عمر بن عبد العزيز الزهراني- شؤون خليجية-
منذ بدء العمليات العسكرية المسماة بعاصفة الحزم وأنا أبحث عن سر التواجد الإماراتي المكثف فيها، وعن الدور الكبير الذي لعبته حكومة أبوظبي فيما يحدث بالساحة اليمنية مؤخرًا، لكنني وللأمانة لم أجد تفسيرًا واضحًا للدور الذي مازالت تلعبه الإمارات.
فالإمارات ليست لاعبًا أساسيًا في المنطقة، ولم يكن لها دور مهم قبل ذلك الدور القذر الذي لعبته في تمويل الثورات المضادة ورعايتها، بالإضافة إلى فتح أبوابها للهاربين والفارين من الأنظمة العربية المترنحة، كاستضافتها لآل الأسد على سبيل المثال.
وفي القضية اليمنية يعد خندق المخلوع علي صالح هو الأقرب للإمارات، فابنه أحمد هو السفير اليمني هناك منذ سنوات، وهو الصديق المقرب من ابن زايد صاحب الكلمة الأولى في البلاد، ورغم اشتعال الحرب ومصرع العديد من الجنود الإماراتيين هناك، إلا أن أحمد لا يزال يتمتع بكامل حريته في أبو ظبي وبحماية إماراتية!!
وأحمد علي لمن لا يعرفه هو أحد أبرز قادة الجيوش التي تقاتل الجيش الإماراتي وقوات التحالف هناك! نعم يا سادة هذه ليست نكتة، بل هي حقيقة وواقع لم تفك شفراته حتى الآن.
وبالإضافة لقربها من خندق المخلوع صالح، فإن الإمارات تحركها بقوة فوبيا الإسلام السياسي بشكل عام والإخوان بشكل خاص، فلا تراها دائمًا إلا في الطرف المقابل لهؤلاء، ولذلك لا يرضيها بتاتًا وجود أي دور قادم لهم في الساحة اليمنية.
ويبقى السؤال مطروحًا وقائمًا: لماذا خاضت الإمارات المعركة اليمنية ونزلت فيها بثقلها.. ولماذا مازالت تأوي وتحتضن أبرز خصومها باليمن.. وماذا استفادت الإمارات من عدن.. وما هي مشاريعها القادمة في الجنوب اليمني.. وما موقف الإمارات المستقبلي من قاعدة اليمن التي تسيطر على مساحات كبرى من البلاد؟!.. ولماذا انسحبت الإمارات من جبهة تعز...؟، أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات، وألغاز بحاجة إلى حلول، وستبدي لك الأيام.. ألقاكم على خير.. كونوا أحرارًا..