الوطن السعودية-
في سابقة تاريخية تعد الأولى من نوعها، أصدرت 35 دولة بيانا مشتركا أعلنت فيه تشكيل تحالف إسلامي عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب.
وفيما أعلن ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، فجر أمس، أن هدف التحالف محاربة جميع المنظمات الإرهابية دون اقتصاره على "داعش"، يقدر عدد العسكريين التابعين للدول الإسلامية المتحالفة بنحو 4,3 ملايين جندي "نظامي" يشكلون نواة تأسيس التحالف الجديد.
الرياض تدير غرفة عمليات الحرب على الإرهاب
أعلن ولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، عن تأسيس تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب، بغرفة عمليات مقرها الرياض. ويضم التحالف 35 دولة إسلامية، إضافة إلى أن 10 دول أخرى، منها إندونيسيا أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
وأكد الأمير محمد، في مؤتمر صحفي عقده بقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض في وقت متأخر أول من أمس عقب إعلان البيان المشترك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري"، أن الإعلان عن تشكيل هذا التحالف يأتي حرصا من العالم الإسلامي على محاربة هذا الداء، ولكي يكون جزءا في محاربة هذا الداء.
غالبية العالم الإسلامي
وقال إن التحالف يضم مجموعة من الدول التي تشكل غالبية العالم الإسلامي، وهذا يأتي من منطلق حرصها على محاربة هذا الداء الذي تضرر منه المسلمون أولاً قبل المجتمع الدولي ككل.
وأوضح أنه سيتم إنشاء غرفة عمليات للتحالف في الرياض، لتنسيق ودعم الجهود لمحاربة الإرهاب في جميع أقطار وأنحاء العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن كل دولة ستسهم بحسب قدراتها.
تنسيق الجهود
وأضاف "كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، ومن ثم فإن تنسيق الجهود بات مهما جدا، ومن خلال غرفة العمليات سوف تتطور الأساليب والجهود، التي يمكن أن نحارب بها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي".
وعن تأييد أكثر من عشر دول إسلامية لهذا التحالف قال "هذه الدول ليست خارج التحالف، إلا أن لها إجراءات يجب أن تتخذها قبل الانضمام رسميا، ونظراً للحرص على إنجاز هذا التحالف بأسرع وقت، فقد تم الإعلان عن 35 دولة وسوف تلحق بقية الدول بالتحالف".
من سورية إلى أفغانستان
وتابع ولي ولي العهد "لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب، من بينها سورية، والعراق، ومصر، واليمن، وليبيا، ومالي، ونيجيريا، وباكستان، وأفغانستان، وهذا يتطلب جهودا مكثفة لمحاربته، وبلا شك سيكون هناك من خلال التحالف تنسيق لمحاربته من خلال هذه الجهود".
واستطرد "من خلال غرفة العمليات سوف يتم حصر المنظمات الإرهابية أيا كان تصنيفها، وفيما يخص العمليات في سورية، والعراق لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية، ومع المجتمع الدولي".
الدول المشاركة بالتحالف
يضم التحالف إلى جانب المملكة العربية السعودية كلا من: الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنجلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توجو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الجابون، غينيا، فلسطين، جمهورية القمر، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، واليمن.
كما أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ومنها جمهورية إندونيسيا.
مواجهة شاملة
أشار ولي ولي العهد إلى أن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا العمل، مبينا أن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني الرائع القائم حاليا.
وردا على سؤال عما إذا كان التحالف الجديد سيتصدى لتنظيم داعش الإرهابي فحسب قال ولي ولي العهد: "لا فهذا التحالف يستهدف أي منظمة إرهابية تظهر أمامنا، إذ سوف نعمل ونتخذ إجراءات لمحاربة أي تنظيم إرهابي".
حيثيات تشكيل التحالف
جاء في نص البيان المشترك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري، أنه انطلاقاً من التوجيه الرباني الكريم "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، ومن تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء وأحكامها التي تحرّم الإرهاب بجميع صوره وأشكاله لكونه جريمة نكراء وظلما تأباه جميع الأديان السماوية والفطرة الإنسانية، وحيث إن الإرهاب وجرائمه الوحشية من إفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل محرم شرعاً ويشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه، ولاسيما الحق في الحياة والحق في الأمن، ويعرض مصالح الدول والمجتمعات للخطر ويهدد استقرارها، ولا يمكن تبرير أعمال الإفساد والإرهاب بحال من الأحوال، ومن ثم فينبغي محاربتها بكافة الوسائل، والتعاضد في القضاء عليها لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى.
المواثيق الدولية
وأضاف البيان أنه تأكيدا لمبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، وتحقيقاً للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطراً على المصالح الحيوية للأمة، ويخل بنظام التعايش فيها. وتشديدا على حق الدول في الدفاع عن النفس وفقاً لمقاصد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته:
قررت الدول الواردة أسماؤها في هذا البيان تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود. كما سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين.