تواصل » صحف ومجلات

المواطن هو من يقود التحوّل

في 2015/12/23

أيمـن الـحـمـاد- الرياض السعودية-

إبّان الانفتاح الاقتصادي الذي قاده رائد النهضة الصينية دينغ شياو بينغ أواخر السبعينيات كان أن أعطى دينغ الشعب في ذلك الحين المحفز من أجل التنافس في الإنتاج ما أدى إلى وفرته والقدرة على الاكتفاء الذاتي والتصدير فيما بعد.

وفي ماليزيا استطاع الشعب هناك، الذي استوعب أهمية تحوله من دولة فقيرة بالموارد إلى دولة نامية لتلتحق بالنمور الآسيوية، أن يعمل يوماً إضافياً على أيام العمل الرسمية من أجل ان يحقق التنمية بشكل أسرع.

تلك بعض النماذج التي يجب أن نهتدي بها في سبيل تحولنا من دولة يعتمد اقتصادها على المورد الطبيعي النفط إلى دولة تعتمد على المورد البشري وبدونه لا يمكن أن يتحقق شيء، وعلى عاتق المواطن السعودي اليوم مسؤولية كبيرة لإنجاح الخطة الطموحة في التحول الاقتصادي بالمملكة، لن يحدث شيء، وبالتالي فإننا ملزمون باستيعاب اللحظة التي نعيش من خلال إدراك ضرورة أن نتحول نحن أيضاً عبر تقدير الجهود المبذولة من خطط واستراتيجيات واستشارات على مستوى الدولة والاستفادة منها، ونعي أهميتنا ودورنا في بناء بلدنا ونهضته، فالعائد سيكون لنا وللأجيال القادمة -بإذن الله-، ولنبدأ ببيوتنا وأبنائنا وأهلنا وحلقتنا الاجتماعية القريبة والبعيدة أيضاً.

إن من يقود عملية التحول هم المواطنون، فالتشريعات التي تُسن والأنظمة التي تشرّع إنما وضعت ليعمل بها المواطن الذي يجب أن يخرج من عباءة الركون إلى الكسل والانطلاق ليواكب قطار التنمية الاقتصادي الذي بدأنا نسمع قدومه من بعيد.

وإن هناك دولاً نهضت بقوة وتجاوزت دولاً عربية كانت تسبقها مثل كوريا الجنوبية تاسع اقتصاد في العالم الذي كان الاقتصاد المصري قبل ثلاثة عقود يتفوق عليه، والمقارنة اليوم لا تحتاج لجهد أو إطالة تفكير.

السر هو الإنسان الذي إن أراد أن ينهض ببلده فإنه سيقف متحدياً عقبات عدة بشرية وطبيعية.

إننا نقف اليوم موقفاً أفضل بكثير من فترة التحول التي مرت بماليزيا أو الصين أو كوريا أو ألمانيا، ولدينا مقومات عدة وبنية تحتية متميزة، وعناصر بشرية مؤهلة درست خلال السنوات الماضية في جامعات عالمية يمكن أن تضيف لنا ولاقتصادنا، وبالتالي اختصرنا كثيراً من مرحلة أساسية وصعبة في طور التحول، لكن دورة النمو حتى تكتمل فإن ذلك يستوجب المرور ببعض المخاضات والصعوبات التي لا يمكن تجاوزها إلا بإرادة المواطن الذي هو في الواقع مادة التحوّل.