الشبيبة العمانية-
أظهرت نتائج استطلاع توجهات الشباب العماني نحو العمل (الدورة الثالثة) الذي أجراها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن نسبة كبيرة من الشباب يعتقدون أن لديهم تأهيلا علميا مناسبا لسوق العمل حيث تصل هذه النسبة ذروتها بين الباحثين عن عمل بـ85 بالمائة تليها النسبة بين المشتغلين بـ77 بالمائة ثم طلبة التعليم العالي بنسبة 71 بالمائة . كما لوحظ من خلال الدراسة عدم وجود تفاوت كبير بين نسبة من يعتقدون بملاءمة تأهيلهم العلمي لسوق العمل خلال العام 2015 عن الأعوام السابقة للدراسة باستثناء النسبة بين المشتغلين التي انخفضت بمقدار 5 بالمائة بين عامي 2014 و2015. وتشير نتائج الدراسة بشكل عام الى أن الاناث يعتقدن أن تأهيلهن العلمي يناسب سوق العمل بدرجة أكبر من الذكور حيث تبلغ النسبة بين المشتغلات 9ر85 بالمائة مقابل 1ر73 بالمائة للمشتغلين وبين الباحثات عن عمل 5ر85 بالمائة مقابل 6ر82 بالمائة للباحثين عن عمل من الذكور بينما تزيد النسبة قليلا بين الذكور عن الاناث من طلبة التعليم العالي. وكانت محدودية التدريب العملي أهم جوانب النقص في التأهيل العلمي كما يراها طلبة التعليم العالي 8ر55 بالمائة بارتفاع طفيف عن عام 2014 يليها احتياج المناهج الدراسية للتطوير 7ر42 بالمائة وبفارق نقطتين ونصف عن عام 2014 ثم ضعف مستوى اللغة الانجليزية في المرتبة الثالثة 5ر34 بالمائة مقابل 9ر31 بالمائة في عام 2014 . كما جاءت الجوانب الثلاثة السابقة كأهم أوجه النقص في التأهيل العلمي كما يراها الباحثون عن عمل مع اختلاف في النسب. أما بالنسبة للمشتغلين فيرون أن أهم جوانب النقص هي احتياج المناهج الدراسية إلى تطوير حيث شكل هذا الجانب ما نسبته 1ر38 بالمائة تلاه محدودية التدريب العملي بـ6ر29 بالمائة بالإضافة إلى أن التخصص غير مطلوب في سوق العمل بدرجة كبيرة بنسبة 8ر20 بالمائة وهي أهم الجوانب للعام 2014.
ومن الملاحظ وجود تفاوت كبير في ترتيب جوانب النقص في التأهيل العلمي حسب المستوى التعليمي.. فمحدودية التدريب العملي كانت الجانب الأهم بالنسبة للباحثين عن عمل من الحاصلين على تعليم ثانوي في حين كان القصور الرئيسي بالنسبة للحاصلين على تعليم جامعي منهم محدودية الطلب على تخصصاتهم في سوق العمل. أما بالنسبة للشباب المشتغلين فاحتياج المناهج الدراسية إلى تطوير كانت هي الجانب الأبرز من جوانب القصور لكل من الحاصلين على تعليم ثانوي وجامعي. وبلغ وسيط طول فترة البحث عن عمل بين الشباب الباحثين عن عمل ثلاث سنوات ونصف في العام 2015 أي أن نصف الشباب يقضون أكثر من 3 سنوات ونصف في البحث عن عمل بينما النصف الآخر يقضي اقل من ذلك وبانخفاض مقداره 6 أشهر عن الوسيط في عام 2014 ولكنه يظل أعلى من القيمة المسجلة في العام 2013 والتي كانت 3 سنوات. وتتنوع الوسائل التي يستخدمها الباحثون عن عمل في معرفة الفرص الوظيفية والحصول على وظيفة .. فمن الوسائل الأكثر شيوعا في السلطنة التسجيل في هيئة سجل القوى العاملة ومتابعة إعلانات التوظيف في الجرائد أو على الانترنت أو التقدم بالسيرة الذاتية وطلب التوظيف إلى جهة العمل بشكل مباشر أو استخدام مكاتب التوظيف بالإضافة إلى بعض الطرق التقليدية عن طريق الأهل والأصدقاء. وفيما يخص تفضيلات العمل لدى الشباب العماني لازالت الغالبية العظمى من الشباب يفضلون العمل بالقطاع الحكومي لكن هذه الرغبة سجلت انخفاضا بين الباحثين عن عمل والمشتغلين على عكس طلبة التعليم العالي. وبالمجمل يشكل الاستقرار والأمان الوظيفي والراتب الجيد والحوافز أهم العوامل التي تجذب الشباب عند المفاضلة بين الوظائف المختلفة بشكل عام. وأظهر الاستطلاع أن النسبة الأعلى في تفضيل القطاع الحكومي كانت عند الباحثين عن عمل حيث بلغت 92 بالمائة في العام الحالي متراجعة عن 95 بالمائة في العام 2014 فيما كانت النسبة أدناها بين الطلبة المقيدين في مؤسسات التعليم العالي بنسبة 71 بالمائة أما المشتغلون فيفضل 82 بالمائة منهم العمل بالقطاع الحكومي في تراجع عن النسبة التي سجلت العام الماضي والتي بلغت 87 بالمائة
