تواصل » صحف ومجلات

حملة انتقادات قوية تستهدف السعودية في الإعلام البريطاني

في 2015/12/07

ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-

استمرت صحيفة "جارديان" البريطانية اليومية و"أوبزرفر" الأسبوعية في افتتاحيتهما بمهاجمة السعودية في أكثر من قضية، بالتزامن مع هجوم يشنه كذلك عدد من السياسيين البريطانيين.

وأبرزت الصحيفة ترحيب السعودية بقرار بريطانيا الانضمام لحملة القصف الجوي ضد "داعش"، لكنها عادت للحديث عن أن الروابط العسكرية المقربة بين بريطانيا وبين من وصفتهم بحكام السعودية غير المنتخبين في نظام يعد واحدا من أكثر الأنظمة القمعية وغير الديمقراطية في العالم ، لا ينبغي أن يكون بالضرورة مرحب بها من قبل لندن.

وتناولت الصحيفة تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" للقناة الرابعة الإخبارية البريطانية في أكتوبر الماضي برر فيها حماسته للتقارب مع السعودية، حيث أشار إلى وجود علاقة بين البلدين ، وأن هذه العلاقة تمكن بريطانيا من الحصول على معلومات استخبارية وأمنية مهمة تجعل البريطانيين آمنين،معتبرا أن تلك العلاقة تخدم الأمن القومي البريطاني، حيث ساهمت السعودية ببلاغ قدمته للسلطات البريطانية في إفشال تفجير قنبلة في عهده.

وذكرت الصحيفة أن هناك من ينظر إلى تلك العلاقة بأنها تمثل تهديدا خطيرا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على أمن ومصالح وقيم بريطانيا، فدور الرياض في سوريا على سبيل المثال مثير للقلق، فبعد انضمامها للتحالف الذي شكله الرئيس الأمريكي ضد "داعش" غيرت وجهتها العسكرية تدريجيا، فالطائرات السعودية الآن تشارك بشكل كبير في حرب مزعزعة للاستقرار ومكلفة بشكل هائل ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، وليس ضد "داعش" في سوريا والعراق.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات لـ"جيريمي كوربين" زعيم حزب العمال طالب فيها من "كاميرون" الانتباه بشكل أكبر لمصادر تمويل وتسلح "داعش" ودور السعودية في ذلك.

وتناولت تصريحات لـ"لورد أشدون" الزعيم السابق لليبراليين الديمقراطيين عبر فيها عن قله إزاء التقارب بين حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا وبين الأثرياء العرب الخليجيين.

وأبرزت الصحيفة جرأة وعلانية السفير السعودي في لندن في رده على الاتهامات الموجهة ضد السعودية من سياسيين بريطانيين أكثر من مرة، واصفة بعض تصريحاته بأنها أشبه بالتهديد.

واهتمت الصحيفة بتسليط الضوء على تقرير الاستخبارات الألمانية بشأن دور المملكة الذي وصف بأنه مزعزع لاستقرار المنطقة، والتحركات التي يقوم بها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل خلافة والده في الحكم.

وذكرت أن الحكومة الألمانية، وفي خطوة غير عادية، تبرأت من تقرير الاستخبارات، بعد شكوى سعودية، واعتبرت الصحيفة أن تحرك الحكومة الألمانية دليل على عمق النفوذ السعودي في بريطانيا وغيرها.

وتناولت الصحيفة غدد من الانتقادات للمملكة كزيادة أعداد أحكام الإعدام التي جرى تنفيذها هذا العام وجلد وسجن المدون رائف بدوي والحكم بإعدام الشاعر من أصل فلسطيني أشرف فياض وغيرها، واصفة تلك الأحداث بغير المقبولة.

كانت صحيفة "جارديان" البريطانية شنت في افتتاحيتها قبل أيام هجوما عنيفا ضد السعودية بسبب عدد من القضايا خاصة المتعلقة بأحكام الإعدام والجلد ضد نشطاء وشعراء وشيعة .

واعتبرت الصحيفة أن كثير من الأعمال الوحشية التي تمارس من قبل تنظيم "داعش" تتم بشكل روتيني على يد السلطات السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية ليست وحدها التي لديها سجل مروع في مجال حقوق الإنسان في الشرق الأوسط والمنطقة، فإيران أعدمت ما يقرب من 700 شخص في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري وباكستان والبحرين وقطر ارتكبوا كذلك انتهاكات كبيرة.

وانتقدت الصحيفة بشدة اتجاه المملكة لتنفيذ أحكام إعدام جماعية ضد أكثر من 50 سجينا، مشيرة إلى أن هذا الأمر لم يحدث في المنطقة إلا من قبل إيران بعد الثورة.

وأضافت أن ادعاء السعودية بأن تنفيذ أحكام الإعدام هذه ضد من يوصفون بأنهم "إرهابيين" من أجل التصدي لـ"داعش" يمثل وقاحة، فكثير منهم يبدو أنهم من صغار الشيعة الذين اعتقلوا بعد مظاهرات نظموها ضد التمييز.

وتحدثت عن أنه ليس بإمكان أي دولة أخرى غير السعودية الإقدام على إصدار حكم بإعدام شاب عبر قطع رأسه ثم صلبه رأسا على عقب أمام العامة كعقوبة لأنه ابن شقيق الزعيم الشيعي "نمر باقر النمر".

ورصدت الصحيفة انتهاكات أخرى مثل الحكم بجلد المدون رائف بدوي 1000 جلدة والحكم بإعدام الشاعر من أصل فلسطيني أشرف فياض.

واعتبرت أنه من البشاعة أن تقترح الحكومة البريطانية على وزارة العدل السعودية التعاون فيما بينهما قبل أن يؤدي الضغط المحلي إلى إنهاء هذا الاتفاق المشين.

وأشارت إلى أنه من الأمور المثيرة للسخرية بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن يسلط الضوء على المنافع التي تعود على بلاده من وراء موقفها الجبان، عندما تحدث في لقاء تليفزيوني عن أن السعودية ساعدت في منع وقوع تفجير بقنبلة في بريطانيا، مضيفة أن الفساد السعودي أثرى كذلك شركات الأسلحة البريطانية وشغل العمال البريطانيين.

وذكرت الصحيفة أنه لا يشك أحد في أن التعذيب يعد ممارسة روتينية من قبل قوات الأمن السعودية.

وأضافت أن هناك ثمن تدفعه بريطانيا مقابل موقفها من السعودية، سواء من خلال المساجد والمدارس الدينية أو حتى الإنترنت والقنوات الفضائية التي تغذي التطرف الذي يضر بريطانيا.

وذكرت أن السلاح السعودي وبعضه من بريطانيا تستخدمه المملكة في حرب مزعزعة للاستقرار في اليمن، تسببت في مقتل الآلاف وتشريد الملايين حتى الآن، معتبرة أن تلك الحملة التي تقودها المملكة في اليمن تجاوزت في الوحشية أي شيء ربطه الغرب بـ"داعش".

وأشارت إلى أن المملكة تمكنت من تحقيق الاستقرار داخليا في وقت تعم فيه الفوضى بعض جيرانها، ومع ذلك فإن المملكة يجب أن تحدث تغييرات لتجنب الانهيار الكارثي، وهناك بعض الدلائل على أن أمراء صغار في المملكة يتفهمون ذلك، لكنها لن تتغير بدون انتقاد واضح وثابت مبني على أسس ومبادئ، وهو ما أقدمت عليه الصحيفة.