تواصل » صحف ومجلات

ادمان وترويج المخدرات يهددان المجتمع السعودي

في 2015/12/23

محيط – إلهام محمد علي

أصبح ترويج المخدرات ظاهرة منتشرة في المجتمع السعودي ، الذي يطارد شبابه فيما يبحث المسئولون عن حل لهذة الآفة المميتة.

وتسبب انتشار المخدرات السريع بالمملكة إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب السعودي والفتيات ايضا .

 أرقام قياسية

وفي هذا الصدد كشفت إحصاءات صادرة عن مستشفيات الأمل في السعودية عن ارتفاع نسبة مدمنات المخدرات بنسبة 20% خلال الأعوام الماضية في عدد من مناطق المملكة، حيث وصل العدد لنحو 320 حالة وفقاً لتلك الإحصاءات.

وأوضحت التقارير الإحصائية أن النسبة العظمى من الحالات هي دون الخمسة عشر عاماً، وبلغت هذه الشريحة 30% من مجموع الحالات، بينما بلغت 20% للحالات التي فوق العشرين عاماً.

وتشير تقارير أمنية سعودية إلى أن ما تم ضبطه من حبوب مخدرة في السعودية خلال 2007 لوحدها تجاوز ما تم ضبطه حول العالم كله.

 حيث انه في عام 2007 تم إحباط تهريب 4.4 طن من حبوب “الكبتاجون” المخدرة، وضبط ما يقدر عدده ( 47630000 قرص مخدر) و10,7 طن من مادة الحشيش تم ضبط (3600) حزمة قات والقي القبض على 35 متهما متورطين في شبكات محلية مختصة بعمليات تهريب وتجارة بالمخدرات.

 

وفي تقرير للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في السعودية فإن 700 ألف حبة كبتاجون (مخدر) تستخدم يوميا في المملكة في ظل وجود 140 ألف متعاط منتظم، وأن قيمة استهلاك المخدرات في السعودية تصل إلى تسعة مليارات سنوياً، وأن عدد المقبوض عليهم سنويا يصل إلى 37 ألف شخص.

وحسب إحصائيات صدرت في وقت سابق لوزارة الداخلية السعودية فإن نسبة المتعاطين من إجمالي عدد السعوديين يوازي 54% أي حوالي نصف بالمائة.

وتشير بعض الدراسات العلمية الصادرة عن فعاليات البرنامج الوقائي للحد من ظاهرة المخدرات الذي الى انه ثبت أن 55 % من المدمنين على المخدرات تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عاما، وقد تعرفوا الى المخدرات في سن 15 عاما

من جهة أخرى قال الأمين العام المساعد للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فائز الشهري إن الأسواق السعودية ناشطة بتوزيع المخدرات، حيث إن 83 % من المجتمع السعودي هم من فئة الشباب الذين يتم استهدافهم من عصابات المخدرات، أن المتعاطي يحتاج يومياً إلى 500 ريال تقريبا للصرف على المخدرات، وأنه إذ لم يجد هذا المبلغ يلجأ إلى السرقة أو بيع عرضه.

البطالة والفراغ

وهناك أسباب كثير وراء انتشار المخدرات بالسعودية منها البطالة حيث تشير نتائج دراسات متعددة إلى ارتباط نسبة البطالة بمسألة تعاطي المخدرات بنسبة وثيقة، حيث تؤكد الدراسات أن البطالة هي مشكلة اجتماعية وليست مشكلة فردية يمكن معالجتها في إطار فردي خاص.

 

 وتبين أن نسبة المتعلمين الذين يعانون من البطالة والحاصلين على شهادات والذين تعاطوا المخدرات تبلغ 65.17 %، منها 19% من الحاصلين على الشهادة الجامعية، و3 % لفئة حملة الشهادات الجامعية العليا، و32% من الحاصلين على شهادة الدراسة الثانوية العامة، و38% من حملة الشهادات المتوسطة.

كما أن ضعف الوازع الديني و الفراغ وعدم استغلال الوقت في أشياء مفيدة والتقليد الأعمى لمتعاطي المخدرات وحب التجربة والاستطلاع، من أهم أسباب تفشي المخدرات بين الشباب، فضلا عن  الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تزيد القدرة الجنسية في حين أن الثابت علمياً أنها عكس ذلك، كثرة سفر الشباب للخارج والاختلاط بأنماط سلوكية مغايرة للعادات والتقاليد.

بالإضافة إلى  الطفرة الاقتصادية التي شهدتها  المملكة السعودية وفرضت عليها فتح الباب أمام استقدام مئات آلاف من العمالة العربية والأجنبية، وذلك لتنفيذ سلسلة من المشاريع الطموحة. 

