جاسم محمد الشهاب- الراي الكويتية-
الخبر: قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله الصباح إن لدى الحكومة إرادة جادة وقوية في القضاء على الفساد والمحسوبية واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ومحاسبة المخطئين.
التعليق: من يسمع كلام الحكومة المكرر تجاه الفساد والإصلاح مرات ومرات يجد أنه لا يكاد يخلو يوم من هذه التصريحات عبر وزرائها في مختلف وسائل الإعلام حتى بدأنا بالفعل نشك في جدية الحكومة تجاه قضايا الفساد والإصلاح في الجهاز الحكومي ومشاريع البلاد الصغيرة والكبيرة.
ما نحتاج إليه من الحكومة هو ترجمة هذه الشعارات إلى أفعال على أرض الواقع ومحاسبة المقصرين وسراق المال العام من خلال الشفافية في التعامل مع المال العام بداية من الوزراء أنفسهم وذممهم المالية التي نسمع عنها الكثير من الشارع الكويتي، ولعل خطوة رئيس الوزراء بتقديم ذمته المالية إلى هيئة مكافحة الفساد تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح والشفافية تسجل له، ونتمنى أن ُيبادر جميع الوزراء إلى مثلها وكل قيادي بالدولة ترسيخاً لمبدأ المحاسبة والمسؤولية والشفافية وإلى محاسبة أي مسؤول بالدولة لم يتقدم إلى اليوم بإقرار ذمته المالية.
الإصلاح ومكافحة الفساد هي ثقافة مجتمع بالدرجة الأولى، ولو سطرنا القوانين تلو القوانين في مكافحتها ربما نحد من هذا الفساد، ولكننا لا نستطيع القضاء عليه... وما أود التأكيد عليه أن الفساد لا يقتصر فقط على فساد الأموال والمال العام بل إن هناك فساداً أكبر من ذلك يتمثل في وضع المناصب القيادية بالبلاد في أيدي رجال تحوم حولهم الشبهات والتنفيع واستغلال المناصب لأهداف سياسية أو حزبية أو انتخابية أو عائلية وغيرها، وهذا ما نعاني منه في جميع وزاراتنا للأسف الشديد إنه اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب كما عبر عنه معالي الوزير محمد العبدالله...
لا أفهم مثلاً اختيار شخص حزبي على إحدى الوزارات مثلاً فيستغل حزبيته الضيقة بشكل بشع في قتل الكفاءات وتجميدها وترقية المنتمين إلى حزبه في مناصب عليا من دون أي اعتبار للقسم الذي أقسمه أمام سمو الأمير باحترام الدستور والعمل بالأمانة والصدق... كما أننا ننظر بعين الريبة إلى بعض الأشخاص الذين يعتلون المناصب العليا في الهيئات والجهات الحكومية وتحوم حولهم الشكوك والشبهات حول استغلالهم لمناصبهم والحكومة للأسف تلتزم الصمت تجاه هؤلاء المفسدين، ثم إذا تركوا مناصبهم بدأنا نركض خلفهم بالقضايا والمحاكم للمطالبة باسترجاع الأموال المنهوبة وتصحيح الفساد بعد أن طارت الطيور بأرزاقها....
الشارع الكويتي معكم يا معالي الوزير في نياتكم بالإصلاح ومكافحة الفساد، ولكن ما نراه على أرض الواقع يقول عكس ذلك فلا تلوموا الناس والشارع إذا قال عكس ما تتمنون... إننا نحتاج منكم إلى وقفة جادة ونحن أول الناس معكم إذا رأينا إصلاحاً حقيقياً يلامس قلوب الناس ورغبتهم في إصلاح البلاد.