شؤون خليجية -
أثار تبرؤ الخارجية السعودية، أمس الأحد، من آراء كلا من (جمال خاشقجي - الإعلامي السعودي، ونواف عبيد - الدبلوماسي ومستشار سفير المملكة ببريطانيا- وأنور عشقي - مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في جدة-)، والذين يعرفون في لقاءاتهم بأنهم إما مقربون من العائلة الحاكمة أو مستشارون للملك سلمان بن عبد العزيز، تساؤلا هامة حول أسباب إعلان المملكة ذلك وفي هذا التوقيت تحديدا؟.
وذهب مراقبون إلى أن المملكة أرادات أن تتبرأ من أرائهم تجاه بعض القضايا خاصة الانقلاب العسكري في مصر ودعمه ومساندته وعلاقات المملكة مع الكيان الصهيوني إسرائيل، مشيرين إلى أن المملكة تعرضت لضغوط من حليفها العربي - مصر- مما دفعها لإصدار ذلك البيان في ظل تقارب سعودي مصري على المستوى الرسمي مؤخرا.
تأكيد لما جاء ببيان الخارجية
عرف عن خاشقجي، الكاتب والمحلل السياسي، ونواف عبيد، الدبلوماسي والباحث السياسي، وأنور عشقي، الخبير الاستراتيجي، تحليلاتهم السياسية التي يراها البعض تمثل توجهات المملكة العربية السعودية، لا سيما مع الجماهيرية والحضور الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الشخصيات، إلا أنهم أكدوا عقب بيان الخارجية أن البيان جاء متوافقا مع ما يعلنوه دوما.
وقال نواف عبيد: إن بيان الخارجية السعودي جاء ردا على من يزعمون أن محاضراته في جامعة هارفارد وغيرها من كبرى مراكز الأبحاث العالمية ومقالاته وتغريداته تعكس وجهة النظر الرسمية للمملكة.
وأشار إلى أن البيان لم ينتقد أرائه أو يعيبها إنما بين أنها وجهة نظر شخصية وليست بالضرورة تعبر عن رأي الدولة، مؤكدا أن البيان متوافق مع ما يذكره دائما بأنه يعبر عن وجهة نظره الخاصة بوصفه مواطنا سعوديا أولا وقبل كل شيء يدين بالولاء للقيادة. ولفت إلى أنه باحث ودارس مهتم بالشأن الاستراتيجي والسياسي العام، وباحث رئيس في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وزميل محاضر في جامعة هارفارد.
وقال: "تحتم على مسؤوليتي الوطنية والأخلاقية الدفاع عن قناعاتي وعن وطني في شبكات التواصل الاجتماعي وفي كبرى المجلات والصحف العالمية، وقلمي ليس للمغالين والمشترين بل لما المسه من عمقي وحبي للوطن ومن خبراتي التي عايشتها".
وبدوره، عقب جمال خاشقجي على بيان الخارجية السعودية قائلا: "كلام المصدر صحيح إنما هي أرائي كصحفي وكاتب ولا تعكس وجهة نظر الحكومة".
فيما لم يصدر عن أنور عشقي أي تعقيب على بيان الخارجية السعودية حتى الآن.
آراء خاشقجي في الانقلاب والإخوان
يشار إلى أن جمال خاشقجي الذي يعرف بأنه "مقرب من القصر الملكي تارة وأخرى بأنه مقرب من دائرة صنع القرار في المملكة" دوما ما يوصف النظام المصري الحالي بأنه نظام انقلاب عسكري، وينتقد عبر تغريداته ومقالاته أوضاع الحريات في مصر.
وسبق أن أشار خاشقجي في تغريداته، إلى أنه لا يوجد أمام القيادة السعودية بقيادة الملك سلمان، الآن ملف يسمى الملف المصري، بينما أمامه الملف اليمني والسوري، والعراقي.
وحول إمكانية أن تدعم السعودية عملية مصالحة في مصر؟ أكد "خاشقجي" أن السعوديين يتمنون ذلك.
وعن نظرة السعودية للإخوان على أنها جماعة إرهابية، قال "خاشقجي"، في تصريحات سابقة: إنه إلى الآن لم يصدر شيء من المملكة يغير الموقف الرسمي لكن من الواضح أن السعودية لا تضع فيتو على التعامل مع الإخوان أو من ينتمون للإخوان وبدأت تصريحات تصل من السعودية في التفريق ما بين إخوان، وإخوان فإذا وجدت السعودية فائدة في التعامل مع إخوان اليمن فستتعامل معهم وأيضا ستتعامل مع إخوان سوريا، فلم يعد الموقف كما كان في السابق لأن هناك مشروعا كبيرا بدأ يتبلور في المنطقة والإسلام السياسي لا بد أن يكون جزءا منه، ويتبلور فيه.
نواف عبيد يهاجم انقلاب مصر
وفي نفس اتجاه تغريدات خاشقجي، تطرق الدبلوماسي السعودي ومستشار السفير بالمملكة المتحدة، (نواف عبيد) في تصريحات له نهاية الشهر الماضي، إلي العلاقات المصرية السعودية مشيرًا إلي أن هناك تغيرات جدية في علاقة المملكة مع قائد الانقلاب المصري واصفًا حالة الأخير بأنه يعيش علي "أوهام " كوميدية " لا صلة لها بالواقع المصري - حسب قوله -.
وبحسب مصدر دبلوماسي قال عبيد، في عدة تدوينات له علي موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "السعودية تدرس بجدية إعادة تقييم علاقاتها مع حكومة السيسي في مصر بعد الكشف عن أنباء مروعة مؤخرًا تخص السيسي"، مضيفًا: "الوضع الاقتصادي في مصر لا يمكن للبلد الاستمرار فيه وسياسة السيسي الخارجية اللامعقولة ستجبر السعودية على اتخاذ مجرى آخر معه".
وتوقع الدبلوماسي الشهير شكل العلاقات المصرية الخليجية في ظل القيادة الحالية قائلًا: في رأيي لن تكون مصر تحت قيادة السيسي الحالية حليف أو شريك أو صديق للسعودية أو دول الخليج البحرين الإمارات قطر الكويت.
ويبدو أن تصريحات "خاشقجي وعبيد" بشأن مصر جاءت معاكسة للتقارب السعودي المصري، مؤخرا، حيث وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بأن تزيد الاستثمارات السعودية في مصر على 50 مليار ريال سعودي(8 مليارات دولار)، وأن يتم الإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة 5 سنوات، إضافة إلى دعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية".
وجاء التوجيه بتلك المساعدات في ظل زيارة للأمير محمد بن سلمان في 15 ديسمبر الحالي، لمصر رأس خلالها مجلس التنسيق السعودي ـ المصري ، في زيارة هي الثالثة له منذ توليه منصبه.
عشقي يطالب بالتعاون مع إسرائيل
وكان أخر ما تم تداوله فيما يخص أنور عشقي، الذي يوصف بأنه مقرب للعائلة المالكة، مقطع فيديو للقاء له على قناة الجزيرة الإنجليزية، قال فيه إن السعودية لا تحبذ أن تكون إسرائيل معزولة في المنطقة ولا تحبذ أن يستمر العداء بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين المملكة، وحث خلاله على التعاون.
وهي التصريحات التي ردت عليها ولاء جبريل - محللة الشؤون الخارجية والصحفية والروائية صاحبة رواية ميرال – متهمة المملكة بخيانة القضية العربية، قائلة: "أنتم لا تخونون الفلسطينيين فقط ولا حتى الإسرائيليين أنتم تخونون القضية العربية والإسلامية برمتها".