تواصل » صحف ومجلات

الرحيلي: من تسمّوا بالدولة الإسلامية زورًا ليسوا سوى عصابة إجرامية وقطَّاع طرق

في 2015/12/15

المدينة السعودية-

أكد الأستاذ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وأستاذ كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، أن فتنة الخوارج وجدت في أول الأمة وهم سبب الاختلاف الكبير في الأمة الإسلامية ولا تزال الفتنة قائمة، وهي أعظم الفتن، ولا سيما في هذا القرن الذي ظهر فيه الخوارج في زماننا وهم متفرقون في الدول الإسلامية، وتسموا زورا بالدولة الإسلامية وهم ليسوا سوى عصابة إجرامية وقطاع طرق وهم خوارج هذا العصر. كما أشار الرحيلي إلى أن الخوارج ليس لهم دعوة إلا إلى السيف ولا تعرف لهم دعوة إلى الله ولا وقوف في صف الأمة، وهم خنجر مسموم في خاصرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم يوجهون حرابهم إلى المؤمنين بحجة أنهم مرتدون فيبغّضون الإسلام إلى الناس فلا نعجب من دعم أعداء الإسلام لهذا التنظيم، لأنهم يحققون لهم أهدافهم.

وأضاف أن أفراد هذا التنظيم يدخلون ضمن الخوارج الأولين وزادوا عليهم، حيث أخذوا من كل فرقة أسوأ ما فيها، والمعلوم أن من صفات المؤمنين أنهم رحماء بينهم، بينما هؤلاء لديهم غلظة ورغبة في تقتيل المؤمنين وأهل الذمة الذين عصمت دماؤهم بالأمان، وقد رأينا وسمعنا بمواقفهم التي يتلذذون فيها بقتل كل من يخالفهم، حيث يرون أن كل الديار ديار حرب حتى مكة والمدينة ما عدا مكان تواجد عصابتهم، ومن تأمل في الحال عرف هذا الأمر.

ودعا الرحلي إلى أن من الواجب أن نحذر منهم ونحذّر فالأصل هو التمسك بسنة النبي صلى الله وعليه وسلم فالإنسان لا يخلو من حالين، إما أنه متبع للرسول صلى الله عليه وسلم أو متبع لهواه، وإذا كان العمل بالسنة واجبا على الناس، وإبليس له طريقان شهوات (في الفروج والبطون) وشبهات.

وبيّن أن الأصل هو الابتعاد عن الفتن وأهلها، والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن ذلك ومن الأصول المستقرة عند السلف البعد عن الفتنة، فالقلب مثل الإسفنج يمتص كل شيء ثم لا يخرج منه كل شيء، ولكن المؤمن قلبه كالزجاج صلب لا يخترق ولكن يرى الذي وراءه، ولذلك أحذر نفسي وإخواني من جليس السوء المعاصر ألا وهو وسائل الاتصال المعاصرة المرتبطة بالإنترنت ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا الجليس يفتك بالشباب وطلاب العلم، وقد أمضيت في برنامج المناصحة أكثر من عشرة أعوام وجدنا شبابا غرر بهم من خلال هذه المواقع التي يعمل عليها خبراء يعرضون موادا وصورا يتباكون فيها على الإسلام، والقلب ضعيف فنجد بعض الشباب يأخذ الفتاوى من مواقع غير معروفة وهي يجب أن تؤخذ من مواقع العلماء الموثوقين المعروفين بعلمهم، ولذلك يجب أن نحرص على العمل بالعلم النافع ثم نفيض به على أمتنا، ونسأل الله أن نكون وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر.