الخليج الجديد-
أبرز تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، ما وصفه بأنه «رد الفعل السعودي العنيف»، الذي جاء على لسان مدير المخابرات الأسبق، والسفير السعودي الأسبق في كل من لندن وواشنطن الأمير «تركي الفيصل»، في صحيفة «عرب نيوز»، تحت عنوان «لا يا سيد أوباما نحن لا نركب بالمجان»، تعليقا على انتقاد «أوباما» للدور السعودي في المنطقة.
وكان الأمير «تركي الفيصل» قد رد على النقد الذي وجهه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لدور الرياض في المنطقة، خلال مقابلة مع مجلة «ذي أتلانتيك»، منتقدا تصريحات «أوباما» للمجلة بشأن دور السعودية في منطقة الشرق الأوسط وتغريدها خارج السرب، على حد قوله.
«تركي الفيصل»، انتقد في مقاله الذي نشر موقع «أراب نيوز» باللغة الإنجليزية، تصريحات «أوباما» واستعرض مواقف السعودية فيما يخص قضايا إقليمية أبرزها دعم الرياض لجماعات المعارضة السورية التي تحارب «الدولة الإسلامية» وتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين في المنطقة وتشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب.
ماذا قال «أوباما»؟
وأدلى الرئيس الأميركي «باراك أوباما» بسلسلة مقابلات للصحفي الأميركي في صحيفة «ذي أتلانتيك»، «جيفري غولدبرغ»، عدد أبريل/نيسان 2016 أظهر فيها وجهات نظر أكثر صراحة تجاه المنطقة حيث هاجم السعودية، وقال إن التنافس بينها وبين إيران أدى إلى حروب طائفية في سورية واليمن والعراق.
ودعا «أوباما» السعوديين إلى أن «يتشاركوا العمل في الشرق الأوسط مع منافسيهم في إيران»
وعن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، تحدث الرئيس الأميركي بأنه في البداية كان يراه على أنه «قائد مسلم معتدل يمكن أن يكون جسرا بين الشرق والغرب»، ولكن «أردوغان» خيب آماله بعد أن مال إلى نهج استبدادي وفقا لوصفه، وبعد أن رفض استخدام جيشه الضخم في المساهمة بوقف النزيف السوري وعودة الهدوء إلى سوريا، بحسب قوله.
وطرح «أوباما» الكثير من الأسئلة حول ثوابت السياسة الأمريكية أبرزها «لماذا على الولايات المتحدة أن تحافظ على التفوّق العسكري النوعي الإسرائيلي مقارنة بالحلفاء العرب»، و«ما هو الدور الذي يلعبه حلفاء الولايات المتحدة العرب في دعم الإرهاب المعادي للولايات المتحدة».
كما اتهم «أوباما» السعودية بأنها السبب وراء ما وصفه بأنه «تحول إندونيسيا، تدريجيا، من دولة مسلمة متسامحة إلى دولة أكثر تطرفاً وغير متسامحة»، زاعما أن «السعودية وغيرها من الدول الخليجية ترسل الأموال وعددا كبيرا من الأئمة والمدرّسين إلى البلد وتمول المدارس الوهابية بشكل كبير، وتقيم دورات لتدريس الرؤية المتطرفة للإسلام، وهي النسخة المفضّلة لدى العائلة المالكة».
نحن من ندعم بلادك
وجاء في نص رسالة «الفيصل» قوله: «لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا، ونحن من شاركناك معلوماتنا التي حالت دون وقوع هجمات قاتلة في الولايات المتحدة، نحن من يشتري السندات الحكومية الأمريكية ذات الفوائد المنخفضة لدعم بلادك».
واتهم «الفيصل» القيادة الأمريكية بأنها انحرفت عن صداقة استمرت 80 عاما بين البلدين، واستبدلت بها قيادة إيرانية لا تزال تصف أمريكا بـ «الشيطان الأكبر»، كما أنها تدعم وتمول جماعات مسلحة في المنطقة وتحمي قيادات تنظيم القاعدة، على حد قوله.
وتساءل «الفيصل» عما إذا كان التغيير في موقف واشنطن من الرياض يعود إلى الموقف السعودي من الإخوان المسلمين في مصر الذين تسلموا مقاليد السلطة إبان سقوط نظام «حسني مبارك»، أم أن هذا التحول نابع من ضربة العاهل السعودي السابق «عبد الله بن عبد العزيز» على الطاولة خلال لقائكما الأخير، حين قال لك: «لا خطوط حمراء منك مرة أخرى يا فخامة الرئيس».
