تواصل » تويتر

سعوديون يعتبرون إيقاف «بافقيه» عن الكتابة لانتقاده وزير الإعلام «انتكاسة ثقافية»

في 2016/08/29

تضامن واسع، شهده موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مع الكاتب والناقد السعودي «حسين بافقيه»، بعدما اتهم وزير الإعلام «عادل الطريفي» بالتسبب بإيقافه عن الكتابة في صحيفة «مكة».

واتهم «بافقيه»، وزير الإعلام، بإيقافه بسبب تغريدات الأول التي أكد فيها «تعدّي الطريفي على قصيدة أحمد شوقي».

سجال بـ«تويتر»

المتحدث باسم وزارة الإعلام «أنس القصير»، غرد عبر حسابه الرسمي بالقول: «لا صحة لما أشيع أن وزارة الثقافة والإعلام قد أوقفت حسين بافقيه عن الكتابة»، ليرد عليه «بافقيه» قائلا: «أبلغت رسميا من الصحيفة التي أكتب بها، لا داعي للكذب».

«بافقيه»، أضاف قائلا: «من المعيب أن يصبح المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام كاذبا، لكن هذه هي الحقيقة».

وأكد «بافقيه» أن سبب إيقافه هو تغريداته على «تويتر» وليست مقالات كتبها، حيث غرد قبل أيام، متهما «الطريفي» بسرقة أبيات للشاعر المصري الراحل «أحمد شوقي».

وفي رده على قرار إيقافه الذي لم تقر به وزارة الإعلام بعد، قال «بافقيه»: «المؤسف أن الدكتور عادل الطريفي، حوَّل المسألة إلى أشبه ما تكون بقضية (ثأر شخصي)، ولن يمنعني ذلك من قول الحق».

تضامن واسع

نشطاء «تويتر»، دشنوا وسما بعنوان «عادل الطريفي يوقف حسين بافقيه»، نددوا فيه بتصرف الوزير، وطالبوا بمحاسبته.

فكتب «عبد الرحمن القصير»: «إما تكون من الشلة وتطبل، والا مع السلامة.. عاشت الثقافة».

وعبر «خالد العلكمي»، بالقول: «أتمنى أن لا نكون دخلنا مرحلة قمع وتكميم  أفواه من جهة منتظر منها الدفاع عن حرية التعبير».

وانتقد «توفيق السيف»، قائلا إنه «معيب جدا أن يتعامل وزير الثقافة مع الكتاب بمنطق الثأر، لن نتقدم إذا حرم الناس من حرية التفكير والتعبير».

وأضاف «عبد العزيز بخيت»: «السيد حسين استخدم ما يدوم وهو العلم، والوزير استخدم ضده ما يزول وهي السلطة.. لذا ستذكرون حسين، ويكون الوزير في ذاكرة مالم يكن».

وأشار «عبد الله الناصري»، إلى أن «إيقاف الطريفي الوزير لبافقيه عن الكتابة بالجريدة على خلفية نقده للطريفي كأديب، إن صح فهو كارثه قانونية».

وتابع: «بمناسبة الكلام عن منع بافقيه من الكتابة أتساءل، أين جمعية الصحافة السعودية، وأتساءل أيضا عن موقف الصحفيين في جريدة مكة وكل الصحفيين السعوديين من إيقاف زميلهم بسبب مهني؟».

وتابع «سعيد السريحي»: «سوف ننتظر صباح غدٍ السبت فإن لم تنشر صحيفة مكة مقال حسين بافقيه فقد صدق حسين وكذب المتحدث.. وإن غدا لناظره قريبُ».

فيما كتب «عبد الله الغذامي»: «يتأكد اليوم إيقاف حسين بافقيه عن الكتابة مع أن المتحدث باسم الوزارة ادعى العكس!.. حسين نقد الوزير فأوقفه الوزير»، مضيفا: «يوم محزن لثقافتنا، يتم إيقاف كاتب لأنه انتقد الوزير، وزير الثقافة يقمع صوت الثقافة ثأرا لشخصه».

وتابع: «إن كان للطريفي قضية على حسين بافقيه، فالواجب عرض القضية على محكمة، ولا يجوز للوزير إيقاف ناقده عن الكتابة».

بينما قال الشاعر «مساعد الرشيدي»: «أوقف الوزير كاتبا بسبب مقال ينتقده.. النتيجة/ اشتهر المقال.. واشتهر الكاتب/ وما عيّن خير الوزير!!».

وغرد «معيض هيكل»، بالقول: « في بلدنا عادلان.. أحدهما يوقف الأعداء خارجياً، والأخر يوقف كاتب انتقد ادعاءه للشعر».

وتساءل «جميل فارسي»: «دور وزير الثقافة أن يرى الثقافة أو أن يحجرها؟».

