وكالات-
ما بين رافض للتوجه من الأساس باعتباره توجها جديدا للانحلال لا يتناسب وجوده في «بلد الوحي والنبي الكريم»، و مؤيد يتهم الرافض بالرجعية، وثالث يرى أن الأمر ترف لا يتناسب مع أوضاع السعودية الاقتصادية الحالية، والتي تحكمها الآن التضخم وفرض الضرائب، انقسم مغردون حول قرار الهيئة العامة للترفيه السعودية (حكومية) ببناء دار للأوبرا.
وكان رئيس الهيئة «أحمد بن عقيل الخطيب» قد أكد، خلال مؤتمر صحفي في الرياض، الخميس، أن السعودية ستستثمر 240 مليار ريال (نحو 64 مليار دولار) في قطاع الترفيه في السنوات العشر المقبلة، من ضمنها بناء دار للأوبرا.
وبرر التوجهات الجديدة للهيئة بالمملكة قائلا: «في السابق كان المستثمرون يذهبون إلى خارج المملكة حتى ينتجوا أعمالهم لتعرض داخل السعودية، واليوم سيحدث التغيير وسيتم توطين كل ما يتعلق بالترفيه».
وتحت وسم (#دار_الاوبرا_السعوديه)، والذي احتل صدارة «تريند تويتر»، تفاعل ناشطون مع الأمر، فقال حساب يدعى «منصور»: «بصفتي انسان مسلم وواجب علي انكار المنكر.. فأقول اتقوا الله واتركوا كل ماهو محرم: سينما، حفلات غنائية، اختلاط، أوبرا وغيرها من الامور المحرمة.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.. اللهم اني أبرأ اليك مما يعملون.. (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها)».
#دار_الاوبرا_السعوديه
— mansor-507 (@mansor507a) February 22, 2018
بصفتي انسان مسلم وواجب علي انكار المنكر..
فأقول اتقوا الله واتركوا كل ماهو محرم:
•سينما.
•حفلات غنائية.
•اختلاط.
•اوبرا وغيرها من الامور المحرمه.
اللهم بلغت اللهم فاشهد.
اللهم اني أبرأ اليك مما يعملون.
(من اهتدا فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها)
بينما عارضه «تركي الزلامي»، بشراسة، قائلا: «خلال سنه واحده فقط نفضت السعوديه عنها غبار الرجعيه اللتي وضعت المملكه في العالم الثالث على ما تملكه من قدرات تجعلها في مصاف دول العالم الأول وعلى المرجفين الاستعداد للافضل، شكراً محمد بن سلمان، وداعاً لفكر الصحوه المتسلط على رقاب الناس».
وفضلت «أريج الجزيمي» التفاعل مع الأمر من منظور آخر، حيث استفزتها الميزانية التي أعلنتها هيئة الترفيه لدار الأوبرا وبقية المشروعات الترفيهية الأخرى، والتي بلغت 64 مليار دولار، قائلة: «ناس مو محصله سكن وذابحها الإيجار.. ناس مو محصله وظايف تسد حاجتها ..ناس مو لاقيه علاج في مستشفيات وطنها.. ناس استشهدوا في الحد وتركوا لنا اطفال ..ناس غرقانه بالديون ..و 64 مليار لدار الاوبرا لتتمايل أجساد ناس عقولهم فارغة».
ووافقتها الرأي صاحبة الحساب «ملاذ العتيبي»، قائلة: «64 مليار من أجل دار أوبرا !!ألم يكن تطوير المنتزهات العامة والمولات والمطاعم والمقاهي والمرافق العامة أولى؟ هل الترفيه محصور فقط ف المعازف والأغاني ؟!!!».
٦٤ مليار من أجل دار أوبرا !!
— ملآذ العتيبي (@mlad1994m) February 22, 2018
ألم يكن تطوير المنتزهات العامة والمولات والمطاعم والمقاهي والمرافق العامة أولى ؟
هل الترفيه محصور فقط ف المعازف والأغاني ؟!!! #دار_الاوبرا_السعوديه
وقال «بدر الشمري»: «أنا مايكسر خاطري إلا البعض مبسوط بالقرار عشان بس يقهر فئة معينة من المجتمع وهو تذكرة الدخول راح تكون بقيمة مكافئته الجامعيه ، خلونا نتعلم ان مو كل شي في الحياه عناد شي مايفيدك مو ملزوم تطبل له».
وكان رئيس هيئة الترفيه قد قال، في أبريل/نيسان 2017، إن السعودية ستفتح دور سينما وستبني دار أوبرا عالمية يوما ما، مضيفا أنه «يمكن للمحافظين ببساطة التزام منازلهم إذا لم يهتموا بالفعاليات».
وفي مقابلة، أضاف «الخطيب» أن هدفه هو «توفير ترفيه يشبه بنسبة 99% ما يحدث في لندن ونيويورك»، مؤكدا أن المحافظين الذين انتقدوا الإصلاحات يدركون تدريجيا أن معظم السعوديين وأغلبهم تحت سن 30 يرغبون في هذه التغييرات، لكنه أضاف أن «هذا التغيير لن يحدث سريعا بعد عقود من النهج الثقافي المحافظ».
وتابع «الخطيب»: «أعتقد أننا نفوز بالنقاش»، موضحا أن القليل من السعوديين متحررون والقليل أيضا محافظون لكن «الأغلبية معتدلون يسافرون يذهبون للسينما وللحفلات الموسيقية». وأضاف: «إنني أعول على الشريحة الوسطى التي تمثل 80% من السكان».
وتحظى هيئة الترفيه بدعم من ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، لكنها تثير جدلا واسعا داخل المملكة بمخالفاتها المتكررة عادات وأعراف المجتمع، فضلا عن ضوابط الشريعة الإسلامية في بلاد الحرمين التي تلتزم بتطبيقها.