فهد نزار، المونيتور- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-
نشرت صحيفة المونيتور مقالا تحليليا للكاتب «فهد نزار» تناول خلاله بالتحليل سياق التحالف الإسلامي الذي أعلن عنه وزير الدفاع السعودي مؤخرا، وكيف يمكن فهمه في إطار السياسة الخارجية السعودية في المنطقة.
ووفقا للصحيفة، فإنه في حين أن توقيت الإعلان قد يدفع البعض في الغرب إلى الافتراض أن أنه كان ردا على دعوات متزايدة من المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، للبلدان الإسلامية إلى «بذل المزيد من الجهد» في المعركة ضد المنظمة الإرهابية المعروفة باسم «الدولة الإسلامية»، فإن المملكة العربية السعودية ودولا إسلامية أخرى قد تكون لها مبررات مختلفة.
من وجهة نظر السعوديين، فإن هذا التحالف ربما يكون في الواقع رد فعل على ما يعتبرونه الحملة الدولية، غير فعالة إلى حد كبير، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد «الدولة الإسلامية». تفتقر الحملة في نظرهم إلى وجود استراتيجية واضحة، كما أنها تهمل في نظرهم اثنين من العوامل الرئيسية التي سمحت للتنظيم بالانتشار، وحشية «بشار الأسد» ضد المسلمين السنة في سوريا، والميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان الهدف النهائي لهذه المبادرة السعودية هو خلق معادل إسلامي لمنظمة حلف الشمال الأطلسي، أي تحالف عسكري رسمي مع تعهدات ملزمة من الدول الأعضاء فيه.
ويشير الكاتب إلى أن محصلة قرارات ثلاثة، رفض مقعد مجلس الأمن، والحرب في اليمن، وتدشين التحالف الإسلامي ضد الإرهاب تشير إلى نقلة نوعية في المملكة العربية السعودية التي تسعى إلى إعادة تعريف دورها في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع، وكذلك كيف تنظر إلى دور الولايات المتحدة، الضامن التقليدي للاستقرار في المنطقة.
لجزء كبير من تاريخها الحديث، عرفت المملكة العربية السعودية كدولة تقبل بالأوضاع الراهنة. استخدمت الدولة ثرواتها النفطية ووضعها البارز في العالم الإسلامي من أجل التوسط بين الدول المتحاربة، وفي بعض الأحيان بين الفصائل المتحاربة داخل الدولة الواحدة. وكان الهدف في كثير من الأحيان، وفقا للكاتب، هو الحفاظ على النظام السياسي من خلال الدبلوماسية الهادئة وراء الكواليس. ومع ذلك، فإن الاضطرابات لم يسبق لها مثيل التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط في أعقاب الربيع العربي، والتي أدت إلى صعود أكبر عدو للمملكة العربية السعودية في المنطقة، إيران، وظهور العدو اللدود، «الدولة الإسلامية»، قد أجبرت صناع القرار في الرياض لاعتماد سياسة خارجية أكثر حزما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين أن السعوديين لا يزالون يحبذون شراء الأسلحة الأمريكية والاستمرار في تبادل المعلومات الاستخباراتية والتشاور بانتظام مع الولايات المتحدة، إلا أنهم قد خلصوا إلى أن الولايات لمتحدة تحمل تصورات مختلفة عن تصوراتهم حول طبيعة التهديدات في المنطقة.
في الأيام التي تلت الإعلان عن التحالف في 14 ديسمبر/كانون الأول، أعلن المسؤولون السعوديون، المدنيون والعسكريون، بعض التفاصيل حول أهداف هذا التحالف. حيث أكد وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» في مؤتمر صحفي في باريس أن القوة المشتركة تعمل تحت قيادة مركز عمليات سوف يتم إنشاؤه في الرياض. ونقلت صحيفة عن المتحدث باسم الجيش السعودي «أحمد عسيري» في وقت لاحق قوله إن التحالف سيكون كثر اعتمادا على تنسيق جهود أعضائه الحالية بدلا من إنشاء قوة مشتركة. لكن كلا من «الجبير» و«عسيري» قد أكدا بما لا يدع مجالا للشك أن الائتلاف ليس مبنيا على اعتبارات طائفية، مما يعني أن الاعتبارات الطائفية لن تكون متحكمة في تحديد هوية أعضائه أو الجماعات الإرهابية التي من شأنها أن تكون مستهدفة منه. أكد نائب ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» أن التحالف لن يستهدف فقط الجماعات الإرهابية السنية، ولكن إطار أهدافه سوف يشمل جميع الجماعات المسلحة التي تزعزع استقرار المنطقة.
سوف تظهر الأشهر القادمة إلى أي مدى يمكن أن ينجح السعوديون في قيادة تحالف أكبر لمواجهة التحدي الأكثر تهديدا للمجتمع الدولي.