الخليج الجديد-
تصاعدت أمس الملاسنات الإعلامية بين صحفيين ونشطاء مصريين، وآخرين سعوديين، على خلفية إعلان القاهرة رفضها إرسال قوات برية إلى سوريا، معتبرة أن إعلان الرياض عزمها التدخل عسكريا «قرار سيادي منفرد» حسب تصريح وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكويتي قبل يومين.
واستنكر الكاتب السعودي المعروف «تركي الشلهوب»، تصريحات «سامح شكري» التي شددت على أن الحل السياسي هو الأمثل.
وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «السيسي خذل المملكة في كل المواقف الحاسمة، هو اليوم يرفض التدخل البري في سوريا، لأنه يخشى التصادم مع صديقيه (فلاديمير) بوتين و(علي) خامنئي» .
«جمال خاشقجي» الكاتب الصحفي المقرب من النظام السعودي ومدير عام قناة العرب الفضائية، قال إن الموقف الرسمي لمصر معروف بتأييد التدخل الروسي في سوريا، وإن هناك تقاربا بين النظام في مصر و«بشار الأسد»، مشيرا إلى أن رد الوزير «سامح شكري» يتوافق مع السياسة التي تعلنها القاهرة.
وذهب ناشطون إلى أبعد من هذا إذ ذكروا مصر بما حصلت عليه من مساعدات سعودية، فقال أحدهم: «#الملك_سلمان_يجدد_دعمه_لمصر ملكنا ما قصر مع مصر حكومة وشعب ولكن حكومتهم خذلت السعودية في وقوفها معها بحرب اليمن وساومتها على مبادئها بالرز!».
واعتبر آخرون أن «السعودية تسرعت بدعم الانقلاب في مصر»، وقال أحد الناشطين: «أشعر أن الخليج العربي بات أكثر شعورا بحاجته لمصر محمد مرسي، تخيلوا معي حلفا يضم تركيا ومصر والسعودية والخليج».
وقال ناشط آخر: في أول محك حقيقي تحتاج فيه السعودية الأشقاء الذين لطالما ضحت لأجلهم ماديا أو سياسيا خذلت فيه من قبلهم (الكويت، مصر، المغرب، باكستان، الأردن).
وفي المقابل قال الإعلامي المصري المؤيد للنظام «أحمد موسى» في برنامجه مساء الثلاثاء: «أقول لمن يتطاول على رئيس مصر، أنت قزم، ومكانك مزبلة التاريخ، وتاريخك موجود عندنا وهننشره إذا استمريت في الإساءات لمصر.. أنت كنت عميل عند بن لادن» دون أن يحدد اسم الشخص الذي يقصده.
وأضاف «موسى»: «لا علاقة لي ببشار الأسد.. مصر تريد الحفاظ على الدولة السورية».
وحذر «موسى» السعودية من عواقب التدخل العسكري في سوريا «من منطلق الحرص عليها» بحسب قوله.
وتحول وسم«مصر خذلت السعودية» على تويتر الى منصة واسعة للجدل، وقال ناشط: «لكل حد بيقول مصر خذلت السعودية بس التحرك السعودي تم بالتنسيق مع مصر والدليل وجود قوات مصرية حاليا في مناورة الشمال كاملة التسليح هي أيه حكاية مصر خذلت السعودية دي؟».
وقال آخر: «مصر خذلت السعودية في أول الطريق وأعلنت أنها تدعم بشار، وتركيا تعلن أنها ضد بشار كيف أكون وطنيا بمحاباة مصر ومعاداة تركيا».
وقبل أيام، جدّد الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، رفض بلاده للتدخل العسكري ضد نظام «بشار الأسد»؛ ما يعدّ إعلاناً صريحاً مخالفاً لتوجّهات السعودية في سوريا رغم الدعم المالي والسياسي السخي الذي تلقاه منها.
ووفق وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية (أ ش أ)، شدد «السيسي»، خلال مقابلة أجراها مع مجلة «جون أفريك»، المهتمة بالشأن الأفريقي والتي تصدر باللغة الفرنسية في باريس، على «موقف مصر الثابت الداعي إلى الحل السلمي للنزاع، والحفاظ على سلامة الأراضي السورية، والتحذير من انهيار مؤسسات الدولة».