تواصل » صحف ومجلات

الاحتساب المؤخر للحركة

في 2015/12/15

عبده خال- عكاظ السعودية-

تتقافز بعض المشكلات الاجتماعية البسيطة من هنا وهناك لتثبت أن المجتمع ماض نحو مستقبله، وما هذه المشكلات إلا تخلص من معيقاتها التي أخرت انطلاقها ارتهانا للعادات والتقاليد.

فارتضاء الناس لسلوكيات عممت في العالم ما هو إلا قبول بحركية المجتمع والتخلص من الوصاية التي ساهمت في بقاء المجتمع ساكنا.. وفي كل فترة زمنية نجد أن البعض يظن نفسه عالما بمجريات الحياة فيعترض على حركة اجتماعية من خانة الاحتساب بينما أن يكون اعتراضه مدعاة لأن يحتسب عليه بوقف دعواه.

والتحرك لإرساء نهج اجتماعي في محيطنا لم يكن له التواجد إلا من خلال تحرك القرار السياسي، وكنت ولازلت أقول إن حركية الدولة سابقة لحركية المجتمع (وهذا الوضع من خصوصيتنا الاجتماعية الغريبة إذ أن المجتمعات هي التي تطالب والحكومات تنفذ) ولولا حركية القرار السياسي لربما لازلنا في جدال في قبول أو رفض بعض القضايا الاجتماعية إلى الآن.. فالدولة سباقة بإقرار كثير من الأمور التي نشبت بين أسنان المعارضين للتقدم الاجتماعي بدءا من رفض تعليم البنات إلى رفض مشاركة المرأة في الترشيح لمجاس البلدية..

وفي كل فترة زمنية يظهر على السطح مجموعة من الأفراد يظنون أنهم على دراية بما يصلح للجماعة ويعطلون الحياة وتسارع التجارب والاتساق مع حركية العالم.

والدخول في العصر هو عزيمة وقرار سياسي.

ولا يمكن لأي مجتمع أن يركض في مضمار الأحلام بعيدا عن العزيمة والاستعداد الصريح لتحقيق تلك الأحلام.

ولذلك فالقاعدة الأساسية تقول إذا حلمت فاستيقظ..

والاستيقاظ يعني البدء في تحقيق حلمك.

والقرار السياسي يأتي دائما متلمسا حاجة البلاد لأن تكون دولة بالمفاهيم الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والباحثة عن الطاقة التي تبقي النمو نموا تصاعديا. والطاقة هنا هي كل مورد بشري أو طبيعي أو صناعي لتحقيق الرفاهية.

كل المشاريع المستقبلية ما هي إلا خيار استراتيجي ومستقبلي لا يقبل التهاون أو التقاعس أو استعارة الأدوات الإدارية القديمة بنصوصها الميتة أو خطواتها المتعثرة بداءيها المتلازمين: ثبات المجتمع والفساد الإداري، لذلك لابد لنا من (نسف) هذين الداءين والتخلص من المماحكات الاجتماعية التي تقف عند القشور وتسعى لإبقاء البلاد في خانة المترددين.

فكم من مشروع مستقبلي تم القضاء عليه بمماحكات فجة لا تنظر إلى أبعد من أصابع يدها الخمس المشيرة إلى الفراغ بينما العالم يركض حثيثا نحو تحقيق أحلامه.