الحياة السعودية-
قالت حملة السكينة إن زعيم تنظيم «داعش» أبا بكر البغدادي حاول في خطابه الأخير، إقناع المُستمعين أن مُنطلقاته شرعية دينية من خلال حشد عدد من الآيات والنصوص القرآنية بشكل كبير، مُقلّداً في ذلك رموز تنظيم القاعدة، مؤكدة أن جميع الاستدلالات التي «تعب» ومن معه في جمعها وترتيبها باطلة وفي غير محلها. ويعد التسجيل الذي أصدرته مؤسسة الفرقان التابعة للتنظيم، في 26 كانون الأول (ديسمبر) الجاري ومدته 24 دقيقة، الأول لزعيمها البغدادي منذ سبعة أشهر، تعرض فيها التنظيم الإرهابي لضربات في العراق وسورية، أبرزها خسارته محافظة الرمادي العراقية. وهاجم البغدادي السعودية، وهي عادة لازمته في كل خطاباته، ولم يتضح كذلك تاريخ التسجيل، إلا أن البغدادي أشار فيه إلى «التحالف العسكري الإسلامي» الذي أعلنته السعودية في 15 ديسمبر، وهو ما يعني أنه سُجل حديثاً.
وقالت حملة السكينة الحكومية لـ«الحياة»: «إن واقع البغدادي ومليشياته تخالف أصول الإسلام وقواعده وشواهده، لكن البغدادي يحتاج في هذه المرحلة إلى «شرعنة» جرائمهم وأفكارهم؛ للهجوم الفكري الذي هزّ وخنق جذور التنظيم الغارق في المنكرات والجرائم والإرهاب العنفي». وأشارت في رصدها إلى أن «أكبر مُهدد لـ«داعش» هو هشاشة أرضيتها الفكرية، وتُعتبر لجانه العلمية والشرعية الأضعف من بين الجماعات والتنظيمات المُشابهة السابقة والمُعاصرة له، فأول وأهم رسالة يريد إيصالها هي محاولة إحياء صورتهم الدينية التي تهاوت حتى بين أتباعه وعانى التنظيم خلال الأشهر الماضية من انشقاقات وانقلابات داخل اللجان العلمية وتمت إثارة مسائل كان مؤداها تكفير البغدادي خليفتهم»!
ويرى مراقبون أن إحساس التنظيمات الإرهابية بالخطر، وبأنها مستهدفة من التحالف الإسلامي الجديد، وتحت مظلة إسلامية (سنية)، سيدفعها إلى تصعيد عملياتها الإرهابية، ولاسيما أن تلك التنظيمات ستحاول تشويه التحالف الجديد من خلال اتهامه بالتبعية «للحملة الصليبية» التي تقودها الدول الغربية الكافرة، بحسب رؤيتهم، وهذا ما سيجعلها تلجأ إلى تحريض أنصارها وأتباعها على العنف ضد الدول المشاركة فيه، من خلال عمليات غير تقليدية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اتساع نطاق العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة. واعتبرت حملة السكينة تهديدَ البغدادي إسرائيل، استعراضاً لفظياً يهدف إلى الاستعطاف واستخدامه ورقة لتلميع صورته، معتبرة أن «تجربة داعش مع الملف الفلسطيني عجيبة فهم في غزة يستهدفون الفلسطينيين، بل الواقع يؤكد أن جرائم داعش بحسب الإحصاءات تشير إلى أن ٨٢ في المئة من ضحاياه مدنيون من أهل السنة».
وأشارت إلى أن أحد أصول نشأة وبقاء «داعش» يكمن في استهداف السعودية وتحريض شبابها الذين أثبتوا أنهم لا يثقون بالبغدادي وجماعته، فهم مصابون بخيبة أمل من الشباب السعودي، ومُصابون بهوس من تحركات السعودية العسكرية والفكرية، ومصابون بالجنون من التحالف ضد مليشيات الحوثي والآن يتلقون صدمة جديدة من التحالف الإسلامي العسكري. مؤكدة أن السعودية أثبتت أنها الأقدر على «خنق» الإرهاب والإرهابيين عسكرياً وفكرياً.
«داعش» ورد فعل مخيب
أكدت حملة السكينة التي يشرف عليها وزير الشؤون الإسلامية أن الغريب في الخطاب الأخير لزعيم «داعش» الإرهابي البغدادي، أنه استقبل ببرود كبير في أوساط الشبكات الاجتماعية، مقارنة بخطاباته السابقة، على عكس الإعلام العالمي، الذي احتفى بخطابه وسوّق له أكثر من منصات «داعش» ومناصريها. واعتبرت أن أسباب هذا «البرود» الذي وصل لدى بعض المجموعات إلى شبه تجاهل، تعود ربما إلى فقدان «داعش» كثيراً من سمعته والتعاطف معه، إضافة إلى أن عدداً من الرموز الإيرانية التي كانت متحكمة في منصات وفرق النشر والتسويق للتنظيم الإرهابي، أوقفت أخيراً أكثر من 50 منصة للتنظيم، وفقاً لما أعلنه بعض المنتمين والمقربين من منابر التنظيم المتطرف.