تواصل » صحف ومجلات

رئيس هيئة البيعة.. لماذا غاب عن السعودية ولماذا عاد؟

في 2015/12/21

شؤون خليجية -

فتحت صورة زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لأخيه الأمير مشعل بن عبد العزيز- رئيس هيئة البيعة- في منزله بالرياض، المجال أمام الحديث عن أسباب اختفاء "مشعل" طول الفترة الماضية، وأسباب ظهوره الآن. كما أثارت التساؤلات حول حقيقة "إمبراطورية مشعل" التي دومًا ما يتحدث عنها الإعلام، وهو التوصيف الذي اقترن بالحديث عنه لتوصيف ثروته.

أسباب غياب مشعل خارج المملكة

عن غياب "مشعل" وبقائه خارج المملكة، كشف المغرد السعودي "مجتهد" في 22 يوليو 2015، أن "مشعل" ظل خارج المملكة منذ شهر صفر الماضي، معظمها في دبي وانتقل قبل أيام- من كتابة التغريدات- لجنيف ليقضي بقية الصيف.

وأشار "مجتهد"، في تغريدات له، إلى أن "الملك عبد الله، أسس هيئة البيعة ووضع لها نظامًا في اختيار الملك وولي العهد، وعين مشعل رئيسًا لها وأرضاه ببضعة مليارات حتى يبقى بعيدًا عن الملك. وبعد وفاة الأمير سلطان جرى تعيين نايف ثم سلمان ونسبت التعيينات لهيئة البيعة، رغم عدم الالتزام بالنظام، كاشفا أن (مشعل) سكت لأن التعيينات لم يكن عليها خلاف يذكر".

وتابع: "إن تعيين مقرن وليًا لولي العهد، وادعاء إقرار هيئة البيعة مثل إهانة وإحراجًا لـ(مشعل) أمام الذين كانوا غير راضين عن هذا التعيين، وتم نسبته لهيئة البيعة، وبعد محاولات فاشلة لـ(مشعل) للوصول للملك عبد الله للحديث عن الموضوع، أحس مشعل بأنه مجرد واجهة يضحك بها الملك على العائلة، فقرر مغادرة البلد تعبيرًا عن الغضب".

وأضاف "مجتهد": أن "سلمان كان قد وعد بإلغاء تعيين (مقرن) بعد وفاة الملك عبد الله، وتعيين أحمد وليًا للعهد، فبقي مشعل ينتظر ماذا سيحصل بعد وفاة عبد الله وهو مطمئن لتعيين أحمد".

وأشار إلى "أنه بعد موت الملك عبد الله، قام سلمان بأسوأ مما قام به عبد الله بمقاييس مشعل، وهو تثبيت مقرن وتعيين محمد بن نايف وليًا لولي العهد، فقرر (مشعل) البقاء في الخارج، وحين أزيح مقرن وعين المحمدان (محمد بن نايف ومحمد بن سلمان) ونسب كل ذلك لهيئة البيعة، فاشتد الغضب بـ(مشعل) وقرر البقاء في دبي ثم توجه إلى جنيف، وقيل إنه سيظل هناك لأجل غير مسمى، وقام مشعل بعد كل ذلك بإرسال رسائل للملك أنه رفع ثمن قبوله بالواقع الجديد".

وحدد ما سماه "مجتهد"، "تسعيرة جديدة" تزيد عن ضعف التسعيرة القديمة (طلب مبلغًا ماليًا مقابل سكوته مضاعفًا للمبلغ الذي منحه إياه الملك عبد الله)، غير أنه لم يكشف عن المبلغ الذي طلبه مشعل من الملك سلمان.

ورغم ما قاله "مجتهد" بأن مشعل ثائر من تعيين المحمدين، إلا أن الإعلام السعودي روج في 28 أبريل الماضي، بأن الأمير مشعل أرسل برقية إلى الأمير محمد بن سلمان أثنى خلالها على أداء بن سلمان، ورد عليه بن سلمان ببرقية مماثلة.

