تواصل » صحف ومجلات

التواصل مع الجمهور.. التحدي الأكبر للفائزات في البلديات السعودية

في 2015/12/16

الخليج الجديد-

«حان الوقت لوضع آليات مناسبة للتواصل مع الجمهور، والاستماع لما لديه من جديد، وإيصال ذلك إلى المجلس البلدي».. بهذه الكلمات وضعت نائبة في المجلس البلدي السعودي، خطة عملها للتحدي الجديد في المجلس.

وأضافت عضوة المجلس البلدي في القطيف «خضراء المبارك»، في تصريحات لصحيفة «العربي الجديد»: «العمل سيكون كبيرا، لست غريبة على العمل المجتمعي، وسأحرص على تنفيذ كلّ ما وعدت به في برنامجي الانتخابي».

ويعد هذا هو التحدي الثاني للمرأة السعودية الفائزة في الانتخابات، التي سمحت بمشاركتها ناخبة ومرشحة، لأول مرة، وأسفرت عن فوز 17 امرأة من أصل 978 ترشحن أمام 5938 رجلا، بحسب النتائج التي أعلنتها المملكة أمس.

ومنذ إعلان فوز «سالمة بنت حزاب العتيبي» بمقعد في المجلس البلدي عن بلدة مدركة في منطقة مكة المكرمة، توالى إعلان أسماء الفائزات.

ففي العاصمة الرياض أُعلن فوز كلّ من «هدى الجريسي» و«جواهر الصالح» و«علياء الرويلي»، وفازت من جدة «لما السليمان» و«رشا حفظي»، وفي الإحساء «سناء عبد اللطيف الحمام»، و«معصومة عبد رب الرضا»، وفي القطيف «خضراء المبارك»، وفي الجوف «هنوف الحازمي»، وفي جازان «عيشة بكري»، وفي القصيم «مناور الرشيدي»، و«الجوهرة الوابلي»، وفي المدينة المنورة «فرح العوفي»، وفي البطين «بدرية الرشيدي»، و«مشاعل السهلي، وفي حائل «مناور عبد الله هجنان».

لأول مرة يُسمح للنساء بالترشح والتصويت في الانتخابات البلدية، وهي الانتخابات العامة الوحيدة في البلاد، ما يشكل ربحا حقيقيا لهن.

وعلى الرغم من أن عدد الفائزات يعد قليلا مقارنة بـ2089 فائزاً من الرجال، يمثلون 284 مجلساً بلدياً، إلا أن بعضهن تعتبرن فوزهن بداية مهمة، وتاريخ جديد للسعودية.

بدورها، قالت عضوة المجلس البلدي «سناء عبد اللطيف الحمام»، بعدما تفوقت على أكثر من 15 رجلاً في الدائرة الأولى في الإحساء، إنّ هدفها الأول سيكون «تحويل أحياء الإحساء إلى أحياء نموذجية».

«معصومة عبد رب الرضا»، الفائزة بالدائرة السادسة في الإحساء، بنحو 420 صوتا، قالت إنها فازت بفضل برنامجها الذي ركزت فيه على «الأسرة في بيئة حضرية آمنة».

وبالرغم من السمعة المعروفة عن القصيم، كأكثر المناطق السعودية تشدداً، فقد سجل فوز امرأتين.

وتؤكد الفائزة «مشاعل السهلي» أنّ العمل البلدي لا يجب أن يُترك فقط للرجال، مشيرة إلى أن «الطرقات والتشجير والحدائق والإنارة ليست محصورة بالرجال، فالمرأة تعيش في المكان نفسه».

مضايقات

ولم تمر الانتخابات البلدية من دون مشاكل، فقد عانت بعض المرشحات للمجلس البلدي في حائل من مضايقات، إما من المجتمع أو من أسرهن، ما وصل إلى حد السبّ والشتم، مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أعلن كثيرون عن رفضهم التصويت للنساء.

تقول المرشحة «نورة الفايز» إنّها واجهت ضغوطات من الأسرة، وخارج الأسرة، رفضت ترشيحها، لكنها لم تهتم بها، وقررت خوض التجربة لكن وفق شروط فرضت عليها في عدم ظهورها إعلامياً، وعدم التحدث إلى أحد، وتضيف: «لهذا كان من الطبيعي أن أخسر، وكنت أعرف ذلك».

في الوقت نفسه، تترقب السعوديات نتائج القرعة التي ستُجرى لحسم مصير مقاعد بلدية «مُعلقة»، على أمل أن تزيد حصتهن من المقاعد.

ومن المقرر أن تُجرى القرعة اليوم لحسم مصير مقاعد بلدية لا تزال معلّقة، بعد تساوي عدد الأصوات بين مرشحين متنافسين، بينهم سيدات، ما يفسح المجال أمام أخريات لنيل مقاعد بلدية إضافية.

وكشف مساعد المدير العام للشؤون البلدية «عبدالله المنصور» إمكانية ارتفاع عدد الفائزات بالمقاعد البلدية في الدوائر الانتخابية التي لم يُحسم فيها الفائز لتساوي الأصوات.

وقال لـ«الحياة»: «هنالك دوائر انتخابية تساوى فيها عدد الناخبين، لمرشح ومرشحة، وننتظر نتائج القرعة بينهما، وهي الطريقة التي يتم فيها الحسم في حال تساوي الأصوات داخل الدوائر الانتخابية»، لافتاً إلى أن العدد الإجمالي للفائزات بمعقد المجالس البلدية «لم يُحسم بعد».

وأشار «المنصور» إلى أن معدل مشاركة الناخبات في يوم الاقتراع في النسخة الانتخابية الثالثة للمجالس البلدية، والتي تشارك بها المرأة مرشحة وناخبة للمرة الأولى بـ815 من إجمالي المسجلات ناخبات على مستوى السعودية، واللاتي يصل عددهن إلى نحو 130 ألف ناخبة.

من جهتهم، رصد حقوقيون بعض المحتسبين (الشرطة الدينية)، وهم يوزعون بياناً يأمر بعدم التصويت للمرأة في الانتخابات البلدية بدعوى أنّ ذلك غير جائز شرعاً، كما تبحث الجهات الأمنية عن شابين ظهرا في مقطع فيديو وهما يمزقان لافتة مرشحة في الانتخابات البلدية ويرددان بلهجة عامية: «ليس لدينا نساء للترشيح».

الناشطة الحقوقية «سهيلة زين العابدين» قالت إنّ «الأهم من عدد الفائزات، هي المشاركة والظهور في الصورة»، مضيفة: «مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية أكبر من مجرد فوز وخسارة، فالحصول على حقها في الترشح والانتخاب هو البداية الحقيقية نحو خلق مجتمع تتحقق فيه المساواة والعدالة الاجتماعية».