تواصل » تويتر

سعوديون يصرخون على «تويتر» من البطالة ويطالبون بوقف استقدام الأجانب

في 2018/01/23

الخليج الجديد-

بعد حملات شعبية كثيرة نظمها سعوديون خلال الأسابيع الماضية لتحسين أوضاعهم المعيشية، لا سيما بعد الارتفاع الذي شهدته أسعار المواد الأساسية والخدمات في المملكة، جاء الدور على باب التوظيف ليتم طرقه مجددا، بأياد متألمة.

«شهادتنا بكالوريوس وعاطلين»، وسم جديد احتل مرتبة متقدمة على قائمة الوسوم الأكثر تداولا بالسعودية خلال الساعات الماضية، عبر من خلاله حاملو الشهادات العليا من المواطنين عن سخطهم مما اعتبروه استمرارا لوضع العراقيل أمامهم للحيلولة دون تولي الوظائف، وشيوع «الواسطة» كأحد أبرز مسوغات التعيين حاليا بدلا من الكفاءة، علاوة على توظيف الأجانب على حسابهم.

ويبدو أن برامج التوطين المتتالية في المملكة، ومحاولة السلطات قصر عدد متزايد من الوظائف على السعوديين، لم يكن على قدر طموح المطالبين بالتخلص من شبح البطالة، حيث جاءت التغريدات معبرة عن حالة غضب كبيرة بسبب عدم اهتمام الجهات الحكومية بهذا الملف، والتفاتها إلى مبادرات أخرى لتوزيع الأموال السعودية.

المغردون استشهدوا بالحملات التي بدأتها هيئة الرياضة برئاسة «تركي آل الشيخ» لدعم أندية مصرية، مثل «الأهلي» و«الزمالك»، عبر بناء ملاعب (ستادات) جديدة، وغيره، مما اعتبروه صرفا للمال في غير محله، في الوقت الذي يتزايد فيه طابور العاطلين بالمملكة، والذين باتوا عاجزين عن الوفاء بمتطلبات الحياة المتزايدة، بعد زيادات الأسعار الأخيرة، وتقليل الدعم.

التوجه السابق عبر عنه المغرد «ماجد العوفي»، قائلا: «هناك أموال طائلة للترفيه الماجن.. هناك أموال طائلة للكرة السعودية الفاشلة.. هناك اموال طائلة لبناء دول أخرى.. هناك أموال للتبرعات والإعانات وتقف عند المواطن...! لا وظائف بلا خبرات لا تقل عن ٣ سنوات كحد أدنى».

تلخيص المشكلة جاء على لسان مغرد آخر، يدعى «عبدالله»، والذي كتب: «لو نتخرج بكالوريوس يقولك لازم خبرة.. لو تتخرج ماستر يقولك ما نوظفك.. لو تتخرج دكتوراه يقولك ما نقدر نعطيك راتب عالي، بينما الأجانب لهم الحرية في وظيفتهم وأبناء البلد مهندسين ودكاتره ولكن ما يتم توظيفهم.. السعودي اليوم أثبت انه يقدر يشتغل بكل الأعمال، لا تلعب علي».

وتضيف صاحبة حساب «قطرة ندى» تلخيصا آخر للمشكلة، قائلة: «عاطلون وضِعت أمامهم العقبات ليتم تثبيطهم وإحباطهم، عاطلون بمئات الآلاف يحاولون إيصال صوتهم المبحوح إلى المسؤولين ذوي الضمير الحي، عاطلون تتقاذفهم الوزارات حتى ضاعت قضيتهم بين مكاتب التعليم والخدمة المدنية والعمل مرورًا بوزارة المالية».

وانتقد كثير من المغردين عبر الوسم، اهتمام قناة «الجزيرة» بالأمر، وإبرازها لمشكلة العاطلين من حملة المؤهلات العليا بالسعودية، عبر تقرير مصور، في الوقت الذي يصمت فيه الإعلام السعودي تماما عنها.

وقال حساب يدعى «لا ضرائب على العاطلين»: «شاهـدوا جلد قناة الجزيرة.. أوصلت صوت العاطلين في حين صمت عنهم إعلامنا المطبّل الخائن للأمانة المدلس للحقائق».

وضرب مغرد آخر على مفارقة مؤلمة تبين جانبا من المعاناة، قائلا: «والله مالنا مفكرين ندخل عسكريه بشهاده الثانويه واشهاده الجامعه نرميها . صاروا طلاب الثانويه مفاضلين علينا».