وقال "مشعل" فيها: "لقد أثبتم جدارتكم وأن الثقة الملكية الغالية لتوليكم منصب وزير الدفاع كانت في محلها وأكثر، وقلوبنا معكم قلبًا وقالبًا".

شائعات وفاة مشعل وإمبراطوريته

وخلال فترة تواجد "مشعل بن عبد العزيز" خارج المملكة، تواردت بين الحين والآخر أنباء حول تدهور حالته الصحية بشكل كبير، وأنه ستتم إعادته إلى المملكة، ووصل الأمر إلى الحديث عن وفاته وطلب الدعاء له بالرحمة وغيرها من الشائعات، التي سرعان ما نفاها مستشاره الخاص الدكتور سامي التميمي.

ويحاوط "مشعل" حالة من الجدل المستمر حول ثروته الهائلة، فقد أطلق عليها نشطاء التواصل الاجتماعي إمبراطورية، ونشروا معلومات وتقارير تفيد بأن مشعل يمتلك أصول وعقارات وأموال تقترب من 1200 مليار ريال سعودي، وقالوا إن شركاته هي المستحوذة على أكثر من 70% من مشاريع الدولة منذ فترة 1980 - أي من وقت الطفرة الأولى والفترة التي تلتها، وأضافوا أن ثروة الأمير مشعل بن عبدالعزيز، تم تقديرها وفقًا لأرقام ومعلومات بمواقع شركاته الرسمية.

وتأتي على رأس إمبراطورية مشعل "مجموعة الشعلة القابضة"، التي يمتلكها ويسانده فيها ابنه الأمير عبدالعزيز بن مشعل، وذكرت الشركة في موقعها أن مجموعة الشعلة بدأت منذ عام 1970 بشركة عقارية لتطوير الأراضي.

كما تأتي درة عقد شركات مشعل بن عبد العزيز وهي "شركة الظهران العالمية للنفط والغاز"، وهي الشركة الرئيسية التي تقوم بتوريد الغاز من وإلى أرامكو، كما أن الشركة متخصصة في التنقيب وحفر آبار البترول، وهي شريكة لكل الشركات التي قامت بالتنقيب عن النفط والغاز، فهي التي تقوم بتوريد وتركيب أنابيب النفط والغاز، وجاء بموقع الشركة الرسمي "لقد أصبحنا مصدرًا واحدًا لتوريد النفط والغاز، أو الغاز غير المصاحب للنفط ومتطلبات الغاز".

تعيين الأمير مشعل

يذكر أن الأمير مشعل عينه والده الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1365 هـ نائبًا لوزير الدفاع، وبقي في ذلك المنصب حتى وفاة أخيه وزير الدفاع الأمير منصور عام 1370 هـ، فعينه والده وزيرًا للدفاع خلفًا له، وبعد وفاة والده عين نائبًا لوزير وزارة المعارف، وكان يعمل مع الأمير فهد بن عبد العزيز، وبقي في هذا المنصب حتى بعد أن تركها الأمير فهد.

وفي عام 1382 هـ أعيد تعيينه وزيرًا للدفاع والطيران وبقي فيها لفترة قصيرة. وبعد ذلك عين أميرًا لمنطقة مكة المكرمة. وفي عام 1389 هـ عينه الملك خالد بن عبد العزيز رئيسًا لهيئة السياحة السعودية، وبقي فيها حتى عام 1414 هـ، ثم عينه الملك فهد مستشارًا له وبقي يتولى هذا المنصب حتى عام 1426 هـ، عندما قرر ترك السياسية والتفرغ إلى حياته الشخصية وتجارته، حيث إنه يمتلك عدة مشاريع بالمملكة أشهرها مجموعة الشعلة القابضة، كما أنه يرأس مجلس إدارة بايونييرز القابضة للاستثمارات المالية. وفي 10 ديسمبر 2007 عينه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيسًا لهيئة البيعة.