استنكار واسع شهده موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عقب إعلان قرار وزير الصحة الكويتي «علي العبيدي»، بإنهاء خدمة ممرضين من «البدون».
وكانت أنباء تناقلت أمس الأول، عن صدور قرار من وزارة الصحة، بفصل 5 ممرضين من فئة غير محددي الجنسية «البدون»، هم 3 رجال وامرأتين، ويعملون في إدارة منع العدوى والتعقيم، دون سبب يذكر.
النشطاء على «تويتر» دشنوا وسمين للتضامن مع الممرضين، حملا عنوان «الصحة تنهي خدمات ممرضين بدون», و«العبيدي يقطع أرزاق البدون»، أعربوا فيهما عن رفضهم للقرار، وطالبوا وزير الصحة بالعدول عن قراره.
كما استنكر النشطاء، صدور ذلك القرار، عقب قرار سابق قبل أسبوعين، بتخصيص مستشفى «جابر الأحمد الصباح» للكويتين فقط, ما يعني حرمان الوافدين والمقيمين من العلاج فيه فضلاً عن البدون الذين يتجاوز عددهم 100 ألف, الأمر الذي آثار انقساماً واسعاً إذا اعتبر البعض أن القرار عنصري، فيما رأى آخرون أنه من حق المواطن أن يحظى بعلاج خاص ويستفيد من خدمات الدولة بعيداً عن ازدحام الأجانب.
وعلى الرغم من تداول البعض، تغريدات تشير إلى أن وزارة الصحة ألغت القرار, وأعادت المفصولين إلى العمل, إلا أن أحد الممرضين الذين شملهم الفصل قال عبر حسابه, إنه لم يصدر أي قرار جديد من الوزارة بحقهم يتراجع عن قرار فصلهم.
«سارة الدريس»، شاركت في الوسم، وكتبت: «في بلد الإنسانية.. الصحة تنهي خدمات ممرضين بدون بلا تقصير.. وبلا تسبيب.. تقطع رزق الناس وتتركهم يواجهون العوز والفاقة».
وأضاف «عذبي المطيري»: «بلد المليون وربع إنسان.. فقيرة بالإنسانية».
وتابعت «أريج الخطيب»: «يوم بعد يوم يثبت أن وصفنا بمركز إنساني عالمي.. نكتة!».
بينما غردت «دلال الردعان»، بالقول: «إلى من اتخذ قرار فصل البدون.. ما تخيلت نفسك بمكانهم فجأة لا عمل لا راتب وأنت عندك بيت وعيال والتزامات!».
أين الإنسانية؟
وأضاف «ناصر دشتي»: «إن كانت جريمتهم أنهم بدون جنسية.. فجريمتنا أعظم وهي إننا أصبحنا دولة بدون إنسانية».
وأشار «محمد خالد»، إلى أن «البدون قضية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية.. والوزير مع الأسف أبعد ما يكون عنها».
ودعت «مني الأريش» على العيش دون تمييز، وقالت: «لنعش بمساواة دون تفرقه عنصرية.. وظيفة إخواننا البدون إنسانية قبل أن تكون مصدر رزق.. فلنحيي إنسانيتنا أيضا».
وتساءل «فوزان فرحان»: «فوق الحرمان من حق المواطنة.. يحرمون الكويتيين البدون من العمل بحجة الاكتفاء.. كيف سيعيشون؟».
واتفقت معه «منال جاسم»، حين تساءلت: «ألا يكفي أنهم بلا صحة وبلا تعليم وبلا إسكان.. وبلا هوية.. إلى أين تريدونَ الوصول بهم؟».
وأضافت «ليلى معرفي»: «إذا تم إنهاء خدماتهم فقط لأنهم بدون.. فحسبي الله في من اتخذ هذا القرار».
وتعجب «علي الشطي»، بالقول: «ينهون خدمات البدون ثم يأتون بوافدين مع أسرهم لتصرف عليهم الدولة دعم بنزين وكهرباء وياه وعلاج وتعليم!»، وتابع: «أنا كمواطن كويتي.. أفضل التعامل مع ممرض من الأخوة البدون اللي يتكلم نفس لهجتي ويعرف عاداتي وتقاليدي».
وأضاف «ماقو»: «للمرة المليون نقولها ونكررها.. البدون أولى من الأجنبي لعدة أسباب اجتماعية وحتى اقتصادية.. وبعدين أين الإنسانية».
وأعرب «تصور»، عن انحيازه للبدون بالقول: «من رأيي البدون أولى من الجنسيات الثانية.. تقدر تمارس حريتها بأي مكان إلا البدون وتحرمونهم من أبسط حقوقهم!!».
وتعجبت «هديل بو قريص»، قائلة: «يقولون بأنهم وفروا كل شيء للبدون.. صحيح.. وفروا له إنهاء خدمات.. حرمان من الحقوق والأوراق الرسمية».
وأضاف «فواز»: «إننا نزاملهم في المستشفيات.. ونعلم كمّية المعاناة التي يحملونها.. شباب يحمل فوق كتفه قوت عائلته.. لا تحرمهم الحياة».
عنصرية
أما «أبو عسم» فوجه حديثة لـ«العبيدي»، قائلا: «مبروك سعادة الوزير، فبعد قرارك بتخصيص مستشفى جابر للكويتيين وقرارك هذا.. أصبحت منافس شرس للسيد هتلر في العنصرية».
في الوقت الذي شبهه «أحمد المرهش» بالمرشح الرئاسي الأمريكي «دونالد ترامب»، وقال: «كم من أمثال ترامب يعيشون بيننا، وبنفس الفكر والنفس العنصري الكريه والمقيت؟».
وأشارت «سوسو»، إلى أن هذه القرارات، تسبب أزمات في البلاد، وقالت: «تفصلونه من عمله.. راح يكون محتاج.. ممكن يسوي أي شي عشان يدبر معيشته.. ثم تقولون البدون أهم أساس الجرائم».
واتفق معها «يوسف الغبيشان»، حين قال: «شي غريب تعامل الدولة مع البدون لم تستفد منهم بشي بل إنهاء خدماتهم تزيد ملف البدون تعقيداً ويزيد معدل الجريمة».
و«البدون» فئة من سكان الكويت لا تحمل جنسية أي دولة، وبينما يعتبرون أنفسهم مواطنين كويتيين، يجب أن ينالوا حقوق المواطنة كاملة ترفض الحكومة ذلك، مما أدى لأزمة مجتمعية شائكة حقوقيا وسياسيا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن أكثرية «البدون» في الكويت -الذين لا تعترف بهم الحكومة بوصفهم رعايا كويتيين وتقطن أغلبيتهم مناطق الجهراء وتيماء والصليبية- هم من أبناء البادية الرحل من قبائل شمال الجزيرة العربية، وقسم كبير منهم ينتمي إلى الطائفة الشيعية.
وقدر عددهم قبل غزو العراق للكويت عام 1990 بما بين 220 ألفا و350 ألفا، لكن هذا العدد تقلص لاحقا (حتى عام 2010) إلى ما بين 95 ألفا و110 آلاف (حسب تفاوت مصادر البيانات)، بسبب سياسة الضغط والتهجير التي تتبعها الحكومة، وأصبحوا يشكلون نحو 4% من سكان الدولة، مقابل 40% هم كويتيون، والباقي من جنسيات مختلفة.
تويتر-