تواصل » تويتر

هذا مصير الغيورين على دينهم وبلادهم

في 2016/06/07

نقلت مواقع إخبارية سعودية، عن مصادر «حقوقية»، قولها إنه تم القبض على الأكاديمي والناشط السعودي «أحمد بن راشد بن سعيد» في المدينة المنورة.

ولم تتحدث المواقع عن أية معلومات بخصوص تفاصيل وملابسات عملية القبض على «بن سعيد»، في الوقت الذي لم تؤكد السلطات السعودية خبر القبض عليه.

ويأتي اعتقال «ابن سعيد»، أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، بعد شهرين ونصف من اعتقال الأكاديمي والمغرد الشهير «محمد الحضيف».

وكان الدكتور «أحمد بن سعيد» قد ظهر في برنامج على قناة فضائية دعا العلماء إلى الافتاء بالقتال في سوريا معتبره نوع من الجهاد، رافضا الدعوات التي تسمي هذا القتال فتنة، أوحرب أهليه، وقال إن ما يحدث هو عدوان.

وطالب العلماء بأن يخصصوا الخطب عن الجهاد في سوريا، وأن يتحدثوا عن مسؤولية الحكام عن الدماء التي تسال في سوريا، وأن يطلبوا من الناس التبرع وإخراج الزكالة للمتضررين في مناطق الحروب والصراعات.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لحديث «بن سعيد» السابق عن الجهاد في سوريا ومسؤولية الحكام عن الدماء، وقالوا إنه سبب القبض عليه.

في غضون ذلك شهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تداولا لوسم «#القبض_علي_بن_سعيد» بشكل مكثف خلال الساعات الماضية، حيث حل في مرتبة متقدمة جدا بالمملكة.

ودافع عدد من المغردين على «تويتر» عن «أحمد بن سعيد»، وقالوا إنه شخص يدافع عن وطنه، وله الكثير من التغريدات التي تقف مع الدولة، ولكن على الجانب الآخر، ذهب مغردون إلى أنه يحرض ضد الدولة، وأيدوا القبض عليه.

فمن جانبه، قال الناشط «معالي الربراري»، عبر حسابه بـ«تويتر»: «القبض على أحمد بن سعيد، الأسطورة في تفكيك الخطاب المتصهين سيظل رأسك عالياً أبداً يا أحمد»، مشيرا إلى أن القبض عليه «لم يزده إلا رفعة وسيبقى جبهة شامخة في مواجهة التيار المتصهين».

وأضاف في تغريدة أخرى: «أقول لكل من يشمت بالقبض على بن سعيد،  تذكر أنت صائم وتنتظر فطورك بين أبناءك، لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك».

بدوره قال حساب «العهد الجديد»: «قلت قبل شهر أن قناة العربية استعانت بمكتب قانوني لتجهيز ملفات إدانة واعتقال ضد من يتكلم عنها، لذا تم القبض علي بن سعيد».

وأضاف: «قلت قبل شهر أن هناك من يحرك أوراق بن راشد عند القضاء وأن العهد الجديد سيشهد مرحلة تضييق واعتقالات».

فيما قال حساب «رجل هيئة»: «تم التحريض على الحضيف فاعتُقِل ثم الطريفي فاعتُقِل واليوم القبض على بن سعيّد،.. لماذا هذا القمع للشرفاء وغضّ الطرف عن زوّار السفارات والرافضة».

«شفانة القحطاني» قال في حسابه: «ما شفناه (رأيناه) تعرض للحكومة ولا حرض على الوطن، لكن الاعتقال عندنا مصير الغيورين على دينهم وأمتهم وبلادهم، سلم المحرض وتضرر المخلص».

حساب «ناقد سياسي»، قال: «طاقم قناة العربية طايرين من الفرح، في المقابل لن تجد أحد من دعاة الحرية والشعارات الحقوقية فحرية الرأي مكفولة ليبراليا».

أما حساب «مواطن كادح»، فقال: «عرف بين الناس بغيرته على الإسلام فاضحا لقنوات التصهين والعهر والمجون (العربية، mbc،روتانا)».

حساب «الحقيقة وإن»، قال: «الذي لا يعرف عن البروفيسور شيء ولا يدري عن منهجه يتصفح حسابات الشامتين والفرحين ويتعرف على أفكارهم وصورهم».

في المقابل، أيد الكاتب والمحامي السعودي «عبد الرحمن اللاحم»، خطوة القبض على «بن سعيد» وقال: «تم ترحيله (كعب داير) من المدينة المنورة إلى الرياض الدولة ستبقى دولة».

وأضاف: «ما قلت لك (أحمد بن سعيد) تستطيع أن تهرب بعض الوقت لكنك لا تستطيع أن تهرب كل الوقت».

«فهد البلوي» قال من جهته: «نواعيق حرية الرأي وتقبل الآخر من الليبراليين الآن في هاشتاق القبض على بن سعيد، يطبلون ويرقصون ويشمتون، الليبراليون العرب أوباش مستأجرون».

