تواصل » صحف ومجلات

الذئاب المنفردة .. من غسل المخ؟

في 2015/12/19

عبدالعزيز السويد- الحياة السعودية-

 مع تعدد الهجمات «الفردية» الإرهابية وآخرها ما حدث في أميركا واحتمال تكرارها وأيضاً تداعياتها، مثل تصريحات ترامب العنصرية، والاعتداءات المتكررة على مسلمين ومساجد وتعاظم الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين والعرب منهم بوجه خاص، تذكرت مقالاً نشر قبل عام للكاتب جاك جوزيف أوسي عن الذئاب المنفردة، وأهميته تكمن في معلومات أوردها، بعد أن عرف الكاتب بالمصطلح أورد صفات وخصائص الذئب المنفرد، ليأتي بالأهم، هنا يذكر «أوسي» بداية انتشار هذا المفهوم «ترافق انتشار مفهوم الذئب المنفرد في الإعلام العالمي مع بدء التداول بمصطلح (التشدد الذاتي) الذي يهدف إلى (شيطنة) سكان الشرق الأوسط، وهو وليد طموح قديم للمحافظين الجدد الذين يعتبرون سكان هذه المنطقة حاملين لفايروس الإرهاب، الأمر الذي سيبررون به حربهم عليها». ويضيف الكاتب: «والذئاب المنفردة قد تكون تتويجاً لمشاريع سرية استخدمتها الحكومة الأميركية في النصف الثاني من القرن الـ20، استدرجوا فيها بعض الحمقى من ذوي السوابق أو من لديهم ميول للعنف، إذ تم إخضاعهم لعمليات غسل دماغ تستعمل فيها حبوب الهلوسة، كتلك التي كشفت عنها جريدة (النيويورك تايمز) سنة 1974 فيما بات يعرف بفضيحة مشروع (MK-Ultra) الذي تورطت فيه الاستخبارات الأميركية (CIA)، وشاركت فيه أكثر من ثلاثين مؤسسة للدراسات والأبحاث أميط اللثام عنها بعد إنشاء لجنة تقصٍ داخل مجلس الشيوخ الأميركي (Church committee)». انتهى.

وغسل المخ لأفراد واستغلال طموحات أقليات، لا يحتاج إلى دليل، ولعل الدهشة التي أصابت الجميع مما تفعله «داعش» باسم الإسلام والسنة تحديداً، من استجلاب العداء والكراهية من كل جنس ولون وفعلته «القاعدة» قبلها يجيب على ذلك، كما أن نقاط الضعف في المجتمعات العربية والإسلامية من الكثرة بحيث يمكن استغلالها بالمخططات طويلة الأجل، في مقابل جمود في إصلاحها.

ولإنعاش ذاكرة القراء نسترجع أنه أول ما بدأ التجهيز للغزو الأميركي للعراق بدعاوى وجود أسلحة دمار شامل وإنشاء واحة ديمقراطية في العراق، ظهرت ردود فعل تحذر من «احتلال وتقسيم» فكان أن جوبهت بموجة عاتية من السخرية والاستهزاء تتهم كل من اتخذ موقفاً مندداً بذاك الاحتلال بأنه خاضع لنظرية المؤامرة، والحقيقة الماثلة أمامنا الآن في العراق وسورية واليمن أن الذين وصموا الآخرين بنظرية المؤامرة، إما أنهم كانوا جزءاً منها أو كانوا غارقين في مستنقع أو «نظرية» البلاهة.