ولأن تفضيل العمل الحكومي كان هو السائد خلال 3 دورات من استطلاع توجهات الشباب العماني حرص الاستطلاع في هذه الدورة على معرفة إلى أي مدى يذهب هذا التفضيل حيث وجد أن هناك تفضيلا قويا للعمل في القطاع الحكومي حتى مع تقاضي راتب أقل عن القطاع الخاص. فعلى سبيل المثال يفضل أكثر من ثلاثة أرباع الشباب الباحثين عن عمل القطاع الحكومي حتى مع زيادة راتب القطاع الخاص. كما أن ما يقارب النصف من طلبة التعليم العالي على استعداد للعمل في القطاع الخاص في حال كان الراتب أعلى بـ25 بالمائة أو 50 بالمائة عن القطاع الحكومي. كما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 53.2 بالمائة من الشباب المشتغلين في القطاع الحكومي يوافقون على الانتقال إلى القطاع الخاص مع زيادة الراتب ولكن بمتوسط زيادة مرتفع بلغ 52 بالمائة من الراتب الذي يتقاضونه بالقطاع الحكومي. وتزيد نسبة الشباب المشتغلين في القطاع الحكومي الذين يوافقون على الانتقال إلى القطاع الخاص مع زيادة الراتب مع انخفاض المستوى التعليمي كذلك فان النسبة تزيد بين الذكور عن الإناث. ويفضل 7ر50 بالمائة من المشتغلين بالقطاع الخاص الانتقال إلى القطاع الحكومي ولو براتب أقل. وفيما يخص الحد الأدنى المقبول للراتب أظهر الاستطلاع ارتفاع متوسط الحد الأدنى المقبول بين الذكور عن الإناث كما يختلف قليلا حسب نوع قطاع العمل (حكومي أو خاص) كما يرتفع كثيرا لدى طلبة التعليم العالي مقارنة بالباحثين عن عمل ليصل لدى طلبة التعليم العالي إلى 886 ريالا عمانيا في القطاع الخاص و830 ريالا عمانيا للقطاع الحكومي أما لدى الباحثين عن عمل فيصل الحد الأدنى المقبول إلى 454 ريالا عمانيا بالقطاع الخاص مقابل 499 ريالا عمانيا بالقطاع الحكومي. ويتقاضى 39 بالمائة من الشباب العماني راتبا شهريا أكثر من 500 ريال عماني كما توجد نسبة صغيرة من الشباب (8 بالمائة) تتقاضى راتبا أقل من الحد الأدنى المعمول به بالسلطنة والذي يبلغ 325 ريالا عمانيا. وفيما يخص نظرة الشباب لمنافسة الأيدي العاملة الوافدة أظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة من الشباب يرون أن فرص العمل المتاحة قد تتأثر بسبب الأيدي العاملة الوافدة حيث يسود هذا الاعتقاد بشكل أكبر بين طلبة التعليم العالي (76 بالمائة) بينما كان المشتغلون أقل اعتقادا بذلك (61 بالمائة).
وحول الرضا الوظيفي أظهر الاستطلاع أن نسبة الرضا الوظيفي بلغت في القطاع الحكومي 89 بالمائة و64 بالمائة بالقطاع الخاص. وتصدر الراتب غير الجيد كأهم أسباب عدم الرضا الوظيفي يليه ظروف العمل الصعبة ثم طبيعة العمل وضعف الحوافز والمعاملة غير الجيدة من الرؤساء. وبطبيعة الحال تزيد نسبة الأمان الوظيفي في القطاع الحكومي عنه في القطاع الخاص . وفيما يخص التقاعد المبكر ما زال 1 من كل 5 من المشتغلين ينوي التقاعد قبل السن القانوني وقد بلغ وسيط سن التقاعد لمن يرغب في التقاعد المبكر 40 سنة (أي ان نصف المشتغلين يفكرون في التقاعد قبل بلوغ هذه السن). وترتفع نسبة الشباب الذين يفكرون في اقامة مشروع خاص بدرجة أكبر بين المشتغلين وبنسبة تصل إلى 72 بالمائة يليهم الشباب الباحثون عن عمل بنسبة 46 بالمائة وتقل النسبة إلى أدنى مستوياتها بين طلبة التعليم العالي حيث تصل إلى 28 بالمائة . أما عن الإعلام ومصادر المعلومات لدى الشباب فقد بين الاستطلاع أن 94 بالمائة على الأقل من الشباب العماني يرون مصداقية في تلفزيون سلطنة عمان وما ينقله من تصريحات وأخبار كذلك فان 95 بالمائة على الأقل من الشباب العماني يرون مصداقية في ما يكتب بالجرائد من تصريحات وأخبار. وفي ما يخص استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جاء الواتس اب في صدارة الاستخدامات لدى المستطلع آرائهم حيث يستخدمه بشكل يومي 95 بالمائة من الشباب. كما كان طلبة التعليم العالي الأكثر استخداما للانترنت بنسبة 85 بالمائة مقابل 40 بالمائة من الباحثين عن عمل و58 بالمائة من المشتغلين. وتساوت نسبة من يستخدمون (فيس بوك) بين طلبة التعليم العالي والباحثين عن عمل بـ12 بالمائة مقابل 23 بالمائة من المشتغلين فيما كانت نسبة من يستخدمون تويتر من طلبة التعليم العالي 21 بالمائة والباحثين عن عمل 10بالمائة . الجدير بالذكر أن عينة استطلاع توجهات الشباب العماني نحو العمل شملت 3607 من طلبة التعليم العالي و3148 من الشباب الباحثين عن عمل و1242 من الشباب المشتغلين في القطاعين الحكومي والخاص وتم جمع البيانات بواسطة الاتصالات الهاتفية للشباب المشتغلين والباحثين عن عمل وباستخدام استمارة الكترونية عبر البريد الالكتروني لطلاب مؤسسات التعليم العالي.