تواصل » تويتر

«هجرة مليون سعودي» تشعل «تويتر» ومطالبات ببحث الأسباب

في 2016/02/23

الخليج الجديد-

تسبب نقاش مجلس الشورى السعودي، لمسألة هجرة السعوديين للخارج، في تفاعل كبير على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حول الهجرة، وأسبابها بين مؤيد ومعارض.

وتحت وسم «#هجرة_مليون_سعودي»، تفاعل الآلاف من النشطاء بأكثر من 40 ألف تغريدة، خاصة بعد أن كشف عضو المجلس الدكتور «صدقة فاضل» إلى أن إقامة نحو مليون سعودي في الخارج، يمثلون 5% من السكان في فترة وجيزة نسبيا، مؤشر على خلل ما، مطالبا الجهات المعنية مراجعته ودرسه قبل أن يتفاقم.

ولا تتوافر معلومات موثقة عن الأسباب والأهداف التي تدفع سعوديين إلى الهجرة، لكن تقارير اقتصادية أشارت إلى أن بعض أسبابها بداعي الاستثمار في الخارج.

ومع انتشار وسم «هجرة مليون سعودي»، ظهرت أسبابا أخرى، حيث كانت أغلب تعليقات النشطاء على «تويتر»، عن سبب الهجرة، هو السعي نحو العيش الكريم واليأس من الحياة في المملكة، حيث كتب «سلطان الجميري»: «المال في الغربة وطن.. والفقر في الوطن غربة.. وقصائد الوطنية لا تشتري حليب الأطفال».

في الوقت الذي نقل «أيمن بدر» عن مقال للكاتب «عيسى الحليان» بعنوان «هجرة السعوديين»، قوله: «هاجرت لأعيش وليس لأسترزق»، وأضاف: «الهجرة اختيار شخصي يخضع لظروف الفرد الخاصة.. ومن السخف المزايدة على وطنية من هاجر أو يفكر في الهجرة»

واعتقدت الحقوقية «شادية خزندار» أن أهم الأسباب هي أن «السلطة الدينية حولت كل متع الحياة إلى محرمات، حرمت كل وسائل الترفيه والحياة، عدا عن متابعة الناس والتضييق عليهم»، فيما كتبت المغردة «رغد العبدالعزيز»: «أن تقرر الهجرة، يعني أنك قد تألمت بما يكفي، من واقع وطنك ويأست من تغييره.. مؤذي أن تترك وطنك، لشعورك بأن لا مكان لك فيه!».

وكتبت «هالة الدحيمي»: «عندما تيقنوا أن ما يبنيه الواحد منهم يهدمه مليون، وأن ما يبنيه مليون آخرون يهدمه شخص واحد»، وأضافت «عايشة الحربي»: «الهجرة عموماً شعور المواطن أنه لم يعد مواطناً بعد الآن».

بينما غرد «طارق العزيز»: «الحلم بالهجرة أو السعي فيها، لا يعني خيانة الوطن أو عدم محبته كما يحاول البعض تصوير ذلك.. هو مجرد يأس من الواقع والمستقبل».

«بندر المغترب»، وجه حديثه للمهاجرين قائلا: «أنتم السابقون ونحن اللاحقون».

أكدت الكاتبة «خلود صالح الفهد»، أن نقص الحرية سبب رئيسي فيما حدث، وكتبت: «تلقين القيم والدين والتضييق على الحريات العامة، لفرض نمط فكري وسلوكي واحد، على كل فئات المجتمع، أحد أهم أسباب الهجرة».

في الوقت الذي كتبت الناشطة الحقوقية «ريم أسعد» أن «عوامل التصاق الفرد بالمكان: الأمن الوطني، والنماء الاقتصادي، والعدالة والقضاء، وتوافر الفرص التعليم، والصحة، والعمل»، مشددةً على أن «غياب أحد هذه العوامل يدفع المواطن للابتعاد عن وطنه».

ناشط يطلق على نفسه اسم «د. نافع»، كتب: «الهجرة ليست خيانة للوطن، نحن مجتمع نقتل الإبداع، برداء العرف والدين، وغادة المطيري لو بقيت في السعودية لم تتجاوز حوش بيتهم».

أما «حسن فردان» فكتب: «لا شَيْء يُغني عن الحُريّة.. فالإنسان بلا حرية، لن يكون مُتديّن صادق ولا مواطن صالح، ولن تُبنى حضارة بلا إنسان حُر».

سبب آخر، ذكره «أبو عبدالله»، حين كتب: «سبب الهجرة هو الوظائف، وأكثر السعوديين بثلاث دولة الكويت والإمارات وقطر، والسبب عدم وجود وظائف بالسعودية».

واتفق معه «محمد الحمزة»، حين كتب: «أكثر من 100 ألف سعودي، يعيشون في دبي، بصفة دائمة للعمل والتجارة، هذا من غير بقية مدن الإمارات الأخرى».

بعض النشطاء، كان لهم رأي آخر، حيث كتب «مصفر الغامدي»: «اللهم أدم علينا الأمن والأمان وأدم حكامنا فوق رؤوسنا، واللي يبغي (يريد) يهاجر يقفل الباب وراه (خلفه)».

كما قال «عاطف المسمار»: «من ترك داره قل مقداره.. والشيء الأهم أحمد ربك انك موجود بأرض الحرمين مكة والمدينة، هذي بحد ذاته تكفي».

وكتبت «دعا الشقيري»: «أقسم بالله، تراب السعودية بالعالم كله»، وكتب «أبو سعد المطيري»: «اﻷوطان لا تباع ولا تشترى.. هي قلوب تنبض».

وكانت الأرقام المتداولة، بحسب موسوعة «ويكبيديا»، للسعوديين المهاجرين في الخارج، تشير إلى نحو مليون شخص، يقيم أكثرهم في مصر، وبريطانيا وأميركا إلى جانب الإمارات ولبنان والمغرب.

يشار على أن عضو مجلس الشورى «صدقة فاضل»، قال في توصية له، على هامش نقاش تقرير وزارة الخارجية إنه «على وزارة الخارجية القيام بدراسة علمية شاملة عن الأعداد الكبيرة من السعوديين الذين يقيمون إقامة دائمة أو شبه دائمة في بعض البلدان المجاورة، تمهيداً لاتخاذ السياسات المناسبة التي تضمن المصلحة العامة لبلادنا والمصالح المشروعة لهؤلاء المهاجرين».

وأضاف أن «درس الظاهرة يساعد في رعاية مصالح هؤلاء المهاجرين وحفظ حقوقهم، وتسهيل تواصلهم مع بلدهم الأصلي، والحيلولة دون أن يشكل وجودهم خارج الوطن خطراً على الأمن القومي للبلاد، وأيضاً تعرض كثير منهم لمشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية».