مريم الشروقي- الوسط البحرينية-
لن أتطرّق اليوم لما حدث بين وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي وبين مجلس النوّاب، ولن أتحدّث عن مخرجات التعليم، فهناك من هم أفضل منّي في هذا الحقل، ولكن سأتحدّث عن وزارة التربية والتعليم نفسها، فهي ذلك الصرح المهم في حياة كل فرد بحريني، يدخلها ابن الفقير وابن الغني، والجميع يتحدّث عنها سواء بالخير أو بالشر.
لو رسمنا جدولاً توضيحياً عن الأمور العظيمة التي حدثت في الوزارة وعن الأمور السيّئة التي حدثت، فاننا نعلم بأنّ الجميع لن يتوقّف عن الكتابة، وعلى رغم العلاقة المتوتّرة بيني وبين وزارة التربية والتعليم، فإنّني اليوم سأتكلّم عن الأمور العظيمة.
من الأمور العظيمة التي حدثت في وزارة التربية والتعليم، والتي وجدنا شريحة كبيرة من المجتمع البحريني يرفضها هو مشروع الثقافة العددية، مشروع رائد نتمنّى ألاّ تتخلّى عنه الوزارة، ذلك أنّ الطالب في الصف الأوّل هو المستفيد الأوّل من هذا المشروع، وتستطيع الوزارة شرح مشروع الثقافة العددية أفضل منّي.
أيضاً من الأمور العظيمة التي قامت بها الوزارة مشروع الحقيبة المدرسية ووزنها، فلقد زادت الكتب والكرّاسات، وبات من الضروري عمل خطّة فورية من أجل الحقيبة المدرسية، وبالفعل كل ادارة في المدارس قامت بوزن الحقيبة المدرسية، وأوجدت لجاناً من أجل متابعة موضوع الحقيبة المدرسية، وكان من الممكن للوزارة عدم الاهتمام بهذا المشروع، ولكنّها أخذت على عاتقها سلامة الأطفال بسبب الحقيبة الثقيلة التي تؤلم ظهورهم.
تحسين التعليم من المشاريع الرائدة في الوزارة. ونعم، قد حوّله البعض بطريقة خاطئة، وانكبَّ على الورق أكثر من انكبابه على مصلحة الطلبة، ولكن هناك مدارس كانت بعيدة كل البعد عن العملية التعليمية والتربوية، وأعضاء التحسين كانوا يجوبون البحرين شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً من أجل أبنائنا الطلبة، والمدارس مهما استفادت قليلاً أو كثيراً، فإنّ هناك عملاً ينجز من أجل تحسين التعليم، ومن منّا لا يريد تحسين التعليم.
ربط المدارس الخاصّة أيضاً بتحسين التعليم، وربطها بالجودة، جعل بعض المدارس البعيدة عن تحسين التعليم في المقدّمة، وجعل المدارس التي لا تعرف الجودة تجاهد من أجل الجودة، وتغيّر النمط في ليلة وضحاها، فالجميع كان يخشى وزارة التربية والتعليم، وتمّ إغلاق بعض المدارس التي لم تلتزم بمعايير التحسين وعلى رأسها سلامة الطلبة.
هناك بعض القصور ولا ننكر ذلك، وهناك بعض المشكلات ونحن كتبنا عنها من قبل، وهناك كثير من التحدّيات التي تواجه وزارة التربية والتعليم، ولكن قول الحق صعبٌ جدّاً، وخاصة اذا كانت النفوس مشحونة من جميع الأطراف، ورضا الجميع غاية لا تُدرَك، في القصور سنتوجّه إلى الوزارة بالنقد اللاذع ولن نرحمها، فهذا النقد لا يخرج من كراهية أو شخصنة، بل يخرج من حب في صرح التربية والتعليم، الذي يتوجّه اليه أبناؤنا كلّ يوم، ونحن جميعاً نسعى من أجل تحسين مخرجاتها وجودتها، ومن منّا لا يريد ذلك!
نتمنّى على القائمين في وزارة التربية والتعليم الحرص على تأهيل المعلّم، فهو أهم عنصر في العملية التربوية والتعليمية، وزيادة الدورات التدريبية وورش العمل، ذات المستوى الراقي والعالي، وإرسال بعض المعلّمين إلى الخارج في دورات تدريبية وورش عمل والمشاركة في مؤتمرات، وتقديم خبراتهم إلى الآخرين، وأخذ الخبرة من الآخرين، وخاصّة معلّمي نظام الفصل والرياضيات والعلوم، فإن صلح المعلّم توجّه الطالب توجّهاً صحيحاً، وإن خاب المعلّم خاب الطالب وغرق معه.