علي أحمد البغلي- القبس الكويتية-
يصم الأصوليون أسماعنا بشعارات التشدد الديني المظهري، من لحى طويلة ودشاديش قصيرة وكره متأصل للآخرين ممن لا يشاركونهم مبادئهم اللاحضارية.
لكننا نلاحظ أن كثيرا من هؤلاء لا يلتزمون بمبادئ الخلق القويم، من صدق وأمانة وحسن معشر، مع أن ذلك جوهر الدين، فقد أعلمنا رسولنا الأكرم أنه ما بعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق.
التقيت مع أحد الشباب، يقود مؤسسة مالية كبرى تدار على أسس الشريعة الإسلامية، وذلك بعد أن تم تحريرها من ربقة أسر الأصوليين لها لسنين طوال..
المدير الشاب يقول لي إنه مصدوم من كم البلاوي والتجاوزات التي ارتكبها من كانوا يقودون تلك المؤسسة من المتمظهرين بالورع والتقوى!.. قلت له: لا أستغرب ذلك، فقد عودونا على مظاهرهم ووعظهم للآخرين، ولكنهم في حياتهم الخاصة لا يطبقون واحداً في المئة مما يعظون به، فهذا ديدنهم، رأينا تجاوزاتهم في وزارات مثل الأوقاف وأمانتها العامة، رأينا اقتناء الكثير منهم الشهادات والمؤهلات المضروبة، رأينا ضغطهم لترقية أولادهم من دون وجه حق، وإرسال أقربائهم للعلاج في الخارج ممن لا يستحق أن يضيع طبيب المستوصف 5 دقائق من وقته عليه!
رأينا مؤخراً شريطاً انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي لمجموعة من أهل اللحى غير الغانمة يقومون بتصرف مقزز لامهم عليه حتى المنتمون إلى نهجهم نفسه.. التصرف المستهجن كان بغسل أولئك الحمقى لأيديهم بعد تناول وجبة دسمة غير صحية بدهن العود الملكي! الذي كانوا يستعرضون فيه بذلك التصرف الأرعن، وذلك بتصوير الواقعة ووضع ملصق على إبريق دهن العود الملكي، يشير إلى اسمه ونوعيته. ومن المعروف أن تلك النوعية هي من أغلى الأطياب وأثمنها!
ونحن نساءل هؤلاء وأمثالهم: ألم يسمعوا بأن المسرفين والمبذرين كانوا إخوان الشياطين؟! ألا يوجد من أقربائهم أو معارفهم من هو بحاجة إلى ثمن عُشر ما سكبوه من ذلك السائل الغالي الثمن لغسل أياديهم؟!
وهذه عينة أخرى من مدعي التدين المظهري أبعدهم الله عنكم.. وأبعدنا عنهم إلى يوم الدين إن شاء الله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.