تواصل » صحف ومجلات

الحجارة والعصا .. أدوات المتطوعين لإنقاذ المحتجزين

في 2015/12/26

عكاظ السعودية-

حكايات سجلت أروع المواقف لأبناء جازان وهم يفدون بأرواحهم المرضى الذين تعرضوا لنيران مستشفى جازان العام، عاشوا لحظات عصيبة امتزجت فيها الرهبة بالشجاعة واختاروا مواصلة عملهم البطولي لآخر لحظة قبل أن يتمكن الدخان الكثيف منهم. المنقذون المتطوعون لم يكن أمامهم سوى الحجارة والعصا لإيجاد مخارج للدخان الذي غطى المكان، مستعينين بأصوات الأنين لتتبع مواقع المحتجزين لإنقاذهم.

موظف الاستقبال في مستشفى جازان العام محمد أحمد يحيى مجرشي، أشار إلى أنه عند الساعة الواحدة والنصف ليلا غادر المستشفى لشراء بعض الأغراض من متجر قريب، وسرعان ما لاحظ في ثوان معدودة الحريق يشتعل في كل مكان، حيث قام بمعاونة الدفاع المدني بكسر البوابة الرئيسية للدخول بعد أن تعطل بسبب انطفاء الكهرباء، وأردف: «أخرجنا من تبقى من المرضى والأطفال في الدور الأول، وكان الظلام كثيفا والدخان يغطي المكان، وعند صعودي للدور الثاني لأنقذ المتواجدين هناك لم أحتمل وسقطت ولم أشعر بوجودي سوى في المستشفى، وفي الغرفة المجاورة لم يكن محمد عبدالله دوس أحد باعة السمك أحسن حالا، يروي قصته مع الحادثة قائلا: «كنت أتجول برفقة زوجتي في شوارع المدينة، وشاهدت الدخان يتصاعد من المستشفى والصرخات تتعالى فيما سيارات الدفاع المدني والإسعاف تنطلق من كل حدب وصوب، فأوقفت السيارة جانبا وتركتها في وضع التشغيل وانطلقت نحو المستشفى مستعينا بشماغي لتفادي الدخان وبضوء الجوال للبحث عن المصابين، حيث أسعفت 5 حالات فيما السادسة كانت امرأة كبيرة في السن حملتها للخارج قبل أن أدخل في غيبوبة بعد أن وجدت نفسي غير قادر بسبب الدخان الذي تمكن مني، خاصة أني أعاني مرض الربو ولم أفق إلا بعد ثلاث ساعات في المستشفى، في تلك الأثناء ذهبت زوجتي مع شقيقها بعد أن انتظرتني طويلا إذ ظنت أني ممن لقي حتفهم».

ويردف محمد أحمد عبدالله دوم، يمني مقيم بهوية زائر: «كنت في سكني القريب من موقع الحريق أغط في نوم عميق قبل أن استفيق على أصوات الإسعاف والمستشفى يشتعل بالنيران، حيث أخذت حجارة في يدي وعصا وانطلقت للدور الثاني وقمنا بكسر باب الطوارئ المقفل بالسلاسل، حيث دخلت وسط عتمة فيما كان رجال الدفاع المدني يوجهونني بكسر النوافذ بما أحمل، حيث حطمنا العديد منها ليخرج الدخان من الغرف، وفي طريقي وجدت مريضة سقطت على الأرض فحملتها للباب وأخرجناها لسيارة الإسعاف وعدت لمواصلة الإنقاذ لكني لم أستطع السير وسقطت بسبب الدخان».