تواصل » صحف ومجلات

بيدي لا بيد الغرب!

في 2015/12/17

خلف الحربي- عكاظ السعودية-

لعل أهم رسالة يوجهها التحالف الإسلامي ضد الإرهاب الذي أعلن عنه سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أنه يوجه رسالة للعالم أجمع بأن المسلمين ليس لهم علاقة بهذا الشر المستطير الذي دمر العالم الإسلامي قبل أن تصل شروره إلى كل مكان في العالم، وهذا أفضل رد على الاتهامات التي أطلقتها بعض الأصوات المأزومة في الغرب ضد الإسلام والمسلمين، مستغلة حالة التشويش الشعبي في الدول الغربية بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها تنظيم داعش هناك.

كل الحملات العسكرية الغربية التي حاولت التصدي للجماعات الإرهابية باءت بالفشل بل إنها زادت الأمور سوءا، لأنها خلطت الحابل والنابل وأخطأت العنوان أكثر من مرة، فحروب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وقبل ذلك في الصومال لم ينتج عنها إلا الدمار لهذه الدول وتناسل المزيد من الجماعات الإرهابية، لأن صواريخ الأمريكان في مرات عديدة أخطأت الإرهابيين وسقطت على رؤوس ضحاياهم.

وبقاء الدول الإسلامية بعيدا عن هذه الحرب الكونية ضد الإرهاب، سوف يفسح المجال لدول العالم أجمع كي تستمر في إرسال جيوشها وطائراتها إلى المنطقة قبل أن تتأكد من ماهية العدو الذي تستهدفه فتخلط الأوراق -المختلطة أصلا- وهكذا تجد التنظيمات الإرهابية نفسها في وضع أفضل مما كانت عليه دون أن تبذل مجهودا يذكر، وذلك بفضل تخبط الدول الكبرى التي تتفق طائراتها العسكرية في الجو وتتصادم مصالحها السياسية على الأرض.

وما هو أهم من كل ذلك، أن الدول الإسلامية هي المتضرر الأكبر من موجات الإرهاب المتلاحقة، حيث لا يمكن مقارنة أعداد ضحايا العمليات الإرهابية في العالم الإسلامي بأعداد ضحايا الإرهاب في مختلف أنحاء العالم، كما أن التنظيمات الإرهابية شكلت عاملا أساسيا في حالة التشرذم والتمزق التي تشهدها بعض الدول العربية والإسلامية اليوم، والتصدي لها بكل الوسائل هو واجب المسلمين قبل غيرهم لإنقاذ ديارهم أولا ولحماية الثقافة الإسلامية التي تواجه هجمة غير مسبوقة في كل مكان في العالم ثانيا.

بيدي لا بيد الغرب.. هذا هو عنوان التحالف الإسلامي الذي انطلق من السعودية لمواجهة أكبر خطر تواجهه المنطقة العربية والعالم الإسلامي اليوم، وهذا هو مبدأ قيادتنا التي انتهجت طريق المبادرات الكبيرة بدلا من انتظار مبادرات الآخرين التي أثبتت الأيام عدم جدواها، وهذه أفصح رسالة يوجهها المسلمون إلى العالم أجمع، فنحن أولى من غيرنا بمحاربة الإرهاب الذي يحرق ديارنا قبل أن يحرق ديار الآخرين.