سالم بن حمد الجهوري-عمان اليوم-
بعد غد يفتتح مجمع الاستوديوهات الرقمية للإذاعة والتلفزيون التي أنجزت كمنشآت منذ قرابة ٤ سنوات، وهو المبنى العصري الذي كان الاحتياج إليه شديداً في مطلع الألفية بهدف مسايرة تطور تقنية البث الحديثة التي دمجت الكثير من الأجهزة معاً بتقنية أوضح وقللت أحجام الكثير منها والتي كانت تحتاج إلى أمتار.
بعد غد جميع مشاهدي التلفزيون أمام محطة جديدة وهوية جديدة بعد أن قضينا عمراً مع هذا الجهاز السحري الذي أتى بالعالم إلينا، منذ افتتاحه في ١٧ نوفمبر ١٩٧٤م، في العاصمة مسقط ، وفي ٢٥ نوفمبر عام ١٩٧٥ في مدينة صلالة، ثم استطعنا منذ عام ١٩٩٧ متابعة البث من خارج وداخل السلطنة عن طريق موقعه الرسمي على الشبكة العالمية، وكان التلفزيون قد انتشر في العالم خاصة في النصف الثاني من القرن الماضي.
منذ سنوات الفجر الأولى للنهضة كان التلفزيون غذاءنا المعرفي اليومي فتعرفنا على كوكبة من الزملاء المذيعين، ومعدي الأخبار، والمخرجين فيه، حيث كانت إطلالة المذيعين ذياب بن صخر العامري، ومنى بنت محفوظ المنذرية، وعبد العزيز السعدون ورحمة بنت حسين، وسعادة علي بن خلفان الجابرى، ويعقوب بن يوسف، وإبراهيم اليحمدي، وفتحية بنت محمد، ويوسف الهوتي وناصر اليحمدي.
كانت إطلالة هؤلاء مفخرة لنا كوجه يتحاور مع المواطن والوطن في الأخبار والبرامج الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
وفى الإذاعة المغفور له عبدالله بن صخر العامري، وعبدالله بن حمد آل علي، وعبد الرحيم عيسى، وحماد الغافري وعلي المحروقي، وصالح المجيني، وعلي المجيني، وحمد البلال، وسالم النجار، وسعود الخالدي وعمر علي صعر وعبدالله القاضي وسعود الشنفري ونادية ابراهيم وصبرية حيدر وعوض محمد مقيبل وغانم الدعن واحمد المشيخي وجمعة عبدالرب، وهلال الهلالي، ومحمد المرجبي، وزاهر المحروقي، وأحمد المجيني، الذين كانت أصواتهم ترافقنا في دروب عمان، وكنا نستمتع بالبرامج المتنوعة التي قدمت دوراً مهماً في صياغة الثقافة الفردية، واطلعت أبناء الوطن على العالم وأحواله وتقلباته، واعتمد عليه كمصدر للتوجيهات والأوامر السامية، وتوجهات الدولة، وأدت الإذاعة والتلفزيون في السبعينات والثمانينات دوراً محورياً في توعية المواطنين وتعريفهم بالدولة الحديثة، خاصة في السنوات الخمس الأولى من عقد السبعين، وكان لهذا الدور مردوده الإيجابي في بناء شخصية المواطن في السنوات التالية وتلاحمه مع القيادة التي ساهمت في الانطلاق إلى تنفيذ الخطط التنموية.
الاحتفال بعد الغد بهذا الصرح الكبير الذي يعد مفخرة تضاف إلى مسيرة الإعلام العماني بعد تدشينه الأول في ٢٩ ديسمبر ٢٠١٢ بنظام البث «اتش دي» HD بسبع ساعات يومياً ثم على مدار الساعة انطلاقاً من ٢ مارس ٢٠١٣م ومن ضمنها النشرات الإخبارية. يتألف مجمع الاستوديوهات الرقمية من ٤ أدوار ويحتوي على ٤ استوديوهات للإنتاج البرامجي، و٣ للبرامج الإخبارية، و٣ للبث بمعدل استوديو لكل قناة، إضافة إلى استوديو لبث نشرات الأخبار من داخل صالة تحرير الأخبار، كما أن هناك ٣ استوديوهات للأخبار الإذاعية، وتم خلال السنوات الثلاث الأخيرة تعيين العديد من الشباب بهدف رفع كفاءة هذا المرفق المهم، كما أن هناك الآن عددا من القنوات العامة والرياضية والمباشر والقناة الثقافية التي ستطلق من مقر التلفزيون في محافظة ظفار، إضافة إلى محطات إذاعية العامة منها والشباب وغيرها. جميع قنوات التلفزيون على عرب سات بتردد ١٢٤٥٦، ونايلسات ١٢١١١ أفقي ويمكن مشاهدتها على نظام «اس دي» SD على نفس الترددات.
المرحلة المقبلة تحتاج إلى أمرين مهمين الأول: دعم البرامج الحوارية المباشرة التي لها دور مهم جداً ليس محلياً بل خارجياً، وثانياً: الاستفادة من موقع المجمع الرقمي كوجهه تسويقية لعمان من خلال الاستوديوهات التي تطل على البحر الذي يمثل منظرا بانوراميا للأحياء المجاورة والحركة اليومية فيها.