وأضاف «حمد»: «يكاد سقف الحرية أن يسقط على رأس مطالبيها».

وتابعت «أوكسجين»: «لمجرد نقد.. كيف يؤتمن مثل هذا على وزارة إعلام أهم دولة إسلامية ونحن بمثل هذا الظرف الحساس».

سرقة

وقبل 10 أيام، ساد موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، حالة من السخط، بعد أن ألقى «الطريفي»، قصيدة شعرية يمدح فيها الأمير «خالد الفيصل»، قال إنه أعدها بنفسه، قبل أن يكتشف أنها أبيات شعرية للشاعر الراحل «أحمد شوقي».

ودشن مغردون  وسما بعنوان «عادل الطريفي يسطو على قصيدة شوقي»، عبروا فيه خيبة أملهم لما وصلت إليه الأمور في بلادهم، متناقلين مقولة «حاميها حراميها»، لوصف ما جرى، فكيف بمِن يؤتمن على الحقوق الفكرية يتعدى على حقوق الأخرين، حسب تعبيرهم.

«بافقيه»، في اليوم التالي للواقعة، كتب على صفحته بموقع «تويتر»، منتقدا الوزير: «قرأ الدكتور عادل الطريفي أبياتًا على أنها له، تبيَّن أن معظمها ليست من إنشائه إنما هي للشاعر أحمد شوقي، فاتهمه المغردون في الوسم بالسطو».

وتابع: «بحسب الأعراف الأدبية، وبحسب مقاييس النقد الأدبي ومصطلحاته فإن الأبيات ليس (معارضة)، ولا (تضمينًا)، ولا (تناصًّا)، مهما بحث البعض عن (مخرج)»، مضيفا: «بحسب الأعراف الأدبية، ومقاييس النقد الأدبي، فإنَّ ما فعله الدكتور عادل الطريفي تَعَدٍّ على شعر أحمد شوقي، خاصَّةً أنَّه لم يشر إليه».

واستطرد «بافقيه»: «يضاف إلى ذلك آراء نقاد وأدباء من ذوي العلم بالشعر مثل الغذامي والسريحي ومحمد العباس وأحمد قران... رأوا في ذلك تعدِّيًا على شعر شوقي».

واستمر «بافقيه»، في هجومه على الوزير، وقال: «للمسألة وجه آخر، إذ إنَّ الساحة الأدبية والثقافية لا تصنِّف الدكتور عادل الطريفي شاعرًا، ولم يُعْرَفْ عنه هذا مطلقًا»، مضيفا: «كان بإمكانه حلّ المشكلة بأن يشير، قبل أن يلقي الأبيات، إلى الشاعر أحمد شوقي، لكنه لم يفعل، وهنا لُبّ المشكلة التي أوقعته في ورطة أدبية».

وتابع: «النقد الأدبي العربي القديم حدَّد للشاعر أساليب (الاقتباس)، و(التضمين)، وسرد أنواعًا كثيرة منها، وكذلك حدَّد لنا (السرقات الشعرية)، وفي هذا بابٌ كبيرٌ في المتون النقدية العربية القديمة».

وأشار «بافقيه» إلى أنه «لو أنزلنا الأبيات التي ألقاها الدكتور عادل الطريفي على حدود النقد القديم، لما خرجتْ عن كونها (سرقة شعرية) مكتملة العناصر».

وختم: «ما انتهيتُ إليه، هو ما هداني إليه رأيي النقدي وصلتي الوثيقة والقديمة بقضاياه، وما وقفتُ عليه في الكتب النقدية القديمة والحديثة، كلّ ما سبق لا يُوجد تبريرًا أو تعليلًا أو مَخرجًا وهذا مؤسف للدكتور الطريفي، فالشعر فنٌّ، ولكن له قواعد وأصول يجب أن تُتَّبع».

مطالبات بالإقالة

يشار إلى أن وسما سعوديا بعنوان «إقالة عادل الطريفي مطلب شعب»، حقق معدلات مشاركة مرتفعة، مطلع الشهر الماضي، احتجاجا على تطاول «الطريفي» على رئيس تحرير صحيفة يومية، كان ضمن الوفد الإعلامي المرافق لولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» خلال زيارته الطويلة إلى الولايات المتحدة، والتي شهدت سلسلة كبيرة من الأنشطة واللقاءات.

وفي شهر مارس/آذار الماضي، طالب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي الملك «سلمان بن عبد العزيز» بالتدخل وإصدار أمر ملكي بإقالة «الطريفي» و«جاسر الجاسر» مدير قناة «الإخبارية»، وذلك علي خلفية استضافة القناة السعودية الحكومية لـ«نصير العمري» الباحث الأردني المقيم بأمريكا، وهو الذي يهاجم السعودية، والملك «سلمان» باستمرار، ويناصر إيران.