ومن تداعيات تلك الطفرة ارتفاع في ميزان الوردات من البضائع والمواد الغذائية لتغطية متطلبات تلك الأعداد من العمالة الوافدة، ما فتح المجال أمام تجار المخدرات لتسريب كميات كبيرة من المخدرات إلى المملكة تمت تخبئتها في صناديق الشاي وداخل الأقمشة المستوردة وداخل الأطعمة المعلبة.

استهداف السعودية

وفي هذا السياق ،  قال مدير مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية اللواء عبد الله الجميل أن نسبة ترويج وتهريب المخدرات في السعودية ارتفعت خلال الأعوام التسعة الماضية بشكل مخيف وصلت إلى 1000% عما قبلها من سنوات.

 

وأوضح ، في تصريحات لصحيفة ”الشرق” السعودية ، أن السعودية تعتبر هدفاً لصانعي المخدرات، خصوصاً من الدول التي تشهد اضطرابات أمنية، مثل أفغانستان والعراق واليمن.

وأوضح الجميل أن المملكة تواجه ثلاثة أنواع من المخدرات تُعد الأكثر انتشاراً، وهي الكبتاجون والهروين وأخيراً الحشيش الذي يعد الأسهل في التهريب ومصادره جنوب لبنان وأفغانستان والمغرب.

وتحدث الحقباني عن الطرق الجديدة التي يبتكرها المهربون مثل استخدام الطماطم والملفوف وغيرها.

وأضاف “لجأ زارعو الحشيش إلى تقنية تهجين البذور، حيث ضاعفوا نسبة المخدر في الحشيش من 20 إلى 40%، فضلاً عن إضافة مواد مسرطنة وزجاج مطحون وبودرة”.

وكشف الجميل إلى لجوء تُجَّار المخدرات إلى استغلال الشحن السريع في نقل المخدرات، وبعض الأنواع ترسل إلى اليمن ثم تشحن في بضائع، مشيراً إلى ضبط 25 كيلو جراماً من الكوكايين، وصلت في شحنة سمك إلى جدة، ثم انتقلت إلى الشرقية، وبعد تتبعها اكتشف أنها دخلت إسبانيا وكان مصدرها الأصلي الإكوادور.

ونتيجة لانتشار المخدرات بصورة كبيرة بالسعودية أفصح مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية في يناير الماضي ، عبد الإله الشريف عن تخصيص مكافأة مالية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، بواقع 50% من كمية المخدرات التي يبلغون عنها، فيما تخصص الـ50% الأخرى للفرقة التي تقبض على المروجين.

 

وأكد الشريف في حديث لصحيفة “الشرق” أن المكافآت تسري وفق الإجراءات النظامية، لها ولا تتجاوز فترة 3 أشهر لاستلام مبلغ المكافأة، بعد أن كانت تتأخر لأشهر عدة.

ولم تقتصر المتاجرة بالمخدرات في السعودية على النساء فقط بل تمكنت السلطات السعودية من ضبط 28 امرأة بتهمة تهريب حبوب مخدرة خلال عامي 2008 - 2009، والنصف الأول من عام 2010م، وبلغت نسبة السعوديات إلى الأجنبيات 11% من إجمالي عدد من تم ضبطهن في قضايا تهريب مخدرات .

ومن أغرب حالات التهريب النسائية التي كشفتها الجمارك مهربة قادمة تم تفتيش أمتعتها وعُثر بداخل تلك الأمتعة على كيس كبير بداخله عدد 8 “كروش” أغنام مجمدة وبتفتيشها عُثر بداخلها على حبوب مخدرة.

وذكر المتحدث باسم الجمارك عبد الله بن صالح الخربوش بحسب ما ورد في جريدة “الرياض” أن المرأة قد تُجبر في بعض الحالات على التهريب من قبل زوجها أو أحد أفراد أسرتها، كونها امرأة، أو بحكم كبر سنها، لاستعطاف رجال الجمارك، حيث تقدم المرأة عبر المنافذ الجمركية في بعض الأحيان برفقة أطفالها أو أحد أفراد أسرتها بقصد التمويه والاستعطاف، إلا أن هذه الحيل معروفة لدى موظفي الجمارك ويتم التعامل معها بدقة. 

وكل ما ذكر أعلاه جعل الحكومة السعودية تأخذ بالحذر والحيطة في التعاملات الأمنية على الحدود ،حتى تلجم من حدة تهريب المخدرات ودخولها إليها كي تحمي شبابها وفتياتها من هذا الإدمان المدمر