«خالد محمد السبيعي»، قال: « القبض علي بن سعيد على خلفية قضايا مرفوعة ضده، اعتقاله ليس بسبب قضية سياسية تتعلّق بالدولة ولا دعمه للإخوان، دولتنا مؤمنة بالدمقراطية فلنرتقي».

أما حساب «أسما»، فقال: «الفرح بإحقاق الحق ليس شماته، نحن نفرح لأننا كُفينا ووطنا بإذن الله شره ليس كرها لذاته! والعقاب رادع للطليق قبل المسجون».

من هو «أحمد بن سعيد»

«أحمد بن راشد بن سعيد» هو أكاديمي، وصحفي وأديب وشاعر، وعُرف بنشاطه في موقع «تويتر»، ومقالاته وقصائده في عدة صحف خليجية، إضافة إلى ظهوره الإعلامي عبر قنوات إخبارية أبرزها «الجزيرة».

و«أحمد بن سعيد» صاحب خطاب نقدي جريء، ويحظى باحترام قطاع كبير من النخبة العربية، ولاسيما في الخليج العربي.

«بن سعيّد»، متابع جيد للنفوذ الإعلامي الأمريكي في الإعلام العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، وله دراسات عدة منشورة في هذا الجانب، بعضها أثار ضجة كبرى واهتماما واسعا.

وعلاوة على نشاطه الأكاديمي، وحصوله على جوائز إقليمية في دراسات الاتصال السياسي والهيمنة الثقافية والإعلام الجديد، إلا أنه تألق أيضا في الكتابة الصحفية، وقد حصل على جوائز في المقال الصحفي.

مسيرته الدراسية والعملية

حصل «أحمد بن راشد بن سعيّد» على درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة الملك سعود عام 1984 ثم الماجستير في الاتصال الخطابي من جامعة جنوب إلينوى عام 1989.

ونال «بن سعيد» الدكتوراه في الاتصال الخطابي السياسي من جامعة ويلز عام 1993، وفي سنة 2011، حصل على درجة أستاذ بروفيسور.

ويعمل «بن سعيد» حاليا أستاذا للإعلام السياسي بجامعة الملك سعود بالرياض، كما تولى منصب رئاسة تحرير عدد من المنابر الإعلامية من بينها مجلة المغترب بالولايات المتحدة (1986-1989) ومجلة الأمل سنة 1988 ثم مجلة الأسرة سنة (1994-1998) قبل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة «جودي» الصادرة عام 2000.

حاز «بن سعيد» عددا من الجوائز من بينها جائزة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال في مجال المقال الصحافي عام 2005، وجائزة أفضل بحث بمؤتمر الأكاديمية الدولية للإعلام بمدينة 6 أكتوبر، وكأس الأكاديمية عام 2010.

الكتب المنشورة

ألف «أحمد بن سعيد» عددا من الكتب منها، فن الكلام: مدخل إلى الاتصال العام، قولبة الآخر: قصة التشويه الحضاري والاغتيال الإعلامي للمسلم و العربي، قوة الوصف: دراسة في لغة الاتصال السياسي و رموزه، بين قلبين: رسائل متبادلة، حدّث سهم بن كنانة: مقامات و قصائد في سوق الأسهم السعودية، ديوان شعر بعنوان: آه يا زوج المسيار.

وترجم «بن سعيد» كتابين من الإنجليزية إلى العربية، وله أبحاث منشورة باللغتين العربية والإنجليزية في دوريات محكمة.

من آرائه

عُرف «أحمد بن سعيد» بهجومه اللاذع على قناة «العربية»، وما يسمى بـ«تفكيك الخطاب المتصهين»، ومن أبرز تغريداته في هذا الصدد:

«حفنة من أعداء الفضيلة لديهم mbc والعربية وروتانا.. نحن الجماهير ما عندنا أموال مثلهم ولا نفوذ.. كيف نتغلب عليهم« بالوعي والصمود والإيمان».

وكذلك تغريدة كتبها أمس الأول السبت: «وبدت العربية كأنها بوق للعدو (إسرائيل)، وهي تعيد إنتاج دعايته عن سعيه المزعوم إلى تحسين معيشة شعب فلسطين»، وأيضا تغريدة: «صنعت العربية دعاية للعدو، فنقلت عنه زعمه تخفيف القيود على الفلسطينيين في رمضان والسماح لهم بحرية دينية».

والسبت أيضا كتب تغريدة قال فيها: «هل نملك الشجاعة لنقاطع وسائط التصهين والرذيلة كـmbc وروتانا في رمضان على الأقل، فنقي أنفسنا شرّها وننال منها ومن أصحابها».

ومن تغريداته السياسية أيضا: «لا الأسد (بشار الأسد) ولا العبادي (حيدر العبادي) ولا السيسي (عبد الفتاح السيسي).. ولا غيرهم من الظالمين ببعيد عن انتقام الله.. إنّه سبحانه ليس بغافل.. إنه يسمع ويرى».