عبدالله مغرم- الرياض السعودية-
ما أن أعلنت وزارة الداخلية عن القصاص من 47 إرهابياً إلا وبدأت وسائل الإعلام الغربية بتجاهل القتلى من العمليات الإرهابية والذين أغلبهم من جنسيات غربية وتناست كذلك مواثيق الأمم المتحدة وجهود المملكة في مكافحة الإرهاب والتي ساهمت في الحد من قدرات العديد من التنظيمات الإرهابية بما في ذلك القاعدة ومنظروها الفكريون واكتفت بالإشارة إلى القصاص من نمر النمر مشيرين إلى أن ضمن القتلى رجل دين شيعي في عناوين العديد من الصحف.
والحقيقة أن أغلب الأخبار في مضامينها وعناوينها كانت متقاربة في المحتوى وأحيانا متطابقة، وتطوعت بعض وسائل الإعلام الغربية بتفسير تبعات القصاص من نمر النمر ومن ثم اختتمت بعض الصحف بتصريح صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية عن القصاص، وكأن الأخبار صيغت في وزارة الخارجية الإيرانية وليس في مقار صحف عالمية عريقة كصحيفة النيويورك تايمز وخلافها، وبالرغم من عدم الموضوعية في نشر الأخبار إلى أنه يكشف عن نوعية محرري الصحف المختصين بشؤون الشرق الأوسط، فتحوير المحتوى من القصاص بإرهابين دون الاعتبار للطائفة والاكتفاء بالإشارة إلى وجود شخص بعينه من طائفة أخرى دلالة غير موضوعية للعالم ولا تعطي مؤشرات دقيقة.
وبالطبع لا يزال لدينا أوراق لم تفعل بشكل جيد جداً وهو الإعلام الجديد فتطوير المحتوى بما يتواءم مع ثقافة الآخر بحاجة إلى تفعيل عاجل فالتواصل مع العالم والتأثير فيه بات أسهل عبر الإعلام الجديد وأدواته في متناول الجميع بل ويمكن التأثير في وسائل الإعلام العالمية عبر الإعلام الجديد وهو أمر بات ملموساً في بعض تغطيات وسائل الإعلام التقليدية.
الخلاصة لا بد من إستراتيجية فاعلة في التعامل مع الإعلام الدولي، فالمواطنون وغالبية الأشقاء العرب وفي العالم الإسلامي يعون الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة وحجم التحديات التي تخوضها ويكفي أنها تحارب منظمات إرهابية مختلفة ودولاً منخرطة في دعم الإرهاب وتشحذ الهمم لمكافحة الإرهاب تبقى أن تظهر الجهود للعالم كما نراها، وهذا أقل ما تستحقه المملكة التي باتت محل أنظار العالم بخطواتها الشجاعة غير المسبوقة في مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار للشرق الأوسط.