طالب مختصان في الأمن الإلكتروني، بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي «مراقبة دقيقة»، ومتابعة الأفكار التي تمس أمن الوطن بشكل مباشر وغير مباشر، خصوصاً بعد إعلان موقع «تويتر» وقف 250 ألف حساب الأسبوع الماضي تشجع على الإرهاب، وشددا على ضرورة متابعة وملاحقة من يقف وراء أي حساب يهدف إلى زعزعة الأمن
وقال د. عبدالرزاق المرجان خبير الأمن الإلكتروني: «هناك تطور ملحوظ لنشاط «تويتر» في مكافحة الحسابات المتطرفة في الآونة الأخيرة، وذلك بناءً على الأرقام المقدمة من الشركة بخصوص مجموع الحسابات المغلقة المحرضة على الإرهاب».
وأضاف أن «مجموع الحسابات المغلقة منذ منتصف 2015 تبلغ 125 ألف حساب، في حين وصل عدد الحسابات المغلقة آخر ستة أشهر منذ فبراير الماضي إلى 250 ألف حساب بنسبة ارتفاع 100 في المئة»، مشيراً إلى أن الجماعات الإرهابية باتت تستخدم الإنترنت وخصوصاً شبكات التواصل بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بهدف تجنيد الآلاف، وتستخدم برامج أتوماتيكية لإنشاء حسابات كثيرة في تويتر bot.
ولفت إلى وجود ارتباط وثيق بين الجهات الإرهابية ووسائل التواصل الاجتماعي، ويقول: «الحقائق والوقائع تؤكد أن هناك ارتباط بين وسائل التواصل الاجتماعي والإرهاب ففي عام 2015 صرح أحد أعضاء لجنة المناصحة في مركز الأمير محمد بن نايف أن نحو 70 في المئة من أسباب دخول الشباب إلى الفكر الضال والمتطرف تعود إلى تأثرهم بما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت والإعلام، وهذا يؤكد مع ما ذكر السكينة أن 70 في المئة ممن تم محاورتهم تأثروا بالإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي».
وتطرق إلى وجود فوائد من عدم إغلاق حسابات «تويتر» المتطرفة، إذ نستطيع تحليل المحتوى المتطرف، ومعرفة طرق تفكيرهم، وطرق التجنيد المستخدمة للعناصر الجديدة، وخططهم الإرهابية، مشيراً إلى أن مجلة «وول ستريت» ذكرت أن شركة «Dataminr» المتخصصة في تحليل محتوى الإنترنت التي تستخدمها الاستخبارات الأمريكية، أشعرت وكالات الاستخبارات العالمية بحادث بروكسل قبل وقوعه بـ10 دقائق، بعد رصدها وتحليها لآلاف التغريدات التي كشفت قرب عملية إرهابية في منطقة أوروبية.
وطالب المرجان بوضع خطوات لمواجهة مثل هذه الحملات الإرهابية، منها: إنشاء منظومة متكاملة تقنية فكرية متخصصة لرصد "الهاشتاقات" وتحليها ومعرفة مؤشرات التطرف الإلكتروني، تحصين الفئة المستهدفة وهم طلاب المدارس من مخاطر التقنية عن طريق برنامج فطن، مراقبة الأسرة لأنشطة أبنائهم على الإنترنت، إنشاء برامج تخصصية تتناسب مع المحرضين والمتعاطفين، إنشاء فريق متخصص وبرامج تقنية لتقييم سلوكيات الطلاب في المدارس والجامعات وهو ما يعرف BIT، حيث ساهمت بإنشاء هذا المشروع في أحد الجامعات وكانت نتائجه فعالة وهو يطبق في الجامعات والمدارس الأمريكية، ويساهم بمعرفة سلوكيات الطلاب قبل وصولها لمرحلة الخطر، وإنشاء شرطة مجتمعية داخل الأحياء، والاستفادة من برامج وخطط المملكة 2030 بإنشاء شراكة بين حملة السكينة وتويتر وتصميم برنامج يستطيع تحليل محتوى المتطرف بشكل دقيق لما تمتلكه الحملة من خبرات متراكمة في تحليل المحتوى لأكثر من عشر سنوات.
فيما أكد المدير العام لخبراء الأمن للاتصالات وتقنية المعلومات «سايبر السعودية»، ونائب رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في «غرفة جدة» عبدالرحمن الكناني، أن أكثر من نصف مليون حساب تروج للإرهاب، إذ يسعى تنظيم «داعش» الإرهابي عبر التقنية إلى تشويه سمعة المملكة وتجنيد الشبان.
وقال إن الحسابات التي تحرض على الإرهاب تدار من الخارج، وتحديداً من إيران.
وأشار إلى أن معظم الجماعات الإرهابية تستخدم التقنية نظراً إلى سرعتها وسهولة ربط المجموعات مع الأفراد، وقدرتها على نشر الإشاعات والتضليل والكذب.
وشدد على أهمية الدور الذي تؤديه الجهات الحكومية والإعلامية إلى جانب الأسرة والجامعات مشيراً إلى أن بداية حل أي مشكلة إدراك وجودها.
وطالب بالابتعاد عن متابعة الحسابات الوهمية، لأن معظمها تحمل أجندة لاستهداف المراهقين، داعياً إلى الإبلاغ عن أي أمر مشبوه عبر تطبيق «كلنا أمن» أو وسائل الاتصال الأخرى.
وكالات-