طالبت منظمة «العفو» السلطات الإماراتية بالإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن فتاة تواجه اتهامات بـ«إهانة» الدولة ومؤسساتها؛ بسبب تغريدات نشرتها على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي قبل 3 سنوات، وكانت وقتها لا تزال طفلة في الـ15 من عمرها.
وفي تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، يوم الجمعة، واطلع عليه «الخليج الجديد»، طالبت المنظمة الحقوقية الدولية، أيضا، السلطات الإماراتية بالكشف عن مكان احتجاز ثلاثة من أشقاء وشقيقات الفتاة، وتوضيح الأساس القانوني لاعتقالهم، وتوجيه تهم إليهم، أو إطلاق سراحهم فورا.
وقالت المنظمة إنه من المقرر أن تصدر المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات،يوم الإثنين المقبل، حكمها على «موزة العبدولي»، البالغة من العمر 18 عاما.
ولفتت إلى أن «موزة» تواجه اتهامات تتضمن «إهانة دولة الإمارات، وقادتها، ومؤسساتها» عبر تغريدات بثتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في مارس/آذار 2013.
وأفادت بأن ثلاثة من أشقاء وشقيقات موزة لم يظهروا حتى الآن أمام المحكمة، ولا يزالون محتجزين في مكان مجهول.
ومن المقرر أن تمثل «موزة» أمام دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا يوم 30 مايو/أيار المقبل، في جلسة للنطق بالحكم في قضيتها.
وخلال المحاكمة نفت الفتاة أن تكون قصدت من تغريداتها تشوية سمعة أي شخص أو الحكومة أو مؤسسات الدولة.
وظهرت «موزة» أمام المحكمة لأول مرة في أوائل أبريل/نيسان 2016؛ عندما تم توجيه تهم إليها بشكل رسمي.
وخضعت لجلستين آخريتين من المحاكمة في 2 و 16 مايو/أيارالجاري.
وقالت منظمة «العفو» إنه ما كان ينبغي إخضاع الفتاة أمام محكمة للبالغين؛ حيث أن الجرائم المزعومة بحقها وقعت عندما كانت دون سن 18.
قصة اعتقال موزة وأشقائها
ومنذ اعتقالها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وحتى أول ظهور لها في المحكمة، بقت الفتاة محتجزة في مكان غير معلوم.
واقتاد رجال من جهاز أمن الدولة (بمثابة جهاز استخباراتي داخلي) الفتاة من منزلها في قرية «الطيبة» شمال شرقي إمارة الفجيرة، هي وشقيتها «أمينة» وشقيقها «مصعب»، دون أن يظهر عناصر الأمن إذنا قضائيا باعتقالهم، وفتشوا المنزل قبل احتجازهم، حسب منظمة «العفو».
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني سُمح لـ«موزة» و«أمينة» بمهاتفة أسرتيهما، لكن من دون الكشف عن مكان احتجازهما.
وفي اليوم نفسه، اعتقل عناصر من جهاز أمن الدولة «وليد العبدولي» وهو شقيق آخر لـ«موزة».
وجاء اعتقال «وليد»؛ إثر كلمة ألقاها، قبل يومين من اعتقاله، عقب صلاة الجمعة، معترضًا على الاعتقال الظالم لأختيه «أمينة» و«موزة»، وأخيه «مصعب»، حسب تقرير المنظمة الحقوقية .
وحتى الآن، لم تظهر «أمينة»، ولا شقيقها «مصعب» و«وليد» أمام المحكمة؛ حيث لا يزالون محتجزين في مكان مجهول.
مطالبات
وفي ختام تقريرها، طالبت منظمة «العفو» السلطات الإماراتية بالإفراج الفوري، ودون قيد أو شرط، عن «موزة»؛ باعتبارها «سجينة رأي اعتقلت لمجرد ممارستها السلمية لحقها في حرية التعبير».
كما طالبت السلطات الإماراتية بالكشف عن مكان احتجاز أشقاء وشقيقات «موزة»، وتوضيح الأساس القانوني لاعتقالهم، وتوجيه تهم إليهم بجريمة جنائية معترف بها، أو إطلاق سراحهم فورا.
كما طالبت بضمان حماية «موزة» وأشقائها وشقيقاتها، أثناء احتجازهم، من التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، والسماح لهم بشكل منتظم بالتواصل مع أسرهم ومحامين من اختيارهم، وأي علاج طبي قد يحتاجونه.
منظمة العفو الدولية-