د. حسن عبدالله عباس- الراي الكويتية-
سمير القنطار رجل يحق أن تفتخر فيه الأمة العربية، سمير القنطار الذي وُلد في قرية عبيه بجبل لبنان عام 1962 باشر العمليات الجهادية ضد الإسرائيليين منذ أيام شبابه الأولى. فهو من نفّذ عملية نهارية البطولية وهو في السادسة عشرة من عمره. في هذا العمر المُبكّر قام بعملية جهادية بطولية استطاعت أن تُسقط ستة قتلى من الصهاينة فضلاً عن الجرحى. وعلى إثرها أُلقي القبض عليه وظل في سجون الصهاينة لمدة سبعة وعشرين عاماً لينال وبشرف وسام عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية.
ففي الوقت الذي كنا نخوض في سجالات محاور الشيطان والمقاومة والسلام، ونحاول أن نفسر الداعي للفتاوى التي خرجت في 2006 بمِدى شرعية وجواز الدعاء لـ«حزب الله» من عدمه في حربه مع إسرائيل، ظل الرجل في السجون يزداد شرفاً وعلواً ورفعةً لانه ضرب مثالاً حياً على الجهاد لأنه حارب وسقط في أسر العدو الذي لا يُشك في شره وشيطنته.
وبعدما انقضت أجمل أيام حياته وهو في الأسر يعانق حرية الشرف والكرامة، استطاع «حزب الله» أن يعقد صفقة مع العدو الإسرائيلي لتبادل الأسرى الذين كانوا قد سقطوا في أيدي رجال الحزب في عملية عُرفت بالوعد الصادق في حينها. في هذه الصفقة استطاع الحزب ان يُحرر عميد الأسرى القنطار بعد ما يقرب من ثلاثة عقود قضاها في سجون المحتل الغاصب.
ولم تمر أسابيع من تحريره وفك أسره، إلا عاد المجاهد الكبير إلى ميادين القتال والجهاد. فانتقل إلى عمليات جهادية في الجولان ضد الغاصب الإسرائيلي. فإسرائيل تعلم جيداً أن الرجل ليس بالهين الذي سيفرش السجاد ويرتاح بعد هذا العناء الطويل في سجون الأسر، بل انتقل الرجل إلى «حزب الله» بعد عملية تبادل الأسرى وصار من القيادات في العمل العسكري الميداني.
وأكدت الفضائيات و وسائل الإعلام أن العملية الإسرائيلية أمس الأحد كانت العاشرة في العمق السوري للقضاء على القنطار. وقد استُهدف قبل عام ونصف العام في القُنيطرة بالجولان المحتل لكنه نجا بأعجوبة، وقُتل في تلك الغارة مساعده جهاد عماد مُغنية وأحد القياديين بالحزب باسم محمد عيسى.
فالشهيد قضى سن المراهقة في ميادين الجهاد، وشبابه في أسر العدو، فكان حقاً له أن يموت شهيداً. بعد هذه الحياة الشريفة الكريمة التي بدأت وانتهت بهذا الشكل.وختاماً نقول رحمك الله يا سمير وإلى جنة الخلد.