إيمان بنت عبدالله العقيل- المدينة السعودية-
إعدام النمر كان القشة التي قصمت ظهر إيران..
بعد الهزائم المتوالية على إيران وسقوط عشرات من نخبها العسكرية ضحايا في سوريا..
وبعد حصار اتباعها الحوثيين في اليمن وازدياد الخناق عليهم والقضاء على قياداتها..
وبعد تشكيل تحالف إسلامي عسكري، بمبادرة سعودية..
وبعد التفاف عدد من الدول العربية والاسلامية حول بعضها لتشكيل قوة ضاربة في المنطقة..
جعلت من إيران أسيرة لتصرفاتها الرعناء، التي أطلقتها في العراق وسوريا واليمن، ومحاولاتها لزعزعة أمن دول الخليج.. فقد اشتد الخناق عليها، وأرهقتها المشاكل، فلم تعد تدري أين تصوب سلاحها..
وبعد تنفيذ حكم القصاص بمن أدينوا بتهم الإرهاب وممن يحملون الفكر التكفيري، والذي بلغ عددهم سبعة وأربعون شخصاً، اثنان غير سعوديين، وأربعة من الشيعة، من بينهم المنظر الشرعي لتنظيم القاعدة في السعودية «فارس الشويل» ورجل الدين الشيعي «نمر النمر»..
وجدت إيران ضالتها لتنفس عن غضبها وسخطها على ما آلت إليها مكانتها في المنطقة.. فأطلقت لنفسها العنان للهجوم إعلامياً على المملكة العربية السعودية، نصرة لرقبة «النمر» وجعلت منه أيقونة عالمية..
يذكر أحد الشباب السعودي بأنه يتلقى رسائل عبر وسائل الإعلام الاجتماعي من أوربيين وأمريكان ينددون بمقتل النمر فقط!! وعندما يجيبهم بأنه ليس الوحيد بل هناك عشرات غيره ممن ارتكبوا أعمال ارهابية من تفجير وقتل وغيرها، وبأن تنفيذ الحكم تم بعد محاكمات نزيهه وشفافة, يردون عليه بأن لا علم لنا بذلك، وأن ما نتلقاه من الاعلام هو قتل الناشط أو المعارض السلمي «النمر»!!..
عصرنا هو عصر الإعلام، فمن يملك الإعلام يملك العالم.. إن التحكم أو القدرة على إيصال الرسالة –وإن كانت مزيفة- إلى الإعلام العالمي هو النجاح الحقيقي في السيطرة عليه.. إن قوة إيران الإعلامية هي من جعل منها قوة مؤثرة في صناعة رأي عالمي تجاه قضية داخلية لدولة أخرى –اعدام النمر نموذجاً..
إن إعلامنا المحلي –مع الأسف- لم يستوعب الدور المنوط به حتى الآن رغم الظروف العصيبة التي تمر بها المملكة، فلا زال يغرد خارج السرب.. البلاد تعيش حالة حرب ضروس في اليمن يقدم أبناؤنا بدافع من الواجب وحماية للوطن أرواحهم الغالية، فلا نجد من يسلط الضوء على دورهم الجليل..
تتوالى الهجمات الإعلامية على بلادنا من كل حدبٍ وصوب ولا نسمع من يسكتهم أو يرد عليهم، بل لا نجد من ينقل صوت الحقيقة إلى العالم..
نحن بحاجة إلى إعلام وطني، يجعل هدفه الأول تقديم الصورة الحقيقية للمملكة، وأن ينبري للدفاع عنها، وأن يُبرز الدور العظيم الذي تقوم به منذ عقود ولا تزال، بل ويبادر في صناعة صورة ذهنية مشرفة لبلادنا الحبيبة..
إن حالة السبات التي يعيشها إعلامنا المحلي في هذا الوقت العصيب بالذات هو شيء مخجل للغاية..
فمتى ينهض وينفض الغبار؟!