رفضت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، التي طالب فيها قطر بوقف دعم الحركة الفلسطينية.
في الوقت الذي شن مغردون سعوديون هجوما حادا على وزير خارجيتهم، مشيرين إلى أن تصريحه لا يمثلهم.
و«الجبير»، الذي بدأ أمس في باريس جولة أوروبية، ويصل ألمانيا اليوم لإطلاعها على تطورات الأزمة في البيت الخليجي، أكد أن «الأضرار التي ستنتج عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها بعض الدول العربية ضد قطر كفيلة بأن تقنعها بتغيير سياساتها بما في ذلك ما يتناول الجماعات المتطرفة».
وأضاف: «إنها مسألة داخلية بين دول الخليج، وتعرف قطر تماماً ما عليها أن تفعله، من وقف دعم المتطرفين والإخوان المسلمين وحماس، وعدم التدخل في شوؤن الدول المجاورة ووقف الإعلام المعادي للدول الشقيقة، وأن تتوقف عن المساهمة في زعزعة الشرق الأوسط».
«حماس» ترفض
تصريحات «الجبير»، عبرت «حماس» عن بالغ أسفها واستهجانها لما صدر فيها، واعتبرتها تحرض على الحركة، و«أمر غريب على مواقف المملكة التي اتسمت بدعم قضية الشعب الفلسطيني وحقه في النضال».
وفي بيان للحركة، قالت «حماس»: «تصريحات الجبير تمثل صدمة لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية التي تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية»، مشيرة إلى أن «الأمة تنظر إلى حركة حماس باعتبارها حركة مقاومة مشروعة، ضد الاحتلال الصهيوني الذي يمثل العدو المركزي للامتين العربية والإسلامية، خاصة أن حماس وقوى المقاومة الفلسطينية تدافع عن أرض الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين».
وأضاف البيان: «لا يخفى على أحد كيف يستغل العدو الصهيوني مثل تصريحات الجبير لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا ومقدساتنا وبحق القدس والأقصى».
وتابع: «كما أن تصريحات الجبير مخالفة للقوانين الدولية والمواقف العربية والإسلامية المعهودة التي تؤكد على حق شعبنا في المقاومة والنضال لتحرير أرضه».
وختم البيان بالقول: «نحن في حركة حماس ندعو الأشقاء في المملكة العربية السعودية إلى وقف هذه التصريحات التي تسيء للمملكة، ولمواقفها تجاه قضية شعبنا وحقوقه المشروعة».
غضب إلكتروني
كما أثارت تصريحات «الجبير» موجة من الغضب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في السعودية.
وتصدر وسم «تصريح الجبير لا يمثلني»، قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة مساء الثلاثاء، مشيرين إلى أن التصريح غريب عن السياسة السعودية، التي تعلن أنها داعمة للقضية الفلسطينية.
وتساءل المشاركون في السوم، عن الشدة في تصريحات «الجبير» تجاه إيران و«حزب الله»، قبل أن تكون تجاه «حماس».
الناشط الفلسطيني «وائل أبو عمر»، غرد قائلا: «أصحاب المواقف هم الذين يخلدهم التاريخ في أرقي صفحات العز والكرامة .. أما الرعاة الذين هانوا على الله فهم إلى مزابل التاريخ».
وتعجب الصحفي «تركي الشلهوب»، حين شارك تصريح متلفز للجنرال السعودي المتقاعد «أنور ماجد عشقي»، حيث قال: «لا نريد أن تكون (إسرائيل) معزولة في المنطقة، يجب أن نتعاون سويا»، مضيفا: «يبدو أن العمل المشترك قد بدأ فعلا!».
وقال «عمر بن عبد العزيز»: «حماس منا ونحن منها».
وأضاف «محمد الفهيد»: «الفيصل امتدح حماس.. والمملكة استضلفت قادة حماس.. مؤسس حماس تمت الصلاة عليه صلاة الغائب في الحرمين.. من الذي تغيّر؟ ولماذا؟»
ونشرت الناشطة «عائشة العتيبي»، صورة الشيخ «أحمد ياسين» مؤسس «حماس»، وتساءلت تحتها: «من يرى هذا المجاهد الشهيد إرهابي؟ ويقابل الله بهذا؟».
كما استنكر الإعلامي الفلسطيني «أدهم أبو سليمة»، بالقول: «ما زال الحرم القُدسي يُدنس، وفي أوج مراحل تدنيسه وتهويده، تُهاجم المقاومة الفلسطينية وتتهم بالتطرف!».
وعاب عليه «محمد»، حين قال: «المفروض يقول طفح الكيل بالعدوان الاسرائيلي مو طفح الكيل لدعم حماس».
وتساءل «معالي الربراري»: «كيف يمكن للمسلمين أن يُلبسوا الحركة الوحيدة الصامدة المتبقّية من حركات الثورة الفلسطينية رداء الإرهاب؟».
وسخر «فواز آل فواز»، قائلا: «حماس حركة إرهابية حتى النخاع؛ أرهبت (إسرائيل) ويجب وقفها حتى يتمكنوا اليهود المساكين من العيش بسلام».
وأضافت «هند المفتاح»: «توقعنا صدور مثل هذا الكلام من وزير خارجية الصهاينة وليس من وزير خارجية مكة.. فلسطين قضيتنا الأولى».
وتساءل حساب «نحو الحرية»: «لماذا تستغربون تصريح الجبير؟.. ألم يعتقلوا خالد العمير وسجنوه 9 سنوات، فقط لأنه تظاهر ضد عدوان (إسرائيل) على غزة في 2008؟».
وتابع الإعلامي الفلسطيني «إبراهيم المدهون»: «حقيقة بعد تصريح وزير خارجية السعودية ظهر أن حماس أهم وأكبر وأعظم مما كنا نظن».
قطع علاقات
وفجر الإثنين، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر فيما يمثل أكبر صدع في العلاقات منذ أعوام بين بعض أقوى الدول في العالم العربي.
وفي المقابل، أعربت وزارة الخارجية في دولة قطر في بيان لها عن بالغ أسفها واستغرابها الشديد لقرار كل من السعودية والإمارات والبحرين إغلاق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية، وقالت إن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
بدأ أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الصباح»، بذل مساع من أجل حل الأزمة، في الوقت الذي يجري فيه الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» اتصالات عدة لرأب الصدع.
وأمس، قالت صحيفة «معاريف» العبرية، إن هذه الأزمة «فرصة غير مسبوقة» لـ(إسرائيل)، كونها تضر بـ«حماس» وتضعف المقاومة.
كما قالت صحيفة «جيروزليم بوست»، إن «الأزمة تضر بحماس»، و«تمهد للتقارب بين (إسرائيل) من جهة والسعودية ودول الخليج الأخرى ومصر من جهة أخرى».
واندلعت الأزمة الأخيرة داخل البيت الخليجي، في أعقاب قيام وسائل إعلام سعودية وإماراتية بالترويج لتصريحات مفبركة منسوبة إلى أمير قطر «تميم بن حمد»، بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية.
ورغم إعلان وكالة «قنا» تعرضها للاختراق، إلا أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر تصدرت الموقعين الإلكترونيين لقناتي «العربية» و«سكاي نيوز عربية»، كما أفردت القناتان حيزا كبيرا لمناقشتها وتداولها في نشراتهما الإخبارية.
وإثر واقعة التصريحات المفبركة، شنت وسائل إعلام سعودية وإماراتية ومصرية حملة إعلامية ضد قطر وأميرها للأسبوع الثاني على التوالي.
وكالات-