبنا في أكثر من مقتل لولا أن مواجهتها أمنيا بصرامة واحتراف نجحت في تفكيك خلاياها ومحاصرتها وشل حركتها ما اضطرها للهرب بكوادرها إلى خارج المملكة، لكننا بدأنا نواجه مولودها الأكثر توحشا متمثلا في تنظيم داعش الذي قام خلال العام الماضي بأكثر عملياته دناءة وغدرا وخسة باستهداف بيوت الله لخلق فتنة طائفية، لكن المواجهة الأمنية ما زالت متفوقة لأن ما يتم ضبطه استباقيا من محاولات إرهابية أكثر بكثير مما يتم تنفيذه.

نحتاج الآن أن يعرف البعض حقيقة هذا الإرهاب وفكر أصحابه، إذ ما زال لدينا من يرفض أن يسميهم إرهابيين ويقول إنهم إخوة لنا بغوا علينا، أو إنهم فئة ضلت الطريق لا أكثر وستعود إليه بالمراجعة والمناصحة. الحلقات كشفت كثيرا من فكرهم التدميري المتأصل في قرارة أنفسهم، والذي لا هدف له سوى إزالة هذا الوطن ومن فيه لأنه في يقينهم وطن كفار ودولة كافرة لا بد من إزالتها بقوة السلاح. هذه هي الحقيقة التي يسعون إليها بأبشع الوسائل وأقذرها، مستمتعين بالقتل وقطع الرقاب، بل وصل الأمر إلى حد تصفية الابن لأبيه، والأخ لأخيه، فأي بشاعة أكثر من هذه.

نعم ربما يرعوي بعض هؤلاء الإرهابيين ولكن في حالة واحدة هي عندما يشاهدون القصاص العملي للوطن من بعض أفرادهم الذين تمت محاكمتهم وإدانتهم. عندما يوزعون على ساحات القصاص في مدن المملكة التي وقع فيها ضحاياهم، وفي يوم واحد، فإنهم سيتأكدون أن الوطن ليس بالسهولة التي يعتقدونها وأن لكل جريمة عقابا، وأنه لن يخضع لتهديد أو ابتزاز.