انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير ومتزايد ظاهرة الإساءة والهجوم والنقد، وأحياناً السب، على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى تويتر بشكل خاص، وهذا الاستخدام السلبي لهذه الوسائل يبدو واضحاً أكثر بين الجمهور العربي من المستخدمين أكثر منه بين المستخدمين الآخرين في أي منطقة أخرى.
هناك من يكتب رأيه أو وجهة نظره أو يضع معلومة على حسابه فيفاجأ بوابل من الهجوم والاعتداء اللفظي غير المقبول! والبعض يتعامل مع حسابه الشخصي، وهاتفه النقال وكأنه في غرفة مغلقة، وينسى أنه يغرّد أمام الملأ، ولا يدرك أن تغريدته ستنتشر، وستصل إلى أضعاف مضاعفة من الجمهور لو أنه قال تلك الكلمات في حشد من الناس، فالتعليق الإلكتروني ينتشر ولا يوقفه شيء.
في جريدة «الاتحاد» ومن منطلق مسؤوليتنا المجتمعية، ودورنا الإيجابي تجاه الجمهور أطلقنا بالأمس مبادرة جديدة تحت عنوان «علّق بإيجابية» بعد نجاح المبادرة الأولى، والتي كانت تحت عنوان «صوّر بإيجابية»، والتي لقيت نجاحاً وتفاعلاً كبيرين من الجمهور، مما دفعنا لمواصلة هذه المبادرة واستكمالها بإطلاق مبادرة «علّق بإيجابية»، والتي تتلخص فكرتها في دعوة الجمهور ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لأن يمارسوا التعليق الإيجابي والنافع وبأسلوب حضاري من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وألا يخرجوا عن إطار الذوق العام، وألا يجنحوا إلى الانتقاد الجارح والهدام مهما كانت درجة الاختلاف مع المغرد أو الشخص الذي كتب رأيه.
نريد نشر ثقافة إيجابية بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ونريد أن نعيد تفكيرنا في طريقة التحاور عبر تلك الوسائل الواسعة الانتشار، فمن غير المعقول أن نستمر في قراءة التعليقات السيئة، أو السلبية، أو حتى تلك التي تخلو من الفائدة، فالإيجابية مطلوبة، وهذه الوسائل وُجدت من أجل تقوية العلاقات الاجتماعية، فضلاً عن نشر كل ما هو مفيد، لكننا نرى في عالمنا العربي كيف أصبحت هذه الوسائل تنشر التفرقة والتعصب والإساءات، لذا من المهم أن يشارك الجميع في هذه المبادرة حتى تحقق أهدافها، وأشكر كل المشاهير، والفنانين، ونجوم الرياضة، الذين تجاوبوا معنا، وشاركوا في هذه الحملة، ومنهم الأستاذ المتألق دائماً مصطفى الآغا، وكبير المعلقين علي سعيد الكعبي، وعضو المجلس الوطني سعيد الرميثي، والنجم إسماعيل مطر، ومقدمة البرامج حصة الفلاسي، والفنانة أريام، والفنان حبيب الياسي، والفنان هزاع المنصوري، والشاعر راشد الرميثي، وتيم الفلاسي، وآخرون سيلتحقون بهذه المبادرة من أجل تشجيع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على التعليق بإيجابية.
نحن بحاجة إلى توعية المجتمع بأهمية استخدام الكلمات بشكل لطيف حتى لا تتحول إلى لكمات.
محمد الحمادي- الاتحاد الاماراتية-