تواصل » صحف ومجلات

العريفي... و«العاهات»

في 2015/12/11

عبدالعزيز صباح الفضلي- الراي الكويتية-
يقول سعيد بن المسيب: «ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وله عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكر عيوبه».
قبل فترة انتشر مقطع للشيخ محمد العريفي، وهو في أحد البرامج الحية التي تنقل على الهواء مباشرة، واعتقد الشيخ بأن التصوير توقف، فأخذ يمازح من حوله، وصدرت من الشيخ بعض العبارات التي لا تتناسب مع مكانته، وما إن ظهر المقطع حتى تسابق خصوم الشيخ إلى تلقّفه ونشره والتعليق عليه ومهاجمته.
والدكتور محمد العريفي أشهر من نار على علم، فهو فارس من فرسان الدعوة إلى الله، معروف عند الناس بأخلاقه ونشاطه الدعوي، ونصرته لقضايا المسلمين، ووقوفه مع المستضعفين، وفضحه للظالمين.
يكفي الشيخ محبة الناس له، ومتابعتهم لدروسه ومحاضراته في المساجد والقنوات الفضائية، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من المتابعين للشيخ عبر وسائل الإعلام الإلكتروني، ويكفي أن المتابعين لحسابه في «تويتر» تجاوز 13 مليوناً و500 ألف مغرد، ويكفي أن نرى الدعوات التي تأتيه من كل مكان من شرق الأرض إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، من أجل إلقاء محاضرة أو ندوة، أو المشاركة في افتتاح مشاريع دعوية أو خيرية.
لكن هناك «عاهات» لا يعرفون الإنصاف ولا يُنزلون الناس منازلهم، فوجّهوا سهامهم تجاه الشيخ يريدون إسقاط هيبته ومكانته عند الناس، فلم يزدد الناس بالشيخ إلا حباً واحتراماً وتقديراً ومناصرة.
وإذا أراد الله نشر محاسن طويت
أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يُعرف طيب عرف العود
زلات الشيخ تُمحى مع بحر حسناته، والماء إذا بلغ قلّتين لم يحمل الخبث، وفي الحديث: «أقيلوا لذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود».
من ذا الذي تُرضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
يقول ابن القيم: «فمن كان مستوراً، ومشهوراً بالخير فلا نسارع إلى تأنيبه وعقوبته، بل تُقال عثرته ما لم تكن حداً».
لست أعتب على خصوم الشيخ من العلمانيين والمفسدين، فعداوة هؤلاء متوقّعة، لكن العتب على بعض أولئك الذين يدّعون التمسك بالسلفية وهي منهم براء، ويزعمون اتباع منهج السلف وهم أكثر من يُخالفونه، أعتب عليهم لأنهم يزعمون نصرة الدين وهم من يهاجم حماته، ويدّعون ستر المسلمين، وهم المسارعون إلى نشر زلاته وأخطائه!
تجدهم رحماء على أعداء الإسلام، أشداء على الحاملين لوائه، تراهم حرباً على الدعاة، سلماً على الظالمين!، يبذلون من الوقت والجهد في الطعن والتجريح، وتتبع الزلات، ما لو جعلوه في الدعوة إلى الله لانصلح على أيديهم الخلق الكثير.
ونقول لأمثال هؤلاء:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا
سيبقى الشيخ العريفي علماً من أعلام الدعوة الإسلامية، ولن يزيده الهجوم إلا رفعة، ونسأل الله تعالى له التوفيق والسداد، ولخصومه الهداية والرشاد.