عادت قناة "mbc" السعودية لإثارة الجدل في الشارع السعودي مرة أخرى، من خلال نشر تغريدات تدعو المرأة السعودية لتكون "حرة"، بحسب معايير لم تكن مقبولة لدى جمهورها.

القناة تنبهت على ما يبدو لحجم الغضب السعودي من تغريداتها، فعملت على حذف عدة تغريدات كانت نشرتها عبر وسم "#كوني_حرة" على صفحتها في "تويتر"، ما رأى فيه مغردون "انتصاراً جديداً للشارع".

تغريدات "mbc" طالبت المرأة السعودية لتكون حرّة، بالقول: "كوني حرة فأنتي لم تخلقي لتكوني تابع أو ظل".

وفي تغريدة أخرى للقناة قالت: "تمردي كوني حرة بلا حدود، ولتعلمي أن حدود حريتك هو التوازن الطبيعي الذي أعطاه لك الله".

آلاف المغردين عبّروا عن غضبهم على الوسم ذاته الذي أطلقته "mbc" (كوني حرة)، متهمين القناة بتحريض المرأة على التمرد على القيم والأخلاق والفضيلة لدى المجتمع السعودي المحافظ.

الداعية السعودي الشهير، محمد البراك، شن هجوماً لاذعاً على "mbc"، وقال: "رسالة قنوات mbc إشاعة الفاحشة والفساد والتمرد على الشرع، فمن أدخلها في بيته فقد خان أمانته وضيع رعيته احذر mbc".

وكتب المستشار الشرعي سعد بن غنيم: "يا فتيات الإسلام وبنات الصحابة والتابعين، أيها المرأة السعودية الحرة، إن قناة mbc التي قالت لك: كوني حرة، هي من وصفتك بأقذع الصفات فتنبهي".

واعتبر المغرد زياد الجهني‏ أن "هناك فرقاً بين الحرية التي منحها الإسلام للمرأة، والتي تروج لها القناة"، مبيناً أن هدف الأخيرة "تجريد المرأة من أخلاقها وعاداتها".

أما الإعلامي سعد التويم،‏ فقد غرد قائلاً: "لم يكف القناة 25 سنة من صب سمومها في آذان وعيون مشاهديها، اليوم اضطرت للتصريح كتابة بهدفها المنشود، اللهم اكفناها بما شئت".

غضب السعوديين لم يتوقف عند هذا الحد، بل أطلق مغردون وسماً جديداً بعنوان (#لن_تمر_mbc_علي_اعراضنا)، بحسب ما رصد "الخليج أونلاين".

- المرأة بالأرقام الرسمية

وبدت أرقام المرأة السعودية في ازدهار في العقد الأخير، إذ تشكل المرأة 51% من طلاب التعليم العالي، وتدرس 35 ألف مبتعثة في الخارج، في حين نجحت أسماء نسائية في كسر احتكار الرجال لمناصب قيادية على مستوى مؤسسات اقتصادية ضخمة كالمصارف والبورصة "تداول".

كما ارتفع عدد الدبلوماسيات السعوديات إلى 113 دبلوماسية في العام 2017، في حين بلغ عددهن وفقاً لإحصاء رسمي من وزارة الخدمة المدنية عام 2015 87 امرأة يعملن في وظائف دبلوماسية.

كما تهدف رؤية المملكة 2030 إلى مشاركة النساء في سوق العمل بنحو 30%، في حين بلغت الرساميل النسائية في البلاد أكثر من 100 مليار ريال، وتجاوزت استثماراتهن العقارية 120 مليار ريال.

واستطاعت 17 امرأة سعودية حجز مقاعدهن في المجالس البلدية، عقب الانتخابات الأخيرة للمجالس في العام الماضي، وتتحرك تحت قبة الشورى 30 سيدة منذ دورته الماضية.

-سوابق

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تغضب فيها "mbc" المجتمع السعودي؛ ففي العام 2015 أثار تقرير صحفي للقناة عن أن السعوديات المدمنات يفضلن الحشيش على سائر أنواع المخدرات الأخرى، غضباً وجدلاً واسعين في المملكة؛ الأمر الذي أدى إلى تدخل مديرية مكافحة المخدرات التي استهجنت التقرير ونفته جملة وتفصيلاً.

كما شكلت القناة صدمة لمشاهديها عند تعرضها لمشاعرهم الدينية، وأثارت حالة من الجدل الواسع، عندما زعمت في تقرير نشرته العام الماضي، أن دعاة بارزين كسلمان العودة ومحمد العريفي يدعون للفوضى "تحت راية الجهاد".

ومجموعة قنوات "mbc" هي شبكة تلفزيونية سعودية يمتلكها وليد بن إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم، وهو أخو الجوهرة بنت إبراهيم، أرملة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود، وتعد أول قناة "فضائية" عربية خاصة وغير مشفرة، أطلقت عام 1991.

وعلى الرغم من اعتنائها بمحتواها وجودة منتجاتها، إلا أن برامج مجموعة "mbc" تثير جدلاً بين المجتمعات العربية والإسلامية؛ بسبب ما تتهم به من تركيز على نشر الثقافات الغربية في المجتمعات الإسلامية، والتي تناقض في كثير منها القيم والمبادئ التي تربت عليها الأجيال في السابق، لا سيما أفلام الرسوم المتحركة المليئة بالمخالفات الشرعية للقيم في المجتمعات العربية، كما يقول منتقدوها.

ويتهمها إعلاميون وباحثون بأنها "تحمل فكراً غربياً شبه كامل"، مع إهمال واضح للثقافة والتقاليد العربية الأصيلة.

الخليج أونلاين-