الخليج الجديد-
حالة من الجدل، شهدها موقع «تويتر»، بعد إزالة قرية «عمق» الواقعة جنوب مكة المكرمة، وسط إطلاق نار من قبل قوات الأمن والقبض على 20 شخصا، خلال عملية الإزالة.
وتحت وسم «إزالة قرية عمق جنوب مكة»، انتقد النشطاء تصرفات السلطات السعودية، التي أطلقت النار على المعترضين على الإزالة، ما أدي إلى إصابة عدد منهم، في الوقت الذي برر آخرون الإزالة بأنها عشوائيات مخالفة ليس لها صكوك ملكية.
ناشط يطلق على نفسه اسم «ضمير سعودي»، انتقد إزالة القرية، وكتب: «آلاف العشوائيات البرماوية لم تتحرك لإزالتها الأمانة.. الأمانة تمارس العنصرية مع ابن البلد».
وأضاف: «يهدمون البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وإن اعترض أهلها رموهم بالرصاص.. هذا هو الإرهاب».
واتفق معه الناشط «نحو الحرية»: «الإرهاب هو إطلاق النار وترويع أهالي القرية وإزالة دورهم وتشريدهم»، بينما قال «عادل التويجري»: «كل هذه المصائب بسبب فشل وزارة الإسكان في حل أزمة السكن».
بينما كتب «السرواني»: «فشل وزارة الإسكان، وعنف المسؤليين، وهروبهم من المسؤولية، جعلت المساكين يبنون ليستروا أنفسهم، وإذا بالإرهاب يهدم بيوتهم».
وكتب «تركي الشلهوب»: «بينما الأراضي تخرج من أملاك الدولة إلى هوامير العقار؛ ولا أحد يحاسبهم.. فأين العدل؟»، فيما كتب «ماجد»: «يبنون مصر بالمليارات.. ويهدمون منازلنا بالجرافات».
واستنكر الناشط «حماة العقيدة»، إهانة النساء أثناء الإزالة، وكتب: «إزالة القرية بأكملها لا تساوي إهانة المرأة، ولا حتى قيمة حذائها، فأين أمير مكة عن هذا التعدي».
ونشر النشطاء مقطع فيديو، لعملية إزالة المباني، وإطلاق النار على المواطنين المحتجين، وإصابة عدد منهم، لتعلق «وداد منصور»، قائلا: «مهما بلغ سوء ظني مداه.. لم أكن أتصور أن أرى هذه الصورة في بلادي!!».
فيما كتب «نصراوي البصمة»: «تأكدوا.. يمكن إنهم في الضفة الغربية»، في إشارة على إزالة بيوت الفلسطينيين علي يد قوات الاحتلال.
أما «أحمد بن سالم»، فنشر صورة لأحد المصابين، وعلق عليها: «إلا الدماء.. مهما حصل هذي بيوتهم، وإقناعهم بإزالتها ليس بالأمر السهل.. أوجدوا حلول مقبولة».
وجهة النظر الأخرى، دافعت عن القرار، وقال «عبد الله الزبيدي»: «بائع نصاب ومشتري طماع.. لا صك ولا حجة وأرض بيضاء.. لا تتوقعوا أنها منازل، تروها استراحات وأحواش وشبوك، ما فيها كهرباء حتى».
وتابع «سلطان المطيري»: «ما بني على باطل فهو باطل، عشوائيات، وتم البناء بطريقة غير مشروعة، وخارج النظام، لذلك تزال».
وقال «عادل الشايم»، إن الهدف من الإزالة «إقامة مدينة نموذجية، وتثمين لأصحاب المنازل»، وأضاف «عبد الله البجالي»: «ما أدري الناس ليش ما يفهموا.. الأراضي التي ليس لها صك أيام إزالتها بدون تعويض، والتي لها صك يتم تعويضهم وهو مبلغ مو بسيط».
وكان عدد من المواطنين السعوديين، أصيبوا بقرية عمق الواقعة جنوب مكة المكرمة، في إطلاق نار من قبل قوات الأمن، أثناء عملية إزالة القرية.
وأظهر مقطع فيديو إصابة بعض المواطنين خلال اعتراضهم على إزالة القرية التي تضم 10 آلاف شخص في أكثر من ثلاثة آلاف منزل.
من جهتها، أكدت إمارة منطقة مكة المكرمة في مارس/آذار الماضي، أن منطقة عمق الواقعة جنوب مكة المكرمة، وقرية مقنعة الواقعة جنوبها أراض حكومية ومملوكة لوزارة المالية، موضحة أن لجان التعدي قامت أخيرا بإزالة «تعديات» في المنطقتين، إلا أنها وعدت بتعويض أصحاب المنازل.
وذكرت الإمارة أن حجج الاستحكام في الموقع لا يمكن تطبيقها على المنازل المأهولة وما في حكمها، لأن الأرض مملوكة بصك شرعي.
واقترحت الإمارة تعويض أصحاب المنازل المأهولة في الموقع، والتي تم حصرها وتحديدها مسبقا من مكتب هندسي استشاري متخصص، بأسعار مرضية وتتماشى مع الأسعار السائدة في المنطقة عن الأنقاض، إضافة إلى منحهم أراض سكنية داخل مخطط منظم تعمل أمانة العاصمة المقدسة حاليا على استكمال إجراءاته النظامية، تمهيدا لتخصيصه لهم، ومن ثم إزالة تلك المباني عن الأرض المعتدى عليها.
وكان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير «خالد الفيصل» قد استقبل وفدا من أهالي عمق نهاية مارس/آذار الماضي، في ديوان الإمارة حيث قاموا بشرح وضع القرية، وما تم تداوله هناك عن أعمال إزالة ستقع فيها، وعلى الفور وجه أمير منطقة مكة المكرمة وقتها بتكوين لجنة من سبعة مستشارين قاموا بزيارة القرية والاطلاع على كافة مرافقها والسماع من الأهالي، ورفع تقرير مفصل وتصور كامل عنها.
ورغم مطالب قاطني عمق بالخدمات التطويرية المفتقرة في قريتهم من كهرباء ومدارس ومراكز صحية، إلا أنهم ناشدوا العاهل السعودي وأمير منطقة مكة المكرمة بأن ينظروا في حالهم بعين الرحمة وأن يقفوا على التطور العمراني الذي يستحيل أن يكون عشوائيا وأن يأمروا بإيصال المشاريع الخدمية إلى المواطنين بدلا من الإزالة والهدم.