قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» مجددا إن «الحوثيين هم جيران للسعودية ومهما كان هناك اختلاف معهم يظلون جزءً من النسيج الاجتماعي لليمن».
وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، قال «الجبير»: «سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الحوثيين، فإنهم يظلون جزء من النسيج الاجتماعي لليمن».
وأردف في تغريدة أخرى: «بينما داعش (الدولة الإسلامية) والقاعدة تنظيمات إرهابية يجب عدم ترك المجال لهم للبقاء لا في اليمن ولا في أي مكان آخر في العالم».
وذيل التغريدتين بوسم كتب فيه «#الجبير_الحوثيين_جيراننا».
وهذه المرة الثانية التي يكرر فيها «الجبير» مثل هذه التصريحات حيث قال في حديثه لصحيفة لوفيغارو الفرنسية أمس إن «تنظيمي القاعدة والدولة هما تنظيمان إرهابيان، أما الحوثيون فهم جيران المملكة، ويمكن التفاوض معهم»، فيما اعتبر دليلا واضحا على حدوث تغير في الموقف السعودي من الحرب في اليمن، وهو ما انعكس هذا التحول ميدانيا، من خلال تنفيذ الطيران السعودي غارات استهدفت معاقل تنظيمي القاعدة والدولة خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما كان استجابة للضغوطات الأمريكية المتزايدة.
وتباينت تعليقات النشطاء على «تويتر» حول تصريحات «الجبير»، فمنهم من أيدها معتبرين أنها صحيحة من الناحية السياسية، وأن الحرب خدعة ومنهم من هاجمها بشدة، معتبرين أنه تنازل واستنكروا اعتبار الحوثيين جيران وهو يقتلون أهل السنة.
وقال الإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» على حسابه إن «تصريح الجبير صحيح سياسة ومعنى، فالحوثي مكون يمني له دور هناك إن سالم وان حارب حورب».
وقال «عبدالله المنيفي» «كلنا ثقة بقادتنا الصقور حفظهم الله ونصرهم.. ليعلم الجميع السياسة الناجحة مد وجزر. والحرب خدعة».
وقالت «هيلة المشوح «الدولة تراعي مصالحها بذكاء ؛ والحمقى يطالبون باستمرار الحرب واستنزاف الأرواح والأموال.. هنا يكمن التناقض!».
وقال من أطلق على نفسه «سلطان الهوى» فقال «لعبة سياسية للنيل منهم وصرعهم وإبادتهم أعطو الخبز خبازه لو أكل نصه الجبير خريح مدرسة سعود الله يرحمه والأيام ولادة».
أما «عبد اللطيف العامري» فقال «التصريحات السياسية حمالة أوجه وليست على ظاهرها دائما، والجانب العملي هو المعوّل عليه ولغة السياسة لها أحكامها».
بينما قال «خالد آلدوسري» إن «تحليل التصاريح السياسية ليس كتحليل مباريات كرة القدم.. للسياسة حنكة ودهاء كما في كرة القدم».
وقال «يوسف علاونة» «في الحرب طالما وثقت بقيادتك فيجب أن لا تشوش عليها والجبير مش مضطر يقعد مع كل أحد يشرح له السالفة».
في المقابل، استنكرت «عائشة العتيبي» التصريح قائلة «من قتل أخواننا السنة باليمن وقتل جنودنا وينفذ أجندات إيران الصفوية ، جيراننا السياسة لعبة قذرة الخاسر فيها الشعوب».
وقالت «حصة العتيبي» «وبشار ليس عدونا ولا إسرائيل إذا من عدوكم؟ فكل الأحداث تؤكد أنهم أهل السنة».
واستنكر ناشط آخر التصريح معتبرا أنه تنازل في الحرب التي يخوضها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، قائلا موجها حديثه لوزير الخارجية السعودي «تصريحك اعتراف بالهزيمة».
بينما قال «ناقد سياسي» إن «الحوثيين جزءً من النسيج الاجتماعي في اليمن لا يمكن إقصائهم، على أساس أن الإخوان مخلوقات فضائية يجب القضاء عليهم !».
أما «عبدالله الشهراني» فقال «معنى الجار : المُجاور في المسكن، وليس شرطا أن يكون صديقا، مثلاً ايران جارتنا ولكنها عدوتنا ولاعزاء للمتصيدين».
وأدت المفاوضات الجارية في الكويت إلى تقريب وجهات النظر، والتوصل لاتفاق يقضي بتحرير كلا الطرفين اليمنيين والمعتقلين في غضون عشرين يوما من تاريخ توقيع الاتفاق.
ويأتي موقف «الجبير» فيما واصلت اللجنة الإنسانية المعنية بملف المعتقلين والأسرى، أمس الخميس، لقاءاتها الإيجابية، فيما هيمن الانسداد على أعمال اللجنتين السياسية والأمنية مع دخول مشاورات السلام اليمنية في الكويت أسبوعها الرابع، حسب مصادر مقربة من أروقة المشاورات.
ومنذ انطلاقتها في 21 أبريل/ نيسان الماضي بعد تأخر 3 أيام عن موعدها الأصلي، لم تحقّق مشاورات السلام اليمنية في الكويت، أي اختراق جوهري لجدار الأزمة اليمنية، وكان الإنجاز اليتيم هو الاتفاق بين طرفي هذه المفاوضات على تشكيل اللجان الثلاث(الأمنية، السياسية، الإنسانية)، والتي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216.
وتنص النقاط الخمس بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
هند القديمي- الخليج الجديد