وختم الأمير «تركي» رسالته بالقول: «نحن لسنا من أشرت إليهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم، فنحن نسير أمام الركب ونقبل أخطاءنا ونصححها، وسنبقى حلفاء للشعب الأمريكي»، مذكرا بمساندة الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش الأب» خلال عاصفة الصحراء، مكررا «هؤلاء هم نحن يا سيد أوباما».
وقد دار مقال الكاتب الامريكي «أدم تايلور» في صحيفة «واشنطن بوست» حول ما قاله الأمير السعودي باعتبار أنه أول أمير سعودي ينتقد الرئيس الأمريكي، مشيرا لأنه لا يتقلد أي منصب رسمي، ولكنه يعكس مواقف كبار الأمراء، حيث إن موقعه البارز في العائلة وعمله الطويل في الدبلوماسية والمخابرات، يعطيان تعليقاته وزنا كبيرا.
وركز التقرير على اتهام «أوباما» للسعودية أنها تسعي للركوب بالمجان أو تمتطي ظهور الآخرين في إشارة الي الحروب في المنطقة التي تتدخل فيها، وهو ما تركز رد الأمير «فيصل» عليه معددا «أفضال» السعودية على أمريكا من حيث دعم اقتصادها بشراء السندات ودعم حروبها في العراق.
وشدد على أكثر ما أغضب السعوديين هو دعوة «أوباما» لهم أن يتشاركوا أو يتعايشوا مع إيران في المنطقة.
وتلفت الصحيفة إلى أن الأمير «تركي الفيصل» قال إن تعليقات «أوباما» عن السعودية ربما جاءت لأن المملكة دعمت الإطاحة بحكومة الإخوان في مصر، وبسبب موقفه من إيران، بحيث صار يساوي بين صداقة عمرها 80 عاما ودولة عدوة للولايات المتحدة.
وركز الكاتب أيضا على اتهام الأمير «تركي» لـ«أوباما» بمحاباة (إسرائيل) في مقال نشره عام 2011 في «واشنطن بوست».
وقد حاولت الصحيفة الحصول على تعليق من الحكومة السعودية على ما قاله «أوباما»، ولكن الحكومة «لم ترد على اتصالاتها للتعليق على رسالة الأمير تركي، ولكنها أشارت لأن مراسلها (غير المقيم) بدول الخليج والمحلل السابق في السفارة السعودية في واشنطن، فهد الناظر، يرى أن الكثير من السعوديين يدعمون مشاعر الأمير»، ويقول: «هناك الكثير من السعوديين ينتظرون نهاية ولاية أوباما وبعضهم يقول إن أي شخص قادم سيكون أفضل من أوباما».
ولفت «أدم تايلور» في مقاله إلي حرص الأمير «تركي» مع هذا على ختام رسالته الغاضبة لـ«أوباما» بالحديث عن الايجابيات، وأن السعودية ستستمر في اعتبار «الشعب الأمريكي حليفا»، ولن تنسي وقفة «بوش الأب» معها، وإرساله الجنود الأميركيين لمشاركتها صد «عدوان صدام حسين» علي الكويت.
وكان الإعلامي السعودي، «جمال خاشقجي»، قد انتقد «عقيدة» الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما» حول ما تشهده المنطقة وخصوصا فكرة تقسيم النفوذ بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وقال في سلسلة من التغريدات على تويتر أن: «أسوأ ما في عقيدة أوباما ليست آراؤه السلبية نحو المملكة فقط بل قبوله بفكرة تقاسم النفوذ بينها وإيران كحل، فهذه قراءة كارثية للربيع العربي».
وتابع «خاشقجي» قائلا: «نعم هناك ود مفقود بين المملكة وأوباما ولكن على ذلك تبكي النساء، المهم أن نعمل بجد ألا تتحول عقيدته لسياسة أمريكية ينتهجها من يليه».
وتطرق الإعلامي السعودي للملف السوري وحادثة إسقاط طائرة من طراز ميج، حيث قال: «الروس والنظام في حيرة حول السلاح الذي أسقط الميج وهم يحاولون جر لسان من يؤكد إسقاطها بصاروخ محمول، حادثة الميغ وصل تأثيرها حتى جنيف».