تواصل » صحف ومجلات

محامي خالد الدوسري لـ(الحياة): أسعى لنقض حكمه بالمؤبد

في 2015/12/15

الحياة السعودية-

كشف المحامي سعود بن قويد التفاصيل الكاملة لقضية السجين السعودي في أميركا خالد الدوسري، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ 4 سنوات، بتهمة الحصول على «أسلحة دمار شامل» لتنفيذ اعتدا.ءات إرهابية في الولايات المتحدة الأميركية. وقال في تصريح لـ«الحياة»: «تسلمت قبل شهرين، ملف القضية تطوعاً، وسافرت إلى أميركا أخيراً برفقة محمد شقيق السجين خالد، وعمه، لدرس ملف القضية بشكل كامل، إضافة إلى محاولة الالتقاء بخالد».

ولفت ابن قويد إلى أنه تم التنسيق مع السفارة السعودية في أميركا، التي انتدبت ممثلاً لها من القنصلية الأميركية في نيويورك، لاستقبالهم في المطار. وقال: «فور وصولنا إلى المطار، فوجئنا بإدراج اسم محمد شقيق خالد على قائمة التفتيش في جميع المطارات الأميركية»، موضحاً أنه تم توقيفهم مدة 12 ساعة، واستدعاء الشرطة الفيديرالية، التي قامت باستجواب محمد عن أسباب قدومه إلى أميركا، وإحضار محام معه، إضافة إلى سؤاله عن شقيقه خالد، فيما تم التحفظ على هاتفه المحمول لاحقاً، وطلبوا منا تحديد مكان إقامتنا.

وأكد المحامي أن سياسة المحامين السابقة في قضة خالد كانت تهدف إلى «تخفيف الحكم، من خلال نفي التهمة عن الجاني، فيما هناك تناقضات في القضية»، مشيراً إلى أن الحكم الصادر في حق خالد «لا يوازي ما قام به، وهذا ما أكده له عدد من المحامين الأميركيين، إضافة إلى أن خالداً لم يقم بأي عمل إرهابي نتج عنه ضحايا، إضافة إلى أن وزارة العدل الأميركية أكدت أنه ليس له علاقة بأية جماعة إرهابية».

وقال المحامي سعود بن قويد: «هناك نقطة مهمة في القضية تم إغفالها، وهي أن المواد التي تم ضبطها في شقة خالد لا تكفي للقيام بتفجير، وأنها لا تكفى حتى لصناعة قنبلة يدوية، فالمادة التي تم العثور عليها هي الفينول وكانت بكمية قليلة جداً، وأن خالداً كان يستخدمها في أبحاثه لدراسته، إذ كان مبتعثاً من جانب شركة سابك لدراسة الهندسة الكيماوية، إضافة إلى أن خبراء المتفجرات أكدوا أيضاً أن الكمية التي تم ضبطها قليلة جداً، ولا تكفي للقيام بأية عملية تفجير».

وكشف ابن قويد أن المباحث الفيديرالية قامت قبل اعتقال خالد بأسبوع بسؤاله عن المادة التي يستخدمها، بحجة أنهم شركة مهتمة في هذا المجال، من دون علمه بحقيقة شخصيتهم، لافتاً إلى أن خالداً كان على وشك أن يحقق إنجازاً علمياً في تخفيف نسبة رائحة «الفينول» في المواد المطهرة. وذكر أن السلطات الأميركية ترفض حتى هذه اللحظة الكشف عن كيفية تمكنهم من الحصول على الأدلة التي دانت خالد، بحجة صدور قرار بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) تخولهم بعدم الكشف عن أية معلومات قد تضر في الأمن الوطني الأميركي.

