لليوم الثاني على التوالي، لا تزال قناة "mbc" في مرمى الانتقادات، بعد حملة تغريداتها التي طالبت المرأة السعودية بأن تكون "حرّة"، وفق معايير أثارت استياءً عارماً.
فبعد أن كان الغضب على المستوى الشعبي، انتقل ليصل إلى مستوى أُمراء الأسرة الحاكمة والشخصيات العامة، وقد وصل الأمر إلى تهديد نجل الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، الأمير عبد العزيز بن فهد، بـ"تدمير" مجموعة "mbc".
وفي تعليقه على حملة "كوني حرّة"، التي أطلقتها "mbc"، واتهمها دعاة وناشطون، الأحد الماضي، بأنها "مخلّة بالأخلاق وقيم المجتمع السعودي"، قال الأمير عبد العزيز: "بسم الله، إني أبرأ إلى الله من إم بي سي، وخاصة دعوة المرأة بكوني حرة، هذا ضلال مبين، فالله سبحانه أعلم بها وبنا".
وأضاف: "وإنني أنذر القائم بذلك، كان من كان، إن لم يسحب فوراً هذه الدعوة ويعتذر بندم، وكل شيء فيها خارج، إني أقسم بالله أدمره".
وتابع الأمير السعودي قائلاً: "كل شيء ولا هذا الافتراء، وهذا الفساد في الدين لا نرضى به، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، سنرى إن شاء الله ما يكون".
ويمتلك الأمير عبد العزيز بن فهد- بحسب ما صرح هو نفسه سابقاً- على حسابه في "تويتر"، 33% من أسهم القناة، التي يمتلكها خاله الشيخ الوليد الإبراهيم، وتعد أول قناة "فضائية" عربية خاصة وغير مشفرة، أطلقت عام 1991.
الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود، شن بدوره هجوماً لاذعاً على القناة، وقال في سلسلة تغريدات له: إنها "تحرض على التمرد والانحلال الخلقي بدعاوى الحرية، أصبح التبرج حرية؟ والأخلاق والقيم أصبحت عبودية؟ خبتم وخاب مسعاكم".
وأضاف في تغريدة له: "هل هذا ما تريده قناة mbc؟؟ هل ما تفعله هو تحريض وإشعال الفتنة داخل المجتمع، لتدميره أخلاقياً واجتماعياً وأسرياً؟".
أما إمام وخطيب المسجد الحرام فقد دعا المرأة السعودية في تغريدة له إلى أن "تكون حُرّة أمام من يريد تزوير حريتك، وأمام من يريدها أن تميل ميلاً عظيماً".
بدوره عرّف الداعية السعودي عوض القرني الحرية وحقيقتها، مبيناً أن "أساس الحرية وبابها يكمن في الانتصار على رعونات النفس وضعفها، والتمكن من السيطرة على جموحها وشططها، وأطرها على الحق والعدل والسمو".
يذكر أن القناة تنبهت على ما يبدو لحجم الغضب السعودي من تغريداتها، فعملت على حذف عدة تغريدات كانت نشرتها، السبت الماضي، عبر وسم "#كوني_حرة" على صفحتها في "تويتر"، ما رأى فيه مغردون "انتصاراً جديداً للشارع".
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تغضب فيها "mbc" المجتمع السعودي؛ ففي العام 2015 أثار تقرير صحفي للقناة عن أن السعوديات المدمنات يفضلن الحشيش على سائر أنواع المخدرات الأخرى، غضباً وجدلاً واسعين في المملكة؛ وهو ما أدى إلى تدخل مديرية مكافحة المخدرات التي استهجنت التقرير ونفته جملة وتفصيلاً.
كما شكلت القناة صدمة لمشاهديها عند تعرضها لمشاعرهم الدينية، وأثارت حالة من الجدل الواسع، عندما زعمت، في تقرير نشرته العام الماضي، أن دعاة بارزين، كسلمان العودة ومحمد العريفي، يدعون للفوضى "تحت راية الجهاد".
وعلى الرغم من اعتنائها بمحتواها وجودة منتجاتها، إلا أن برامج مجموعة "mbc" تثير جدلاً بين المجتمعات العربية والإسلامية؛ بسبب ما تتهم به من تركيز على نشر الثقافات الغربية في المجتمعات الإسلامية، والتي تناقض في كثير منها القيم والمبادئ التي تربت عليها الأجيال في السابق، لا سيما أفلام الرسوم المتحركة المليئة بالمخالفات الشرعية للقيم في المجتمعات العربية، كما يقول منتقدوها.
ويتهمها إعلاميون وباحثون بأنها "تحمل فكراً غربياً شبه كامل"، مع إهمال واضح للثقافة والتقاليد العربية الأصيلة.
عبدالله حاتم - الخليج أونلاين-