ورد «أبوبندر» على المطالبين بأن يهتم الخريجون بتحصيل الدورات التي تكفل لهم تطوير أنفسهم، قبل المطالبة بالتوظيف، قائلا: «المشكلة كل يوم يجيبون لك عذر وردهم المعروف (انت طور من نفسك وبتلقى الوظايف).. ما خلينا دورة ما دخلناها ليييين خسرنا فلوس وتكدست الدورات فالدروج.. انا خريج قانون بمعدل ٤.٢٣ وعندي ١٢ دورة قانونية واليوم راح احضر دورة بعد وكلها خساير فلوس على الفاضي».

وصب عدد من المغردين جام غضبهم على السماح بتوظيف الأجانب، معتبرين أن برامج التوطين ليست جادة أو مبنية، على حقائق.

يقول المغرد «سلطان السعدي»: «عندما ارى 13 مليون مقيم يعملون بشهادات مضروبة، وهناك عاطلون وطنيون ببكالوريوس، هنالك خلل بين مخرجات التعليم وسوق العمل».

ويضيف المغرد «أحمد ناصر»: «يا حسافة 5 سنين جالس ادرس هندسة وكل الامل في الشهادة جبت الشهادة وبروزتها وجلست في بيتنا.. أهم شي اخواننا العرب ياخذون راحتهم ويتوظفون الوظايف الزينة حياكم الله في ديرتكم».

أما «نور» فتقول: «حتى لو اشتغلنا ننتظر الموارد تزيد الراتب ويرفضون بحجة أن الشركة مليانة أجانب طيب أنا وش ذنبي استلم راتب بسيط».

ويقول «نواف»: «وزارة العمل وفرت لكل جنسيات العالم وظايف في السعودية وتجاهلت بطالة أكثر من مليون مواطن سعودي عمدا ولاتزال إلى يومنا هذا مستمرو على نفس الحال».

وترى صاحبة الحساب «كادي» أن المعاناة سببها عدم الأمانة في نظام البلاد، قائلة: «ضاعت الأمانة في بلد يدعي الأمانة ويدعي الدين ويدعي الشرف ويدعي في كل شي لا عجب في أن نتخرج ولا نجد وظائف التخرج مجرد فخ لتكسب أموال المفلسين العاطلين والي ما يقدر يدفع فلوس للواسطه يدفعها للوزرات ويجلس فالبيت مع أنها جلسة بيت بس لازم نستغلك تجلس كذا ما ينفع».

ويتهم عدد كبير من العاطلين «وزارة الخدمة المدنية» والهيئات الحكومية وحتى شركات القطاع الخاص بتعمد وضع اختبارات شديدة الصعوبة لتعجيز المتقدمين إلى الوظائف، حتى يرسب معظمهم، وبالتالي تطالبهم تلك الجهات بتطوير أنفسهم، عبر الدورات التدريبية، والتي ينفق الخريجون عليها أموالا طائلة، لتضاف إلى أعباء الأسر السعودية، ثم تكون المحصلة مزيدا من التسويف والتأجيل والرفض.

وفي مجال الصحة على سبيل المثال، هناك اعتراف رسمي بالنقص الحاد في عدد الممارسين الصحيين السعوديين بالمملكة، ووفقاً لما كشفته الهيئة في إحصائية نشرتها في أبريل/نيسان 2016 فإن طبيبا سعوديا يتوفر لكل 800 مواطن، فيما يتوفر ممرض سعودي لكل 285 مواطناً، وهي نسبة متدنية مقارنة بالنسبة العالمية التي تصل إلى طبيب لكل 416 مواطناً وممرضاً لكل 222 مواطناً وفقاً لمعايير منظمة الصحية العالمية.

وفي أغسطس/آب الماضي، كشف تقرير صادر عن شركة «جدوى» للاستثمارات تطورات سوق العمل السعودي للربع الثاني لعام 2017؛ أن معدل البطالة بین السعوديین شھد ارتفاعاً طفیفاً مقابل انخفاض الوظائف الجديدة للأجانب.

وعزا التقرير وفقاً لـ«الحیاة»، ارتفاع معدل البطالة وھبوط توظیف السعوديین خاصة الإناث، إلى التباطؤ العام الذي يشھده الاقتصاد المحلي، والذي تسبب في خلق عدة تحديات أمام سوق العمل، متوقعاً أن يؤدي قرار السماح للمرأة بقیادة السیارة إلى رفع معدلات التوظیف، وخلق عديد من الوظائف الجديدة.

ويرى مراقبون أن برنامج السعودة الذي شرعت فيه السلطات يفتقد إلى فلسفة واضحة ومعايير تنظيمية تكفل نجاحه في توفير وظائف للسعوديين والسعوديات، أبرزها عدم التركيز على تنمية مهارات الخريجين السعوديين حتى يستطيعوا سد الفجوة التي سيحدثها غياب الأيدي العاملة الأجنبية الماهرة عن القطاعي العام والخاص، والأخير على سبيل الخصوص.