ولفت إلى أنه ‏تم إجراء مقابلات عدة مع محامين أميركيين، فيما تعاونت السفارة الاميركية بتقديم أسماء محامين على درجه عالية من الكفاءة، حتى تم اختيارهم، مشيراً إلى أن النظام الأميركي يسجل جميع القضايا في مواقع خاصة للمحامين، وتكون لهم الصلاحية بسحب أية قضية عبر هذ الموقع، مؤكداً أنه تم بالفعل سحب معظم ما يتعلق بقضية خالد. وزاد ابن قويد أن «السفارة السعودية عملت مع إدارة السجن على ترتيب زيارة لخالد، بيد أن إدارة السجن رفضت، بحجة أن خالداً لا يرغب في زيارة أي أحد»، لافتاً إلى أن هذه الحجة لم تقنعهم، وتم التوجه مباشرة إلى إدارة السجن للجلوس معهم، «وقررت السفارة السعودية مرافقتنا، وتم خلال اللقاء التفاوض حول إمكان الزيارة، إلا أنهم رفضوا، بحجة عدم رغبة خالد في رؤية أحد، فطلبت إثباتاً خطياً من خالد للتأكد من صحة ذلك».

وأكد المحامي أن الطلب قوبل بالرفض من جانب الأميركيين، فتم إبلاغهم من ممثل السفارة أنه في حال عدم الحصول على أي اثبات، فهذا يعني عدم صحة كلامهم، مشيراً إلى أنهم لم يتمكنوا من الحصول على هذا الإثبات. فيما ألمح إلى أن السبب قد يكون عائداً إلى عدم رغبة إدارة السجن في مقابلتهم خالد، أو أن يكون الأخير يعاني من ظروف نفسية سيئة دفعته إلى ذلك.

وقال المحامي ابن قويد: «إن وزارة الخارجية السعودية أرسلت برقية عاجلة، بأن يتم رفع القضية إلى مستوى السفارة، بعد أن كانت تتابع من جانب القنصلية، وبعدها تم تحديد اللقاء مع السفير السعودي في واشنطن الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، الذي أكد أثناء لقائه أنه لو احتاج الأمر إلى أن أذهب بنفسي للتفاوض بطلب الزيارة، فلن أتردد». وكشف تفاصيل المكالمة الوحيدة بين خالد والسفارة السعودية، فأشار إلى أن «الاتصال تم لوقت محدد، وكان خلال المكالمة يلزم الصمت أكثر من الكلام، ويشعر بالشك والتردد في الكلام، إضافة إلى أنه طلب سرعة نقله إلى السعودية».

وأكد ابن قويد أنه يعمل حالياً على نقض الحكم الصادر بحسب القانون الأميركي، الذي يتيح للمحامي نقض الحكم في حال ظهور أدلة جديدة، مشيراً إلى أنه سيتم الاستناد على أربعة أدلة، وهي: أن الحكم الصادر لا يوازي ما قام به، وأن كمية المواد التي تم ضبطها لا تكفي للقيام بعملية تفجير أو صناعة قنبلة، وذلك بحسب تأكيد خبراء المتفجرات، وأنه لم يتم القيام بأية عملية ارهابية نتج عنها ضحايا، وأنه بحسب تأكيدات وزارة العدل الأميركية لا ينتمي إلى أية جماعة إرهابية. وشدد على أنه في حال إصرار السلطات القضائية على رفض الطعن في الحكم، سيتم العمل على نقله إلى السعودية.

خالد: أرغب في إثبات أنني غير «مذنب»

 كشف المحامي سعود بن قويد عن خطاب وجهه السجين السعودي في أميركا خالد الدوسري إلى السلطات الأميركية منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2014، (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، قال فيه: «أنا أرغب في الذهاب إلى المحكمة لعرض قضيتي بعد حصولي على عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة، أريد إثبات أنني غير مذنب، وفي الوقت نفسه لا أريد الترحيل من أجل الخروج من السجن، ولكن لأني على يقين بأنني غير مذنب، وإن لم أستطع إثبات براءتي، فأريد الحصول على أفضل من ذلك في التعامل، ولن أتردد بالنظر في مشورة المحامين والقضاة».