تواصل » تويتر

مغردون: قائمة المطالب من الدوحة «قرارات احتلال» تنهي الوحدة الخليجية

في 2017/06/24

بين السخرية منها والتأكيد على استحالة قبول قطر بها.. تراوحت ردود أكاديميين وباحثين وإعلاميين عرب على المطالب التي قدمتها دول خليجية ومصر إلى الدوحة كسبيل لرفع الحصار عنها.  

إذ أكد هؤلاء الأكاديميون والباحثون والإعلاميون، في تغريدات عبر «تويتر»، أن تلك المطالب تعجيزية وغير منطقية، مطلقين على أوصاف من قبيل «رخيصة» و«سخيفة» و«تعد نوعا من التهريج»، و«قرارات احتلال ضد طرف مهزوم»، و«تستحق البصق».

ووفق وكالتي أنباء «رويترز» و«أسوشيتد برس»، فإن الكويت سلمت قطر قائمة مطالب كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وذلك بعد نحو أكثر من أسبوعين من فرض حصار على قطر.

وتضمنت المطالب من قطر، التي اشترط أصحابها الموافقة عليها في غضون 10 أيام، إغلاق قنوات «الجزيرة»، وخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، والاقتصار على  التعاون التجاري معها بما لا يخل بالعقوبات المفروضة على طهران، والإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية.

كما تضمنت مطالب لقطر بقطع علاقاتها مع ما وصفت «بكافة التنظيمات الإرهابية والطائفية»، و«تسليم العناصر الإرهابية المطلوبة لدى دول الحصار أو المدرجة بالقوائم الأمريكية والدولية»، إضافة إلى «تسليم كافة قواعد البيانات الخاصة بالمعارضين وإيضاح الدعم الذي تم تقديمه إليهم»، ودفع مبالغ تعويضات لم تحدد قيمتها.

«قبول قطر بها من سابع المستحيلات»

وتعليقاً عليها، قال الكاتب والمحل الفلسطيني «ياسر الزعاترة»: «بعد قراءة قائمة المطالب الكاملة، يمكن القول إن قبول قطر بها من سابع المستحيلات. هذه لا تُعبر عن سقف مرتفع، بل أكبر من ذلك بكثير».

وعلى النحو ذاته، اعتبر المصري «خليل العناني»، أستاذ العلوم السياسية، أن  «مطالب الدول الأربعة للدوحة هي مطالب إذعان وخضوع تام وانتهاك صارخ لسيادتها وكأنها قرارات احتلال ضد طرف مهزوم».

ورأى «العناني» أن «المطلب الأكثر خبثاً في قائمة المطالب هو إغلاق القاعدة العسكرية التركية؛ وذلك لضمان خلل التوازن مع الدوحة تمهيداً لاستباحتها لاحقاً».

وبشأن مطلب إغلاق شبكة قوات الجزيرة، قال الأكاديمي المصري: «الدول الأربع لديها أسطول من القنوات والصحف والاعلاميين الذين يعملون بإشارة منها، ولكنها منزعجة من قناة واحدة. ما هذا البؤس؟!».

وفي هذا الصدد، نقلت الإعلامية الفلسطينية والمذيعة في قناة الجزيرة «إيمان عياد» عن «آيدن وايت»، مدير الشبكة العالمية للصحافة الاخلاقية»، تعليقه على مطالب الدول المحاصرة لقطر إذ قال إن «طلب دول من دولة أخرى إغلاق مؤسسة إعلامية (الجزيرة) يمثل صدمة وغير مسبوق ولَم نسمع به قبل اليوم».

«شهادة وفاة لمجلس التعاون»

من جانبه، اعتبر الكاتب والمفكر الفلسطيني «بشير نافع»، أن قائمة المطالب تلك مؤشر على أن الأزمة الخليجية سنتواصل.

 وقال «إن صحت الورقة المتداولة للمطالب من قطر، فهي مؤشر واضح إلى أن الأزمة ليست مرشحة للانفراج قريباً: الوضع الحالي سيصبح هو الوضع الطبيعي!».

وكان الأكاديمي الكويتي، «حاكم المطيري»، أكثر تشاؤماً بخصوص مستقبل مجلس التعاون الخليجي في إطار قائمة المطالب تلك.

وقال: «قائمة الشروط الأمريكية الخليجية لرفع الحصار عن الشعب القطري هي شهادة وفاة رسمية لمجلس التعاون الذي صار خطرا يهدد أمن شعوب الخليج نفسها!».

سخرية لاذعة

كتاب صحفيون آخرون سخروا من تلك المطالب.

إذ دعا الكاتب الصحفي المصري «وائل قنديل» الناشطين على موقع «تويتر» إلى مساعدة الدول المحاصرة لقطر في اقتراح مطالب جديدة.

وبدأت «قنديل» بنفسه مقدما مطلبا مقترحا وهو: «تخصيص جزء من الميزانية القطرية لتمويل بناء المستوطنات الصهيونية في القدس الشرقية».

على النحو ذاته، سخر الباحث السياسي العراقي «علي باكير» من قائمة المطالب، وقال: «لا يهم من سربها أو نشرها أو هرّبها أو غطّاها أو نقلها.. المهم المضمون. محور الحصار شكله مستحي من كمية (العبط) و(التهريج) الواردة في المطالَب!!».

أيضاً، سخر الكاتب الصحفي المصري «جمال سلطان» من تعليقات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، «أنور قرقاش»، على المطالب من قطر.

وقال: «حد يفهم الأخ قرقاش (والأخوة في أبوظبي أن ثمة فارقا بين برنامج مقالب رامز جلال (برنامج تليفزيوني كوميدي يعتمد على المقالب) وبين سياسات الدول وأصول التفاوض».

كان «قرقاش» اتهم قطر بتسريب ورقة مطالب دول المقاطعة منها، بغرض «إفشال الوساطة».

وقال في تغريدات على «تويتر»، الجمعة، إن «الخيارات أمام الشقيق واضحة (قطر)؛ هل يختار محيطه واستقراره وازدهاره، أم يختار السراب والإزدواجية وعزلته عن محيطه (لعل الحل في افتراق الدروب)».

أما الباحث السياسي والدبلوماسي الجزائري السابق «محمد العربي زيتوت» فرأى أن مطالب الدول المحاصرة من قطر لا تستحق النقاش.

وقال إن هذه المطالب « ليست فقط سخيفة ورخيصة فقط... انما أيضا تنم عن عنجهية متفرعنة».

وأضاف: «لو كان الأمر لي لوضعتها (المطالب) في ساحة عامة ليبصق عليها الناس».

وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً نشطاً مع عدة وسوم حول قائمة المطالب من الدوحة، تصب في أغلبها في سياق السخرية منها، ومن أبرزها وسم بعنوان «#القائمة_مرفوضة».

ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، واتهمتها بـ«دعم الإرهاب»، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات.

من جانبها نفت قطر الاتهامات التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.