تواصل » صحف ومجلات

(العوامية) أيضا وأهلها الكرام: استعيدوا قراركم المختطف!

في 2016/01/02

قينان الغامدي- الوطن السعودية-

مقالي هذا اليوم يعتبر الثالث في غضون أسبوعين عن أهلنا وإخواننا الشيعة في المنطقة الشرقية وفي محافظة القطيف، وبلدة العوامية تحديداً، والسبب في توالي هذه المقالات عنهم، أن أمرهم يهمني، وهو -قطعا- يهم الدولة قبلي ودائماً منذ تأسيسها وحتى اليوم والغد، فوحدة الوطن واستقراره وتنميته مسؤولية جميع المواطنين "قيادة وحكومة وشعباً".

إخواننا "الشيعة" كما قلت -سابقاً- يعانون من بذاءات الطائفية الجهلة من السنة، وأهل السنة أنفسهم يعانون منهم، وبين الشيعة أنفسهم –أيضاً– طائفيون جهلة ومتطرفون سفهاء، بل وإرهابيون ومجرمون، ونحمد الله أن أمثال هؤلاء قلة في وطننا كله "سنة وشيعة وإسماعيلية وصوفية وغيرهم"، فكلهم هؤلاء الفئات مسلمون، وكلهم مجمعون على محاربة الإرهاب وداعميه فكراً ومالاً وتستراً، بقيادة وجهد ودعم القيادة، ممثلة في أجهزة وزارة الداخلية المتفوقة، لكن دعم المواطن لجهد رجال الأمن واجب عظيم ولهذا فلا مناص من المساهمة والتعاون، وهذا ما تفعله إمارة الشرقية، وما يقوم به –شخصياً– الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، حيث هناك تواصل دائم ومستمر مع أهالي القطيف عموماً والعوامية خصوصاً، وتم عقد لقاءات عدة مع نخبة من أهالي بلدة العوامية من المشايخ ورجال الأعمال والأعيان والأطباء والمواطنين واستعراض الظواهر السلبية من استهداف رجال الأمن والسطو المسلح والقتل وغيرها من الجرائم، والاعتداء على عمال النظافة والمعلمين والمدارس، ‏والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، لوضعهم أمام مسؤولياتهم تجاه ما يجري في بلدتهم وخلق رأي عام قوي يرفض كافة الأعمال المسيئة والإجرامية من كافة شرائح المجتمع، وتفعيل دورهم للتصدي لكل ما يتم بالعوامية وعدم خلط الأوراق والتأكيد على أن كل ما يجري هو من الأعمال الإجرامية التي يسعى ‏المجرمون ومثيرو الشغب إلى القيام بها تحت مظلة مسميات لا علاقة لها باحتياجات البلد وتطويره وقد نشرت هذه اللقاءات ونتائجها في الصحف.

كما أنني شخصياً سبق أن طالبت وأطالب الآن بتفعيل دور رجال الدين والمثقفين الشيعة، ودعمهم، وهم كثر، لرفض المظاهر السلبية، من خلال المنابر ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتفنيد الأكاذيب والافتراءات التي يروج لها مثيرو الفتنة والشغب، مع خلق شراكة حقيقية بين الأهالي والجهات المعنية للقضاء على كافة أشكال الجريمة والإبلاغ عن المحرضين والمجرمين مهما كانوا وتسليمهم.

أمّا المشاريع الخدمية المتعطلة ببلدة العوامية فعقلاؤها وأهلها يعرفون –كما علمت مؤخراً- أن الاعتداءات المستمرة على مقاولي تلك المشاريع من الفئة المجرمة، هي السبب الأول للتعطيل، وهذا يدل على أن هناك قلة لا يريدون الخير لبلدة العوامية، لأن الدولة لم تأل جهداً في تقديم كافة الخدمات البلدية والصحية والتعليمية مع الاهتمام باستتباب الأمن والأمان لكافة المواطنين والمقيمين، لكن تستر البعض على المجرمين خوفاً منهم أو تأييداً لهم، يعيق جهد الأمن في القضاء على الفئة التخريبية التي يرفضها مجتمعنا في المملكة كلها، ولهذا فلا بد من نبذ العنف والتطرف، والتستر على المجرمين أو دعمهم، فهناك مشاريع لبلدة العوامية بملايين الريالات، وهناك من أبناء القطيف والعوامية ممن يعملون على أرض الواقع ويبذلون الجهود للمحافظة عل مكتسبات منطقتهم إلا أنهم للأسف الشديد -كما ذكرت في مقالي السابق- يواجهون العديد من الانتقادات والاعتداءات الجسدية أو المادية، وقد تم تكريم العديد من الأهالي المتميزين في عطائهم، وأمير المنطقة دائم الإشادة برجال العوامية وتعاونهم في مجلسه وفي عدة محافل.

وبقي أن أوضح معلومتين، الأولى: أن الحكومة اهتمت بوقف الرامس، وتطويره وتنظيمه وتسجيله بصك شرعي يثبت ملكيته، حيث علمت أنه ليس له صك حتى الآن إلاّ أن هناك من يعمل على عدم تنفيذ ذلك، رغبة في إشاعة الفوضى واستغلال هذا الوقف لإثارة الشغب وحتى الإجرام، ولا أعرف لماذا لا يتعاون "ولي الوقف" لاستخراج الصك من أجل تنفيذ مشروع التطوير الذي تساءلت في مقالي السابق عن الملايين المرصودة له؟ من أمانة الدمام التي يجب علي هنا أن أعتذر لها، لأنها ليست سبباً في تعطيل المشروع.

والمعلومة الثانية: أن مسورة العوامية فقد تبين أنها مجموعة من البيوت القديمة المتهالكة وليست أثرية ويقطنها العمالة وقله من الأسر الفقيرة والغالبية من البيوت مهجورة، حيث يتخذ المجرمون من هذه البيوت أوكاراً نظراً لصعوبة وضعها بسبب ضيق طرقها التي لا يتعدى أغلبها المتر إلى المتر ونصف المتر، وهناك مشروع تبناه المجلس البلدي بالمحافظة لإزالتها وتعويض الملاك وإعادة تخطيطها من جديد بما يخدم الصالح العام، ومهندس المشروع من أبناء "العوامية" ولن أذكر اسمه -لأسباب تخصني وتعنيه- وقد تعرَّض منزله لإطلاق نار، وتحطيم عدّاد الكهرباء، وتم القبض على من قاموا بالجريمة، والتحري جارٍ عن البقية، وأمير المنطقة ومحافظ القطيف التقوا المهندس وإخوانه وأهله عدة مرات، والمهندس نفسه عاش في الرياض فترة خوفاً على حياته!

وهناك العديد من مشاريع السفلتة والرصف والإنارة والتشجير والنظافة وتصريف الأمطار وإنشاء الحدائق والكهرباء والصرف الصحي التي كما قلت تتعرض للتعطل بسبب مثيري الشغب ومحاولة الاعتداء على العمالة القائمة بذلك.

وقد صدر مؤخراً صك باسم نادي السلام بالعوامية لأرض بمساحة 63 ألف متر مربع تقريباً لإنشاء نادٍ متكامل نموذجي اعتمد له مبلغ 60 مليون ريال تقريباً.

فيا أهل العوامية الأخيار استعيدوا قراركم الذي تحاول قلة من المنتفعين والمجرمين أن تختطفه أو أنها اختطفته فعلاً، فاستعيدوه بالوعي والتوعية والتعاون.