الحياة السعودية-
استقبل عدد من السعوديين القرارات التي تزامنت مع إعلان الموازنة بدفء الفكاهة، في الوقت الذي حذّر فيه اختصاصيون اجتماعيون من حال التوجس لدى بعض أفراد المجتمع من أن تحدث الأسعار الجديدة للمنتجات النفطية تأثيراً على أسعار الحاجات الأساسية الأخرى.
وكان بعض من تفاعلوا مع الحدث عبروا عن فكاهتهم بنظم «عامي»، مثل الذي قال: «يا موتري لا عاد تشره على الفل.. الليلة آخر فل بينك وبيني»، وآخرون بدوا متفانين جداً مع قرارات الموازنة: «فداك يا وطني كل شيء يفداك تحت أمرك.. يكفينا ظلك وأمنك وأمانك»، وطرف ثالث حائر يضيف: «إن جلست في البيت زادت فاتورة الكهرباء، وإن طلعت الشارع البنزين غالي».
من جهة أخرى، تفاءل عدد من المتابعين بانخفاض عدد قائدي المركبات في الشوارع، ولم تقتصر ردود الفعل على الفكاهة فحسب، إذ جرت نقاشات عدة، بعد إعلان الموازنة المالية والقرارات الاقتصادية الجديدة. وبعد إيضاح وزير الكهرباء والمياه في لقاء له في التلفزيون السعودي عن القرارات الجديدة التي بين فيها أن الرسوم المضافة «لا تضر شريحة كبيرة من المستخدمين»، بينما حولها المغردون إلى فكاهة!
ووصف الاختصاصي النفسي سلمان الحبيب غلاء الأسعار بـ«المثير الخارجي» وأوضح لـ«الحياة» أن «رغبة الإنسان في التملك والحصول على المال غريزة فطرية، ولا شك في أن تعرّض الفرد لمثير خارجي يمثل هاجساً له، مثل غلاء أسعار المحروقات وغيره، وما سيتبع ذلك من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والحاجات اليومية كافة، سيصيبه بضغوط نفسية، وقد يصل إلى حد الإصابة باكتئاب نفسي، وقلق وخوف من المستقبل».
في السياق ذاته، أوضح الاختصاصي الاجتماعي سعيد العيسى أن الوضع الاقتصادي للفرد من أهم عوامل الاستقرار النفسي والاجتماعي، وقال في حديثه إلى «الحياة»: «الدخل الاقتصادي يؤثر في توازن الاستقرار النفسي للأفراد»، مشيراً إلى أن «تغير ارتفاع الأسعار لأبرز الوسائل الخدمية من بنزين وماء وكهرباء، ربما يسبب مشكلات لذوي الدخل المحدود والرواتب المنخفضة».
من جهتها، بدت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة سحر رجب أكثر اندماجاً وواقعية مع التغيرات الحديثة، إذ رأت أن «الأحداث الجديدة ستأخذ وقتها من الحديث، وسرعان ما ستزول ليحل معها حديث آخر»، وأكدت ضرورة «تفهم الوضع الجديد، ومحاولة ترشيد استهلاكنا لأي شيء، هذا هو عين العقل، فرب ضارة نافعة، وعلينا تعويد أبنائنا على استخدام القدر المناسب لنا في كل أمورنا، خلقنا الله أمة وسطاً، ولم يخلقنا مسرفين أو مبذرين».