الخليج الجديد-
«ضابط سعودي مهدد بالقتل» قد يكون الوسم صادما، لكن الأكثر صدمة هو ما نقله الرائد «تركي حمزة»، من مناشدة للملك «سلمان بن عبد العزيز» لحمايته من عصابة تريد الانتقام منه بعدما ألقى القبض عليها قبل سنوات خلال تأديته الخدمة قبل تقاعده.
وجاء وسم «ضابط سعودي مهدد بالقتل» ليحتل مراتب متقدمة بين الوسوم الأكثر تداولا في المملكة، كرد فعل لما ذكره «تركي» من تفاصيل في مقطع فيديو لاقى رواجا واسعا في وسائل التواصل السعودية المختلفة.
وفي الفيديو، قال «تركي» إنه ضابط سابق في مكافحة المخدرات، وسبق له أن حقق في كثير من القضايا خلال سنوات عمله، من ضمنها قضية تهريب مخدرات تحاول العصابة المتورطة فيها بتصفية حساباتها معه.
وأشار إلى أنه بعد 9 سنوات من التقاعد تم تلفيق قضية تسريب مستندات له، مؤكدا أنه ليس هناك هدف من هذه القضية إلا تصفية حسابات لإدخالي السجن، ولو لمدة أسبوع.
وأضاف «لن يكون السجن استراحة تدخلها وتخرج منها، لن يكون هنالك خروج من السجن، لن يتعب أحد نفسه ويلف هذه اللفة بعد كل تلك السنوات ويرتب لدخولي السجن إلا وهو يبيت أمرا خطيرا داخل السجن».
ليختتم الفيديو بمناشد العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» بحمايته من العصابة التي تود الانتقام منه، وفق قوله.
وحتى اللحظة، لم تعلق الداخلية السعودية أو أي جهة رسمية على مقطع الفيديو، كما لم يتسن للخليج الجديد التأكد من صحة ما ورد فيه من مصادر مستقلة.
تضامن واسع
أطلق الوسم، الذي جاء باسم «ضابط سعودي مهدد بالقتل»، حساب يحمل صورة الرائد «تركي» واسم «موسى الرشيدي»، داعيا النشطاء، للتفاعل مع القضية، ونشر الوسم، والفيديو، وهو ما استجاب له النشطاء بالمملكة، حتى حصد آلاف التغريدات.
فكتب «يوسف»: «ما شاهدته في المقطع أمر محزن يجب أن تضع وزارة الداخلية أنظمة وقوانين تحمي أفرادها وضباطها بعد نهاية خدمتهم العسكرية»، وأضاف «فهد»: «الضابط يقول ما يقدر عليهم إلا الملك، واضح أن الشغلة فيها رؤوس كبيرة، جعلها العطب».
وتساءل «ضمير سعودي»: «ضحايا المخدرات وحبوب الهلوسة في كل شارع، ونسب التعاطي في بلدنا عالية جداً، من يقف خلف ذلك؟»، وأضافت «الهنوف»: «هذي مو قضيه ضابط وخلاص، هذي قضيه وطن بأكمله، من هم أصحاب النفوذ الذين يتحكمون بالداخلية والقضاء؟».
وكتب «حمود الشمري»: «الرأى العام ينتظر توضيح من الداخلية.. القضية مو قضية هذا الضابط.. القضية أصبحت قضية رأي عام».
وشدد «محمد»، على ضرورة التحرك فكتب: «والله العظيم الرجل هذا قال كلام خطير.. لابد تشكيل لجنة من جميع قطاعات الدولة، والبدء بالتحقيق وحماية الرجل والأدلة».
وطالب «عيسى الرشيدي» بإيصال هذا الكلام إلى المسؤولين، وكتب: «كلام خطير جدا عن تجار وهوامير المخدرات.. يجب أن يكون له صدى ويصل لوزارة الداخلية»، وتابع «بدر البرك»: «من كلام الرئد تركي الرشيدي، يتضح هناك مؤامرة ضده، وكذلك ضد الدولة، من تجار المخدرات».
واتفق معهم «نواف»، حين غرد: «لازم يوصل المقطع لسيدي محمد بن نايف.. كمية المخدرات اللي يتكلم عنها الضابط شي يخوف!؟»، وكتبت «نهوش العتيبي»: »طالع فداخليه أشخاص فاسدين يأخذون المليارات ويخدعون البلد.. وينك يا محمد بن نايف.. شوف الفساد.. فضحهم تركي الله ينصره».
