كشفت حسابات سعودية معارضة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن ولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» يقف وراء اعتقال عدد من الدعاة في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن تلك الاعتقالات تأتي في سياق دفاعه عن طموحه الملكي.
فمن جانبه قال المغرد الشهير «مجتهد» إن «أوامر الاعتقال الأخيرة كلها من بن سلمان (ولي ولي العهد السعودي) لكن الداخلية هي التي تباشر التنفيذ والتحقيق، إلا في حالة سليمان الدويش فلا تعرف عنه الداخلية شيء».
وأضاف أن «هذه التغريدة سبب اعتقال (الداعية عبد العزيز) الطريفي، .. وسبب بقائه في السجن أنه يرفض التراجع عنها والاعتذار منها».
وأعاد «مجتهد» نشر تغريدة «الطريفي» التي تقول: «يظن بعض الحكام أن تنازله عن بعض دينه إرضاء للكفار سيوقف ضغوطهم، وكلما نزل درجة دفعوه أُخرى، الثبات واحد والضغط واحد فغايتهم (حتى تتبع ملتهم)».
في السياق ذاته، قال حساب «العهد الجديد» أحد الحسابات السعودية المعارضة: «نكشف اليوم عن سبب (اختفاء) سعد البريك .. وأقول اختفاء وليس اعتقال للأسباب التي سأفصح عنها الليلة».
وأوضح: «بداية فإن معظم الاعتقالات والإيقافات الحاصلة في الفترة الأخيرة هي جولات صراع وضرب من بن سلمان لشخصيات قريبة من الداخلية (ضرب لبن نايف)».
وتابع أنه «قبل اختفاء البريك ورده اتصال من مسؤول رفيع في المباحث، طلب منه القدوم بسرعة، والسبب: عزم بن سلمان على اعتقاله على إثر نقد وجهه للهيئة».
ولفت «العهد الجديد»، إلى أن «البريك كان قد انتقد هيئة الترفيه انتقادا لاذعا في إحدى مجموعات الواتساب وقام أحد الأعضاء بتصوير المحادثة وإرسالها إلى بن سلمان .. فجن جنونه».
وواصل حديثه قائلا: «عندما قدم البريك إلى الداخلية قالوا له أتينا بك قبل تحرك بن سلمان لاعتقالك لأنه إن فعلها فإننا لن نستطيع فعل شيء والحين هو في مكان تابع لهم».
وأردف: «الآن البريك متخفي عن الإنظار، وجالس في إحدى الأماكن التابعة للداخلية وأهله يذهبون ويأتون إليه ويتوفر لديه كل شيء ولا صحة للقول بأنه معتقل».
ولفت إلى أن «قصة البريك هي نموذج من نماذج التخبط والصراع المحتدم بين المحمدين (بن نايف وبن سلمان) وما يحدث من وراء الأضواء بينهما لا يقوم به المراهقين فضلا عن (رجالات دولة)».
وقبل أسابيع، قالت مصادر خاصة لـ«الخليج الجديد» إن السلطات السعودية اعتقلت الشيخ «سعد البريك».
واعتقلت السلطات السعودية الداعية «عصام العويد» قبل أسابيع أيضا، بتهمة تمويل المنظمات الإرهابية، لكن مغردون أرجعوا سبب اعتقاله إلى انتقاده الشديد لـ«هيئة الترفيه».
وقبل اعتقاله بأيام، قال «العويد»: «أي صاحب قرار يظن أنه سيغير عقيدة وهوية هذه البلاد بفتح أبواب الفساد فقد دعا لحرب هو الخاسر الأكبر فيها كائنا من كان» معتبرا أن «تجميد الهيئة ثم شرعنة الفساد سيرسل رسائل ضمنية مدمرة ستتخطى كل القيود المزعومة (وفق الضوابط الشرعية)».
وهو ما يرجح أن اعتقال «العويد» وربما «البريك» أيضا جاء في سياق صراع رجال الدين مع توسع نفوذ الليبراليين وتقييد دور العلماء ضمن خطة الإصلاح.
وكانت الأنباء تضاربت حول سبب اعتقال «عبد العزيز الطريفي» في أبريل/نيسان الماضي، ففي حين أرجع البعض سبب الاعتقال إلى تعليق «الطريفي» حول تنظيم الهيئة الجديد ووصفه بـ«التعطيل» خلال استضافته على قناة «الرسالة» قبل أيام من اعتقاله، إلا أن آخرين اعتبروا أن تغريدات الشيخ حول الحكام هي السبب الأساسي للاعتقال.
وقال «الطريفي»، قبل اعتقاله بيومين عبر «تويتر»: «يظن بعض الحكام أن تنازله عن بعض دينه إرضاء للكفار سيوقف ضغوطهم، وكلما نزل درجة دفعوه أُخرى، الثبات واحد والضغط واحد فغايتهم (حتى تتبع ملتهم)».
و«عبدالعزيز الطَريفي»، هو داعية سعودي يبلغ من العمر 41 عاما، تنوّعت دراسته وثقافته وأساتذته، وعلى معرفة كبيرة بعلوم الإسلام والشريعة، كثير الإطلاع، وتخرج من كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمدينة الرياض، وباحث شرعي سابق في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية.
وللشيخ «الطريفي» إيجازات من عدد من العلماء الثقات، بالإضافة إلى أكثر من 15 مؤلف، ويتابع حسابه على «تويتر»، أكثر من 909 ألف متابع، بينما يتابع صفحته على «فيسبوك» أكثر من ربع مليون متابع.
تويتر-