أصبحت الأوامر الملكية مادة للتندر على مواقع التواصل الاجتماعي.
إذا كان هناك شخص أصبح دون قصد وجهًا للتقشف السعودي الأسبوع الماضي، فهو المقدم التلفزيوني المتقاعد بتلفزيون الدولة «سليمان العيدي».
مع أيدٍ متشابكة وابتسامة لطيفة، اعتاد «العيدي» نقل الأوامر الملكية عبر التلفاز، ومن خلاله كان يتم الإعلان عن معظم التغييرات السياسية. لذا، عندما أراد السعوديون المتهكمون الرد على إجراءات التقشف الأخيرة، التي خرجت في قرار 26 سبتمبر/ أيلول بإلغاء العلاوات التي تدفع لموظفي الدولة لمدة عام، كان هو هدفًا واضحًا.
ويظهر «العيدي» في مقطع فيديو لمدة 10 ثوان يقول فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمر ملكي»، وأصبح هذا الفيديو شعبيًا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد إعلان الحكومة عن خفض رواتب الوزراء بنسبة 20%. ثم يتم قطع الفيديو من الاستوديو والتحول لـ «مستر بين» يصرخ في السينما أثناء مشاهدة فيلم رعب. ووضع نص شرح على الفيديو يقول «حالة المواطن عند سماع أوامر ملكية من الآن فصاعدًا».
وتعاني المملكة في ظل تراجع أسعار النفط منذ فترة طويلة، وارتفاع العجز، ومع خفض الرواتب الآن، تدور الكثير من الأخبار السيئة في غرف المعيشة. ولجأ السعوديون إلى هواتفهم وحواسيبهم، على منصاتهم المفضلة سناب شات وواتساب، للتنفيس عن إحباطهم ومشاركة النكات حول الاضطراب الذي أصاب المملكة التي اعتمد استقرارها طويلًا على النفط. وعبر البعض كذلك عن دعمهم للحكومة، ولا يوجد استطلاعات رأي في المملكة يمكن من خلالها قياس مدى عدم الرضا.
وتاليًا، نعرض عليكم أمثلة أخرى.
وليمة أم طير؟
مع عمل ثلثي الموظفين السعوديين في القطاع الحكومي، تواجه الكثير من الأسر احتمال الحاجة للحد من النفقات. وتظهر صورة معدلة على واتساب لرأس خروف مشوي، وهو الطبق التقليدي في الأعياد الدينية والاحتفالات الأسرية، موصول بجسد دجاجة. وعليها شرح يقول «العزايم عام 1438».
وتم نشر هذا مقطع فيديو على تويتر مع تعليق يقول: «وضع الوزراء في الايام القادمة»، كسخرية من التهديدات التي تخيم على الامتيازات الكبيرة التي كان يتمتع بها كبار المسؤولين الحكوميين. ويظهر المقطع رجلين يحاولان مساعدة شخص ثالث على ركوب الدراجة لأول مرة فيما يبدو.
من الأسعد؟
يقول بعض الاقتصاديين أن خفض الإنفاق الحكومي قد يدفع المزيد من السعوديين للنظر في أمر العمل في القطاع الخاص، وهو ما يعدّ هدفًا للحكومة منذ فترة طويلة. ويسخر مقطع فيديو من فقدان الوظيفة الحكومية الآن لبريقها.
وجاء الشرح في الفيديو في 3 مقارنات، الأولى لمغني حزين كتب أسفله «حال الموظف الحكومي بعد القرارات»، وآخر يرقص كتب أسفله «وهذا حال الموظفين في القطاع الخاص»، وفي الأخير طفل يضحك كتب أسفله «وهذا العاطل عايش الجو».
في حدود إمكانياتنا
لم يعترض الجميع على تخفيض الإنفاق. حيث انتشر تعهد وطني عبر وسائل الإعلام يقول: «سمعًا وطاعة للأوامر الملكية».
وفاجأ رسام الكاريكاتير السعودي الشهير عبد الله جابر متابعيه على تويتر برسمة تقارن الذين يشكون من السعوديين بالأطفال المدللة. ويظهر في الكاريكاتير والد يقول: «ظروفنا هالفترة ما تسمح» بينما يظهر ابنه في نوبة غضب. ونشر جابر كاريكاتير أكثر انتقادًا، يشير إلى أن الحكومة قد اتجهت لجيوب المواطنين من أجل توفير عائدات بديلة للنفط.
أوقات سعيدة
ويظهر آخرون يتمنون فقط لو عاد الزمن للوراء.
وتم التعديل على هذه الصورة من كارتون عائلة سمبسون، لتشير إلى أنّ السعوديين ينبغي لهم أن يعانقوا بحرارة صورة للملك «عبد الله» قبل النوم، وتوفي الملك «عبد الله» في يناير/ كانون الثاني عام 2015، بعد وقت قصير من هبوط أسعار النفط التي أنهت سنوات من الازدهار الاقتصادي.
بلومبرغ-