وكتب «ظاهر البلوي»: «بلادنا وشبابنا مستهدفون من الخارج والمخدرات سلاح.. يدار هذا الاستهداف من قبل مخابرات أجنبية مواجهتها تتطلب قوة ووعي».
وأضافت «عصومة»: «الرائد تركي الرشيدي خير مثال للضمير الحي، وللابن البار لوطنه، رغم كل الصعوبات التي واجهته، فهو مستمر في فضحهم.. حماه الله»، وتابع «خالد القلادي»: «الوطن خط أحمر.. والمواطنين الصالحين هم حماة الوطن، الوقوف معهم مطلب لكل مواطن غيور على الوطن».
ودعت له «ريلام عبس»: «كان الله في عونك وحماك ربي من أيدي الغدر الخبيثة»، وتابع «بدر الرشيدي»: «يا حي يا قيوم.. ارحم عجزه، وقيّض له من ينصره، عاجلا غير آجل».
وأضاف «رشيدي»: «اللهم من أراد بلادنا بالسوء اشغله بنفسه.. واجعل كيده بنحره يارب العالمين.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم»، كتب «المجرشي»: «يعلم الله أنه أشرف ضابط عرفته في حياتي.. وأسأل الله الذي لا تنام عينه أنه يحميه ويكفيه ويأويه هو وجميع الضباط والأفراد الشرفاء».
وغرد «عبد الرحمن المطرفي»: «الموضوع كبير وخطير جداً وفعلاً وراه ناس كبار وهوامير مثل ما قال، لأنه كشف سرهم وقدم ملفهم عسى الله يكون بعونه وينصره».
تجاهل إعلامي
بينما قال «رياض»: «انبح صوت الضابط وهو يقول سيتم قتلي، وإعلامنا الفاشل مشغول بقيادة المرأة للسيارة وصالات السينما وتنظيم عمل الهيئة».
وغرد «سلطان الصبحي»: «وين بنو ليبرال مالهم حس؟.. معقوله للحين نايمين؟.. وإلا الظاهر الموضوع يزعجهم ولا ودهم يدخلون بها المواضيع»، واتفق معه «سبام»، حين كتب: «التاق وصل الترند.. والإعلام الليبرالي وضعية الميت.. لو في أحد أطراف القضية الهيئة، لتداولوها كقضية رأي عام».
وكتبت «أحلام عبد الله»: «وين إعلامنا عن هالقضية!.. ولاّ مشغولين بقيادة المرأة؟»، وأضاف «أبو ياسر العصيمي»: «معليش يا صاحب الوسم.. إعلامنا مشغول بقيادة المرأة.. أما هذه المعلومات الخطيرة وسبب انتشار المخدرات وصلاح البلد لا يهمهم».
وأضاف «الحوصي»: «كلنا أمل بالله وقضاه وقدره.. ثم بالملك سلمان.. نتمنى أن يصله صوت تركي»، وكتبت «ابتسام»: «رجل أحب وطنه وقدم كل ما يستطيع لخدمة وحماية وطنه.. وهدد بالقتل.. أنتركه لوحده.. يجب أن نقف معه ونحميه».
يشار إلى أن صحيفة «الحياة»، نشرت اليوم تقريرا كشف أن الجهات الأمنية السعودية تمكنت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الهجري الحالي، من إحباط عمليات عدة لتهريب وتوزيع المخدرات في أرجاء المنطقة، مقدمة بتلك المكافحة حياة جندي، إضافة إلى إصابة 28 آخرين.
وكانت الخسائر البشرية حصيلة هذه المكافحة مقتل خمسة مهربين، وإصابة 13 منهم، والقبض على 953 مهرباً، نال منهم الأجانب نصيب الأسد بواقع 695 مهرباً أجنبياً، و258 سعودياً، فيما بلغت المبالغ النقدية التي صودرت من المتهمين أكثر من 26 مليون ريال سعودي.
وعلى صعيد الحبوب المخدرة يعد مخدر الكبتاغون هو الأكثر تداولاً وتهريباً إلى الحدود السعودية، إذ بلغ إجمالي ما تم إحباطه خلال الشهور الخمسة من السنة الهجرية الحالية 36 مليون قرص، تبعتها أقراص الزانكس والترامدول بواق خمسة ملايين قرص.